رئيس الهيئة العربية لمكافحة المخدرات بلبنان.. يكتب

تحية طيبة وبعد

احتل لبنان المرتبة ١٤٣ في مؤشر مدركات الفساد من أصل ١٨٠ دولة، وهواليوم يدخل نفقا خطيرا مع محاولة اقرار تشريع الحشيش، مايزيد من فساده والسير به نحو الهاوية

 فقضية المخدرات تعتبر من القضايا الهامة التي عمل لبنان على مكافحتها منذ زمن بعيد حيث أولى المشرع اللبناني اهتماما كبيرا بموضوع المخدرات والمؤثرات العقلية وأقر قانونا خاصا تناول فيه مسألة المخدرات من كافة جوانبها. وقد أقر هذا القانون تحت رقم ٦٧٣ بتاريخ ١٦/٣/١٩٩٨ وسمي بقانون المخدرات والمؤثرات العقلية،  كماهو معلوم من الجميع أن المخدرات تتميز بفداحة مخاطرها وسعة انتشارها لكونها تطال مختلف المكونات الاجتماعية، فقيرها وغنيها، المتعلمين كما الأميين، الرجال كما النساء، ولانها ترتكب على نطاق دولي كما على نطاق وطني ولقدرتها على الوصول الى العاملين كما إلى العاطلين عن العمل، وإلى مرتادي الملاهي، كما إلى طلاب الجامعات وتلامذة المدارس…..فهي آفة عابرة للحدود بل للقارات، متعددة الجوانب والأسباب ومتنوعة المخاطر وفادحة الاضرار، تدفع لارتكاب أبشع الجرائم من سرقة وقتل واغتصاب.

أصحاب الفخامة…أصبحت آفة المخدرات منتشرة في المجتمع بشكل واسع ومسبب للقلق فهي تطرق كل باب من بيوتنا وتقص مضاجع الجميع ولا أحد يستطيع تدارك مخاطرها…لذلك نطالب منكم إدراك الكارثة التي سوف تحل على مجتمعاتنا في حال تم تشريع زراعة الحشيش.. وبمراجعة الحوادث والجرائم التي ترتكب تحت مسمى التعاطي والإدمان، نجدها لا تعد ولا تحصى، فما بالكم في حال تم تشريعها وأصبحت بمتناول الجميع؟؟ من يستطع حينها ردع الإجرام والتهور والكوارث؟؟؟؟

 أصحاب السعادة هناك مزاعم كثيرة حول منافع الحشيش (القنب) الطبية، إلا أن العديد من الأطباء والباحثين يردون على هذه المزاعم بالنفي لما له من أعراض وتأثيرات خطيرة قد تنجم عن استخدامه نذكر منها على سبيل المثال: فقدان القدرة على التعلم والقيام بالوظائف المرتبطة به، ضعف التركيز وعدم الانتباه، الشعور بالقلق والإضطراب والغثيان، زيادة ضربات القلب، الهلوسة، الإنفصال عن الواقع، التهاب الرئة، ضعف في جهاز المناعة، سرطان الحنجرة واللثة والفم…… فأي منافع نرتجيها من استخدامه؟؟؟؟ حيث أن الأضرار التي يفتك بالجسد أكثر بكثير من منافعه إذا وجدت في الأساس…

حضرات الرؤساء الكرام.. إنها صرخة ضمير، صرخة من كل أم، صرخة من كل أب يقضي عمره في سبيل عيش أبنائه، صرخة من شباب لا زال لديهم أمل بوطنهم وحكومته… ارحموا الشباب المهمش من الخطر المحدق الذي يخيم على مجتمعهم، اعملوا لحمايتهم بدل من المساهمة في تعريضهم للخطر وتدميرهم… إذا كان الهدف من وراء تشريع الحشيش هو النهوض باقتصاد لبنان، فهناك ألف باب يطرق غير الحشيش، لان نهوض الوطن لا يكون إلا بنهوض أبنائه وإعدادهم بطريقة صحيحة وواعية وليس عن طريق تدميرهم. وإذا كان الهدف من هذا التشريع هو استخدامه لأغراض طبية ومساعدة المرضى في التخفيف من آلامهم فهناك ألف طريقة أخرى تساعدونهم فيها، كتأمين الدواء الذي يحتاجه المريض ولا يستطيع تأمين ثمنه وكذلك الأمر بالنسبة للمستشفيات التي ترفض أن تستقبل المرضى وتتركهم يتألمون ويموتون على أبوابها لا حول لهم ولا قوة…. ساعدوا لبنان على البناء والنهوض بطريقة صحيحة، لا تسهموا في تدميره وإرهاق أبنائه إرضاءا لجهات تسعى لتحقيق مآربها الخاصة على حساب أبناءكم وشعبكم.

رئيس الهيئة العربية لمكافحة المخدرات  

د.محمد مصطفى عثمان