بيت السناري يُطلق آخر مؤلفات مكاوي سعيد “القاهرة وما فيها”
كتب – حمدى شهاب:
يُطلق صالون “قنديل أم هاشم” ببيت السناري الأثري بالقاهرة التابع لمكتبة الاسكندرية في السابعة مساء يوم الأحد الموافق 1 إبريل المقبل آخر مؤلفات الكاتب الراحل مكاوي سعيد “القاهرة وما فيها .. حكايات، أمكنة، أزمنة” الصادر عن الدار المصرية اللبنانية. ويقوم بتقديم الكتاب والتعليق عليه الفنان التشكيلي الكبير عادل السيوي في حضور أصدقاء الكاتب الذي غادر عالمنا في ديسمبر من العام الماضي.
نال مكاوي سعيد شهرة كبيرة في السنوات العشر الأخيرة عقب وصول روايته “تغريدة البجعة” للقائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية “البوكر” في دورتها الأولى في العام 2007، ومثَّل رحيله المفاجئ صدمة في الأوساط الأدبية العربية إذ اعتبره البعض “أحد أيقونات القاهرة” ووصف بأنه “جبرتي” هذا الزمان.
ويستكمل هذا الكتاب موضوع الاحتفال ما بدأه سعيد في كتابيه الشهيرين “مقتنيات وسط البلد 2008” و”كراسة التحرير2012″، حيث الشغف بكتابة التاريخ غير الرسمي لمنطقة وسط البلد في القاهرة، إلى جانب النبش في الذاكرة الشخصية لقاطنيها انطلاقًا من خبرة مباشرة امتلكها الكاتب من العيش داخل المكان.
وانتهى مكاوي سعيد من تأليف الكتاب قبيل وفاته بأيام وراجع مسوداته الأخيرة مع الناشر، لكنه لم يتمكن من كتابة الإهداء، وأعد مقدمة كشف فيها أسرار ولعه بالمدينة وسر شغفه بالكتابة عنها، وقال إنه كتب الكتاب “امتنانا لهذه البقعة المباركة، التي عشنا فيها وتنسمنا نسيمها وارتوينا من عشقها وعاصرنا تحولاتها وتأسينا على ما يجري لها”.
ولا يتناول الكتاب أحداثًا تاريخية بعينها ولا حوادث سارة أومفجعة بذاتها، إنما هو يجري كمياه المطر كيفما اتفق، بما يحويه من مقالات وتدوينات الكتب والأخبار. ولا يكتفي الكتاب باستعادة تاريخ المدينة من خلال التوقف أمام علاماتها المميزة مثل بركة الأزبكية وقصر عابدين فقط وانما يستكمله بتخليد ايقوناتها من المشهورين والمغمورين ويتوقف أمام شخصيات مثل أم كلثوم ومحمد فوزي وعبد الفتاح القصري وتحية كاريوكا ونجيب الريحاني وزكريا أحمد ومحمد القصبجي وسامية جمال وأنور وجدي وعلي باشا مبارك، عبر مشاهد ويوميات وطرائف تاريخية يتفاوت حجمها في الكتاب لكن المؤلف كتبها بلغة بسيطة حافظ فيها على دقة المعلومات التاريخية وتوثيقها الى جانب الحس الساخر الذي ظل يرافقه حتى ساعاته الأخيرة.
جدير بالذكر أن مكاوي سعيد كاتب وروائي وسيناريست مصري وُلد في القاهرة في 6 يوليو 1956، بدأت رحلته مع الكتابة أواخر السبعينيات حين كان طالبًا بكلية التجارة جامعة القاهرة، ونشرت عدة قصائد له في مجلة صوت الجامعة وغيرها. وحصل على لقب شاعر الجامعة عام 1979، وعقب تخرجه من الجامعة بدأ كتابة القصة القصيرة وسيناريوهات الأفلام القصيرة، ومن أعماله البارزة “الركض وراء الضوء”، “فئران السفينة”، “سري الصغير”، و”راكبة المقعد الخلفي”.
نال الراحل العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية في القصة، وجائزة اتحاد الكتاب، وجائزة ساويرس، فضلاً عن جائزة سعاد الصباح التي نالها في بداية حياته الأدبية منتصف الثمانينيات. وصدر كتاب “القاهرة وما فيها” في طبعة فاخرة من 488 صفحة، وتضمن صورة شخصية للمؤلف على الغلاف الأخير مهداة من الفنان عماد عبد الهادي.