مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

بُعد نظر محمد علي باشا في مسألة حفر قناة السويس

27

كتب: أحمد آدم

أيقنت انجلترا أن الوقت قد حان لتشق الحكومة الإنجليزية أقصر طريق في اتجاه الشرق وينبغي لهذه الطريق أن يمر عبر مصر ، لأن مصر مركز وطريق كبير بين الصين والشرق وأمريكا والغرب .

ومن أجل تمويل المشروع يقترح الإنجليز على محمد علي خدمات أكبر رجال المال في أوروبا ممثلين في شركة الإخوة ( روتشيلد ) فيرفض محمد علي رفضاً قاطعاً لأنه كان يشعر من دون شك بأن قرضاً مالياً قد يتحول في رمشة عين إلى قرض سياسي وهذا ما لم يكن يريده مهما كلفه ذلك من ثمن .

قد يهمك ايضاً:

إيرادات كارجاس تلامس ٤ مليارات جنيه لأول مرة

وقد خاض ( فيردينان دي ليسيبس ) الذي كان يومذاك قنصلاً بالإسكندرية هذه الحرب بكل ما أوتي من وسائل بغية إقناع الباشا بأهمية مشروع مماثل وهنا يقف محمد علي موقفاً حازماً فهو يريد هذه القناة لكن «بشروطه» هو ، وتعزى له هذه الكلمات الجديرة برجل بعيد النظر قائلا :

«إذا ما حفرت فرنسا ومصر سرير قناة السويس فإن إنجلترا هي التي سترقد عليه» .

وباختصار، فقد كان يظن -وهو محق- أن تحقيق هذا المشروع سيمنح احتلال مصر دافعاً أكبر وأن إنجلترا ستستفيد من أول أزمة لتقوم بذلك وهو ما سيحدث فعلا بعد ذلك.

اترك رد