الشباب شباب القلب والعقل ،فأنتبه ،أيها القلب وإقترب أهمِسُ إليكَ سِرّاً : سن اليأس مرحلة نشعربها في روحنا ،قبل عقولنا و قلوبنا ،و تنعكس على وجهنا و عمقنا ،فما بريق العيون ،أو إنطفائها ،إلاّ إنعكاس لأرواحنا ،و ما يدور داخل أعماقنا ،فكلّما أشرق داخلك ،إزدهر عمرك ،و أضاء وجهك ،و إعتلاه ضياء ،و جمال هادئ ،يسحر العيون ،والقلوب ،أمّا اليأس فهو مرحلة “إنطفاء داخلي” قد يمر بها سن العشرين ،لكن مَن يقاوم ينتصر،ويفوز بالحياة ،(يقفل في وشها الباب عمرها ما هتقف على بابه ،و لا هتيجي ناحيته ،ولا هيحس بها)،لأنك قادر على طردها ،و لا تسمح لليأس أن يسكن نفسك ،فيستعمر عقلك و يستوطن روحك ،و قلبك ،فإحذر أن تنهزم قاوم ،لا تستسلم ،
سنّ اليأس ،هو حالة داخلية لكلّ الأجناس ،بأي مرحلة عمرية ،قد تكون مؤقتة ،فتمرّ سريعاً ،و قد يخطئ البعض ،ويستسلم لها ،فينهزم من داخله ،فيضيع عمره فيها دون أن يدري ،
فإحساسك ينبع من داخلك ،لا تسمح بما يقلقك يمرّ حتّى ناحيتك ‘إقترب ممّن يشبهك ،يفرح حين يراك ،يفهمك ،يُقَدِّرَك ،حتى لو لم يُحِبَّك ،لن يَترُكَك ،لأنه يصدقك مشاعرك .
✍قُـــوَّتُـكَ هى: حِـــــســـــــَّك ، نَـــبـضَــــــك ، داخلك = حــصنك ، سنّك الحقيقي ،
فـإروي داخــــلك جـــــــيداً لن يـــصــيـــبك أبداً خــــريف الحـــــــــــياة ،
الثقة المتبادلة هى أساس كل العلاقات الإنسانيّة ،حجم تقديرك ،و الإهتمام المتبادل ،هو حجم مكانتك لدى الآخر ،فالتجاهل رسالة واضحة منه تعنى :أنت لا تعنينى ،لا تهمّنى ،لا يهمّنى ما تكنّه لى ،و مكانتى عندك ،من صنع خيالك ،لا تخصّنى فى شئ ،Every night I See You in My Dream ) ). إبـحـث عـن مـن يُـشـبِهَـك.
المسألة هى كيف تغيّر مستوى عاطفتك لتساعد عقلك وتقاوم تقلّبات الحياة ؟ فما أشدّ أمواجها ،فتعريف: الشجاع :هو إنسان(رجل ،أو إمرأة) يحبُّ الشجاعة فوصل إليها ،الجرئ :إنسان يحبُّ الجراءة فوصل إليها ،السعيد :إنسان يحبُّ السعادة فيعيشها رغم كلّ ما حوله ،القوى:إنسان أحبُّ الحياة فأدركَ حقيقتها ،يعيشها بكلّ ما فيها ،مُقبِلاً عليها ،لا يسمح لعقباتها بهزيمته ،بل يصنع من الصخور طريقاً ،لكلّ مرحلة ،يعبرعليه لأهدافه ،و سُلِّماً ليصعد إلى سمائه ،فينجح فيما وصل إليه ،فيشكر الله أنه حاول ،وإن لم يِصِل ،و يحمد الله راضياً بِكُلِّ ما كُتِبَ له ،و لا ييأس أبداً أبداً ،فالرضا من أسس الحياة ،أستمر فى المحاولات حتى تنجح ،عند ذلك أنت تحيا الحياة بإيجابية و تفاؤل ،طالما أنك تحيا فإستمرارك هو حياتك ،و التفاؤل ،والأمل يجدد الطاقة ،و يدفع لتحقيق المعجزات على الأرض ،فالتغيير ينشأ داخل روح الإنسان ،حين يشعر بقوة روحه ،و جمالها ،و النور الذى خُلِقَت منه ،منبع الطاقة ،والجمال ،و لنا فى أصحاب الهمم دروس ،و معجزات ،فى النجاحات ،و الإبهار ،و قالوا: الهمّة مصنع المعجزات ،لا موجود لليأس فى قاموس المتفائلين ،أصحاب الروح المشرقة ،و الطاقة العالية ،أرواحهم تشعّ نورا لطريقهم ،و لمن حولهم ،لأنهم مختلفون إيجابيّاً ،لديهم فروق فرديّة تميّزهم عن الآخرين حتى الطبيعة ،تقف لهم إحتراماً ،
