مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

رئيس جامعة الأزهر : الأخلاق الحجر الأساسي في بناء الأمم

76

كتب بسيوني الجمل :

قال فضيلة الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر الشريف خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي العلمي الخامس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة اليوم : الأخلاق هي الحجر الأساسي في بناء الأمم والموجه للسلوك الإنساني وعلم الأخلاق هو سبيل النهضة والرقي والتقدم والإصلاح لكل أمة وفي كل دين .. والأخلاق في الإسلام على رأس الأمر ومقدمته ومن أجل هذا كانت الفترة الزمنية الأولى للدعوة عن غرس القيم الأخلاقية في النفوس .. والإنسان هو أصل الحضارات ولا تقوم الحضارة بغير الإنسان فكل عمل يقوِّم نفسه ويصلح روحه وجسده يصب بالنهاية في خدمة المجتمع الذي يعيش فيه وفي خدمة الأمة والإنسانية.

 

المؤتمر برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وفضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر وفضيلة الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر وبرئاسة الدكتورة شفيقة الشهاوي عميد الكلية رئيس المؤتمر. 

 

بحضور كوكبة من العلماء وكبار المسؤولين وعمداء الكليات وأستاذة الجامعات من مصر والسعودية والإمارات والكويت والأردن ولبنان والعراق وتشاد والدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث والدكتور محمد فكري خضر نائب رئيس الجامعة لفرع البنات والدكتورة فاطمة رجب الباجوري وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث مقرر عام المؤتمر والدكتورة وفاء غنيمي محمد وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب أمين عام المؤتمر.

 

أوضح فضيلة الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر أن حياة الإنسان كالقلب بالجسد ولا يصلح الجسد إلا بالقلب .. والأخلاق صارت علماً مستقلاً له أصوله ومؤلفاته علم مدارسة النفس الإنسانية من جانب ما يصدر عنها من الأفعال الحميدة أو الذميمة .. فمن أراد شفاء القلب فعليه باعتماد مرارة المجاهدة التي هي عواقب المشاهدة في الدنيا والآخرة قال تعالى : «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا».

 

أكد رئيس جامعة الأزهر الشريف أن الخلق جسر كأصل الشجرة فروعه في السماء .. وفروعه هي الخلق الحسن الذي يرفع شأن الإنسان فالإنسان بأخلاقه .. وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن» .. وإن حسن الخلق يهدي إلى الجنة وهو ما صرح به النبي صلي الله عليه وسلم : «إن أحبكم إلى وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا» وقد وصف الله جل جلاله رسوله بحسن الخلق وأثبت ذلك في مطلع سورة القلم وأقسم بها بالحرف والكلمة والسطر عن حسن خلق سيد السادات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اقرأوا ما شئتم من قول ربنا : «نٓ والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجراً غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم».

 

قد يهمك ايضاً:

“نترو نور” حملة توعية عن أهمية الطاقة الشمسية ..…

أكد فضيلة الدكتور محمد فكري نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات : أننا في أمس الحاجة إلى هذا النوع من المؤتمرات التي نلمس فيها رحابة وسعة الضمير الخلقي وعمق وفهم الدلائل العلمية نحو واقعاً مشرق ومجتمع أفضل يحيا بالفضيلة والخلق الحسن .. خاصةً أننا نعيش في الآونة الأخيرة فترة من الاضطراب والخلل والانحراف والتغييب الشبه تام للأسس الأخلاقية التي تربينا عليها وتربى عليها أجيال من العظماء والتي كانت تلك المعايير مجتمعة مع ثوابت وصحيح الدين بمثابة الوعي العام للمجتمع ونشأ عنها حالة من اليقظة الفكرية والشعور بالمسؤولية البحتة تجاه الأفراد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.

 

 تابع قائلا : إننا الآن نرى التفريط في جميع أمور الدين وترك الثوابت بالكلية ونقد كل خلق حسن .. وانتشرت أفكار أصحاب المذاهب الشاذة والممارسات الخاطئة وخربوا عقول الشباب بفكرهم وتصوارتهم.

 

 

قال : الأخلاق في الإسلام على رأس الأمر ومقدمته وكانت الفترة الزمنية الأولى للدعوة عن غرس القيم الأخلاقية في النفوس واستمرت ثلاثة عشر عاماً لم يذكر فيها أوامر أو تكاليف وكانت هذه هي الرسالة الأهم التي عبر عنها سيدنا جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة حيث قال : أيها الناس كنا قوم أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيئ الجوار يأكل القوى منا الضعيف وكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصهره وعفافه وماله فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وأبنائنا من دونه كالحجارة الأوثان فأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شئ وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ثم عدد عليهم أمور الإسلام.

 

 

أشار فضيلة الدكتور محمود حسن صديق نائب رئيس جامعة الأزهر للدرسات العليا والبحوث أن المجتمعات في وقتنا الراهن تشهد انحطاطًا أخلاقيًا وسادت المادية وغاب عنها الجانب الروحي والجانب الديني والقيم الموروثة .. والنبي صلى الله عليه وسلم جاء إلينا بصورٍ متعددة في كيفية التحلي بالخُلق بين الإنسان وربه وبين الإنسان والآخرين .. ففي سورةٍ كاملة وهي سورة الحجرات نجدها تتحدث عن الأخلاق في مواقف مختلفة ففي بداية السورة قوله الله سبحانه وتعالي : «يأيها الذين ءامنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله» لتطوف بنا الآيات في أخلاق النزاع والخلاف فتحدثت : «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء إلى أمر الله» وقوله تعالي أيضاً : «يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».

 

تابع قائلا : أن التاريخ يشهد بحسن تعامل المسلمين مع غيرهم من أصحاب العقائد الأخرى وحتى أن الإسلام سن لنا أخلاقًا للتعامل في الحروب ومع الأعداء وليس كما نشاهد اليوم من مجتمع تسوده المادية الصارخة ويبغى فيه القوي على الضعيف.

 

أكد أن المؤتمر يدق ناقوس الخطر لما نعايشه في مجتمعنا اليوم .. فقضية الأخلاق قضية كل مجتمع يسعى للرفعة والتقدم.

 

التعليقات مغلقة.