مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

د. رشا الشريف تكتب قطة المدير تنتظر من يفتح لها الصندوق لتخرج للحياة.

قطة المدير وعجلة البيروقراطية ومصير لموظف شغوف يبحث عن الأمل، مازل مسلسل قطة المدير يذاع حلقاته يوم يلو الآخر، قد يكون كافة المشاهدين إلا قليل مدركين تماما النهاية الحتميه لأحداث المسلسل، إلا أن دائما تأتي الرياح بمالا تشتهي السفن مازال الغموض كوسيلة للبقاء يلتف حول المدير خوفا من اتخاذ قرارات تؤدي إلي الاحاطة به، وخصوصا في حاله ظهور شخصيات ذات فكر، ورغم انتظار المؤسسات والمنظمات والشركات من يفتح الصندق ويحسم المصير، إلا أن عجلة البيروقراطية تدور حامله في ثنايها جيشاً من القطط الميته والمشاريع المؤجلة والقرارات التي لاتري النور.

 

د. رشا الشريف تكتب قطة المدير
د. رشا الشريف تكتب قطة المدير

 

 

 

تخيل عزيزي القارئ أنه يوجد عشرات من القطط التي تم وضعها في صندوق محكم الغلق لا يمكن أن تخرج منه، وهي جالسه تنتظر بسيط من النور أو أحد يحاول أن يفتح لها الصندوق لتخرج إلي العيش علي قيد الحياة، فالقطط تشعر بغموض ولحظات مبهمه لتحديد مصيرها في عالم الادارة.

 

فالإدارة الناجحة هي طوق النجاه، هي فن التعامل مع الشركة بذكاء من خلال خبرات ومهارات اكتسبها الفرد في حياته اليومية.

وإنها علم وُضِع بناء على قوانين وقواعد ونظريات تختص بتوجيه وقيادة جهود الموظفين وأنشطتهم؛ للتوجه نحو تحقيق أهداف الشركة؛ لذا فهي علم وفن في آن واحد.في الجانب الآخر من أهم مميزات المدير الناجح هي أنه يتصف بأخلاق حميدة تفرض احترامه على من حوله، إضافة إلى إخلاصه وصدقه ومهنيته في إدارة دفة العمل في منشأته، وتميزه في تعامله مع موظفيه بشفافية واحترام لإخراج افضل طاقاتهم الإيجابية و الإبداعية.

 

أعتقد أننا جميعنا سمعنا أو مررنا بتجربة مريرة للإدارة الفاشلة في مكان ما، إذ تزرع تلك الإدارة آذانًا وعيونًا بين الموظفين داخل المؤسسة حتى ترصد انصرافهم وحضورهم، وتجمع معلومات عنهم، وتنقل الكلام بالحرف الواحد إلى الإدارة العليا، وهذا خطأ شنيع، ولا تتوقف الإدارة الفاشلة عند هذا الحد فحسب.

 

 

بل إنها لا تنظر إلى النتائج، وتعتمد على مراقبة الموظفين وتصيّد أخطائهم، وتهدم مبدأ الثقة بين الموظف والمدير، فكيف لعاقل أن يثق بمؤسسة ويعمل بجد، وهو مراقب في كل صغيرة وكبيرة؟ وفي العادة تودي هذه الإدارة إلى هلاك المؤسسة أو الشركة.

 

 

إن قطه المديرليست استعارة مكنية ولكنها تعبر عن الحاله المثلي للقرارات والمشاريع الادارية التي تولد في حاله من التردد ثم توضع في صندوق البيروقراطية مع عبارات مختلفة ( انت لسه سنك صغير- خبراتك بسيطه- قيد الدراسة- في انتظار الموافقة- ليس من اختصاصك- القواعد والقوانين واللوائح لا تسمح بذلك) وبهذه الطريقة يموت الجنين داخل رحم أمه.

 

 

قد يهمك ايضاً:

وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الثالث لمجلس إدارة مشروع تحويل…

بأكثر من 87 مليار ريال.. السعودية تُعزّز شراكاتها التجارية…

الأمر الأكثر سخرية المدير نفسه يظهر نشاطه الاجتماعي ويتحدث عن الابتكار والرؤيا المستقبلية وينسب لنفسه أعمال ليس له أي علاقة بيها الا انه يتودد للمسئولين علي أنه هو الجوكر، الآ أنه يختفي تماما عند اتخاذ أي قرار حاسم يخص الشركة، فقرارته أشبة بالصناديق المغلقة التي تفتح فقط لتكشف فراغا جديدا أو قطة أخري ميته تنتظر من يدفنها.

 

 

 

 

وقد يعمد بعض المدراء في صورة من صور الفشل إلى استخدام المركزية في أغلب القرارات والصلاحيات في تلك الإدارة مما يتسبب في تعطيل سير العمل أحياناً بسبب تقييد الأدوار مما يتسبب في تأخير إنجاز العمل و تعطيله و إرباكه.

 

 

 

 

في حاله عدم الاستماع لمطالب الموظفين وإعطائهم بعض حقوقهم مثل الراحة وقت العمل والتحفيز والتدريب والتعاون معهم لزيادة الإيجابيات ورفع الانتاحية، اننا نزيد عدد القطط داخل الصناديق  بل إن بعض المدراء يفتش عن صغائر الأمور كونه يعتمد على مبدأ التسلط والظلم ويقتل في الموظفين روح الإبداع والتميز بسبب عدم قدرته على التطوير لتحقيق مستهدفات النجاح .

 

قطه المدير يبني بينه وبين مرؤسيه حاجزاً بأي شكل من الأشكال، ثم ينفرد في إتخاذ القرارات الإدارية كونه مستبد وغير إيجابي، كما أن عدم المساواة بين الموظفين يعتبر عاملاً مهماً ورئيسياً في ضعف الإنتاجية بعد أن انسحب فشل ذلك المدير إلى ممارسة صلاحيات لا تراعي التعاون والمرونه، وهذا الأمر حتماً سيؤدي إلى تحطيم الموظفين وتسربهم.

 

 

 

دكتورة رشا الشريف دكتوراه في أصول التربية ومحاضر مركزي في الإدارة السلوكية

 

 

 

 

 

اقرأ المزيد

http://د. رشا الشريف تكتب الدونات والشيكولاته علي مكتب المدير

 

د/ رشا الشريف تكتب : أعطني حريتي ولا تسلسل يداي…!!!