مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

بعدك

1

بقلم – د . محمد رمزي:

” أرملتى الحبيبة

أتدرين اليوم بعد رحيلكِ :

من منا ترمل ؟ ..

من منا سيصبح ليل الدنيا بعينيه :

أقسى إيلاماً

و أطول ! ..

أتدرين

أن الحمل الذي استخففناه علي عاتقينا ،

أصبح الأن : أثقل ! ..

أتدرين

أن الجمال غادر كل أركان غرفتنا

بعدما أصبح بإفتقادكِ

كهلاً مريضا :

ترهل ! ..

و السعادة التي طرزتي بها ثوبيَّ الأبيض

تفتقت خيوطها ، و أنبرت ،

بعدما الثوب تهلهل ..

أتدرين :

أن زاديَّ بعدكِ أصبح الملح !

و أني نسيت طعم فطائر التوت

و الكرز

و السفرجل ..

و أني قد فقدت النطق من بعد فصاحتي

فما تعلمت الفصاحة

إلا من حديثكِ المُرسل ..

أتدرين

أن دورة الأيام ما عادت تدور بحاضري !

قد يهمك ايضاً:

دار الكتب والوثائق تحتفل بيوم الأسرة 

و كأن كل ما فيها بصدأ أحزاني :

تأجل ! ..

إلا ما كان ذكراكِ فيها ،

كأن الأيام عينان

و رموشها تصنع من ذكراكِ مكحلة بها تتكحل ..

ما كنتُ حين ضممتك الضمة الأولى

فوق فراش عرسنا أتخيل :

بأنكِ قد ترحلين عنى بعيداً ،

أو أننى :

قد أرحل ..

هو الحب الذي تعلمته علي يديكِ

فأنتِ ، و بالتأكيد :

معلمتي الوحيدة ،

و حبيَّ الأول ..

هو الدفء الذي كان مناعتي ،

تغلغل في عظامي حتي النخاع

فآمنني

شرت الصقيع مهما تغلغل ! ..

أحببتكِ

و لم أزل لم أحب سواكِ ،

حتى و إن كنتِ طيفاً

يزورني بأحلامي في غلالته البيضاء : يسأل ..

أحببتكِ

حتى و إن شاءت الأقدار أن تخلعي عنكِ قميصيَّ

أو أن أخلع قميصك الذي به أتسربل ! ..

أتدرين أنكِ في الحقيقة : من ترملتي !

لأني ميت

من بعد ما رأيتكِ في ثياب الموت

أحلي و أجمل ! ” .

 

 

اترك رد