والقدرة على الحب من أقوى القدرات النفسية التي تصنع القوة الداخلية ،بل و تتحكم في كثير من مجريات الأحداث للإنسان ،وهو أن تحب نفسك ،و تصنع ما يحبك الآخرين من أجله ،فتمتلك العطاء ،و الروح المشرقة ،الخالية من أمراض النفس السامّة ،كالغيرة ،و الحقد ،و الحسد ،و غيرها من أمراض النفس ،و أعطاب القلوب ،فالقلب السليم يعكس نورا بوجه صاحبه ينعكس ،فى كل تعاملاته مع من حوله من كائنات ،يفتقدوا وجوده ،و يبحثوا عنه دائماً لما يشعروا به من مودّة ،و حب ،فيستمدّوا طاقة نورانية ،تجعل للحياة طعم أفضل مما هى عليه ،حتى الصعاب تهون ،
وتقول الحكمة: (الإنسان لا يزهر فى سنّ معيّن بل يزهر مع بيئة مُعَيّنة ،و مع شخصِ معيّن) ،و مثالا عمليّاً ،معلوم طبّيّاً :أنّ سن اليأس يختلف من امرأة لأخرى تبعاً لعوامل متعدّدة ،و بشكل عام يبدأ سن اليأس عند النساء في عمر (الـ51)من العمر،و أحياناً يمتد ما بين(الـ45 : و الـ55) ،وقد تسرع بعض العوامل من دخول مرحلة سن اليأس ،وفي هذه المرحلة قد يحدث إنخفاض هرمونيّ (الإستروجين ،والبروجسترون)،و يحدث العديد من التغييرات في الجسم ،الأمر الذي قد يسبب إزعاجاً لبعض النساء ،أمّا البعض الآخر ،صانعى الطاقة ،والحب ،والأمل ،ليس لهم علاقة بموضوع السنّ إطلاقاً ،لا عضوياً ،و لا عاطفيّاً ،كأنّ داخلهم أنوثةُ نَوَويّة ،تشعُّ طاقة دائمة ،متجدّدة ،تَحضُرُنى “صورة المرأة الرقيقة ،الأشهر إقتصاديّاً فى العالم ، وصفوها أنها ،رقيقة ،و صوتها هامس ،و عيونها هادئة ،عميقة ،غامضة ،إنها “الروسيّة الجميلة: (إلفيرا نابولينا ، مواليد (أكتوبر 1963.م ) ،وصفتها مجلة “فوربس” أنها من أقوى نساء العالم ، أبيها سائق ،و أمها عاملة بمصنع روسى ، كانت نائبة الوزير فى عام(1994.م) ثم أصبحت وزيرة الإقتصادية و التجارة الروسية ،فى: ( 2007م) ، ثم مستشارة بوتين للإقتصاد ،ثم رئيسة البنك الركزى الروسى فى (2013.م) ، فقادت روسيا بنجاح ساحق فى أحلك الظروف ،حتى إنتهت مدة خدمتها فى: (2022م) ،فجدّد لها بوتين ،و رفض رحيلها ،ما القوّة التى أهلتها لكلّ هذا النجاح ،و الإنجازات ، إنها قوّتها الداخليّة ، نبعت من داخلها ،فتخطّت كل شئ ،ظروفها ،و سنّها ،وصراعاتها ،كأمواج البحر الهائجة ،لا يقوى عليها أشدّ الرّجال .وهى إستطاعت ،إنها “الرّقيقة” ،فماذا تصنع القويّة ؟ حين تنبع قوّة الداخل ،إيمان بالذات ،والعزيمة ،فتتحقق الأحلام.
