مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

سواعد الشباب بسواعد الوطن

2

بقلم – الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامي

 

لا تستطيع أمة أن تبني نفسها إلا بجهود أبنائها المحبين للوطن، الذين يحبون ويعملون في دأب، كي تستمر مسيرة الوطن في عطاء دائم، في ظل قيادة حكيمة، تقود بلادنا إلى بر الأمان بإذن الله تعالى، وليس خافيا على ذي عقل أن شبابنا وسواعدهم يمكن أن تسهم إسهاما قويا في دفع عجلة الإنتاج وهذا ما تنهجه الدولة المصرية في السنوات الأخيرة، وما أكده السيد الرئيس كمنهج عمل له في تثبيت دعائم المشاركة الشبابية من الجنسين لأشعارهم بأهميتهم ومدى حاجة الدولة إليهم في صنع حاضرها ومستقبلها.

 

قد يهمك ايضاً:

المرأة والمسئولية وضغط العمل

تلاميذ عمرو بن لحي

وعندما نعود إلى تأصيل هذا الكلام من الناحية التراثية والشرعية سنجد أن النبي صلى الله عليه وسلم شجع الشباب على العمل والبناء وإقامة مشروعات للتعايش منها وكانوا يجدون منه كل ترحيب بالاستماع إليهم وتوجيهم وإعطائهم الوقت للاستماع إلى مشاكلهم، بل إن الأمر ازداد اهتماما من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حيث أعطاهم إمارة الجيش في وقت كانت الصحابة الكرام الكبار رضي الله عنهم يتمنون نفس المهمة الشريفة في ظلال تأدية الرسالة وليس استعراضا أو طلبا للشهرة.

 

– وعندما ساد هذا المفهوم في المجتمع الإسلامي، انطلقت سواعد الشباب تبني وتعمر وتعطي وتبدع وتتألق وتخرج من مشكلة البطالة والعطالة إلى البناء والمساعدة والتنمية.

 

– واستطاع الشباب في العهد النبوي أن يقدموا صورة ناصعة البياض على أن الإسلام يبني ولا يهدم، ويرشد ويهدي ويأخذ بيد الناس إلى صناعة الأمل والعمل، ولأن الشباب من ركائز التنمية فقد أسهم في بناء الحضارة الإسلامية بصورة قوية وواضحة في كل مجالات الحياة في هذا العصر، وكان منهم القريبون جدا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مثل أنس بن مالك وعبدالله بن عمر وأسامة بن زيد وعبدالله بن عمرو بن العاص والإمام الحسن والحسين رضي الله عنهما ولم يقلل النبي صلى الله عليه وسلم من قيمة هؤلاء لصغر سنهم أو لعدم الحاجة إلى مجهودهم، لأن الكبار هم لمشاكل الأمة، وهم المعبرون عن نهضتها وقوتها، ولكنه قدم الشباب على الشيوخ والرجال في معظم المجالات الحياتية التي أعدها النبي صلى الله عليه وسلم لتكون نقلات عظيمة في الإسلام.

 

– وهكذا تنتهج الدولة المصرية الاتجاه ذاته، الذي عاش عليه النبي صلى الله عليه وسلم، بتطبيقات عملية وتربوية ولقاءات شبابية متقاربة، يقوم على إدماجهم في الحياة السياسية والقيادية والوزارات والمؤسسات المهمة في الدولة، وتصعيدهم إلى مواقع قيادية، لم يكن أحد أن يحلم بها من قبل من جيل الشباب، حتى مد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلتا يديه إليهم وأعطاهم المساحة، لإخراج طاقتهم الجبارة مع ابراز الأفذاذ منهم، وهكذا يبدو جليا، أن ركب بلادنا الحبيبة سيتطور ويزداد مع هذا الفهم الصحيح لمهمة الشباب في صناعة الأمة، وأن السواعد البناءة هي القادرة على أن تبني الوطن بحب واقتدار وأمل في غدا مشرق ولله الحمد.

اترك رد