فهنّ عطاء مُتَجَدّد ،لديهنّ قُدرات مختَلِفة غيرعاديّة ،تمنح القدرة على الحياة ،تشعّ نوراً أينما وُجِدَت ،و تنضح نَسيماً حيثما حلّت بمكان ،فتغرس الأمل ،و تضئ الطريق ،لمن يرى النور ،فالبعض يعجز أن يرى نور الشمس ،و لا يسمع غناء العصافير,و البعض يضئ لك طريق الظلام ،و يهوّن عليك صعاب الحياة ،بداخلهم عمق الأنهار تفاؤل ،و مودة ،و طاقة هائلة ،دائماً متجدّدة ، قد تقلّ ،و لكن لا تنضب أبدا،و هذا ليس سهلاً لكنه يحدث حين ،تنجح فى إنشاء تواصل مباشر مع طبيعتك الفطرية فتنطلق المعجزة الحقيقية ،فتمتلك الروح والنفس دورات ومواسم خاصة بهما ، يتخلّلها حالات مختلفة من النشاط والوحدة ،و البحث والاكتشافات ،و الراحة ،والتعب ،و حتى البعد ،و الإختفاء ،عندما تنضج أرواحنا ،تأخذ العلاقات منحى مختلفاً تماماً ،حتى العلاقة الدّاخليّة بين الإنسان ،و ذاته ،تطوّر ،حسب إكتشاف الإنسان لنفسه ،و مفاهيمه للحياة ، لنكتشف حقيقتها ،فهى مسألة عاطفية تختلف من شخص لأخر ،نتعلم أن نتقبّل ذكرياتنا ،لأنها مضت ،على الأقلّ ،وأن لم نتعاطف مع بعضها ،لأننا نملك جميعنا نقاط قوة وضعف ،فهذا طبيعى ،فحياتنا ورود ،و أشواك معاً ،هذا هو نضج الروح ،و العقل ،والقلب معاً ،نتفقّ سويّاً ،فلا يكون بداخلنا مجالاً للصراع ،و جلد الذّات بأخطائنا ،لأن الحياة ،ليست ناعمة مثاليّة ،فلنحاول صنع السلام الداخلى ،بأنفسنا لأنفسنا ،و لأجل مَن يُشبِهونا ، نُحيى اللحظة التي نهتم فيها بذاتنا ،و بمن يشبهنا ،سيكتشف أعماقنا ،وهدوئناً ،و داخلناً ،و نقاط قوتنا وضعفنا ،لأننا نتشابه ،فنتوافق ،فنشعر بطاقات جديدة تنمو بداخلنا كالورود ،و الأزهار ،موجودة بداخل كلّ منّا ‘ ذَبُلَت من ضجيج الحياة ،و جفافها ،و تنتظر مَن يرويها ،و الحياة لا تساعدنا دائما على أكتشاف ما بداخل أعماقنا ،لذلك علينا القيام به لإكتشاف ما بداخلنا من جمال ،و هدوء ،ونظرة مختلفة للحياة ،فنستعيد شخصيتنا الحقيقيّة ،و نستدعى طاقة الحيوية ،والحياة من أعماق داخلنا . 5-4-2022
التعليقات مغلقة.