مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

براءة.. خذيني إلى الله

4

بقلم – سامية البحري :
عندما كنت أدخل إلى المكتبة، ركض نحوي
أمسك ببصري،ثم همس لي:
_
خذيني إلى الله.
طوقته بأنفاسي. ..
_
وماذا تريد منه؟
أردف:
_
أريد أن أخبره أني جائع، ظمآن، وأدماني الصقيع.
وسأعده أن أمشي راكعا..
فقط،لو أعاد إلي أمي لأنام في حضنها الدافئ.
دثرته بدمعي ولعنت كل راع ينام في قصره المسيج
وهو يسبح باسم القدير القادر.
يمسح على بطنه المنفوخ.
وقد تجشأ كالوحش الكاسر .
ثم قلت:
يا بني!!
الله لا يريدك أن تمشي راكعا.
الله يريدك عزيزا،كريما،سابحا.
يا بني!!
القائم على أمرك سرق مؤونتك
ثم ضرب في الأرض ببطشه وجبروته
يخطب في الناس:
أن أطيعوني..فأنا ربكم في الأرض
أوصاني رب السماء
أن أتصرف في أمركم
وأن أكون حاكما
ينهى عن ….
ويأمر ب……
تداخلت المفاهيم….
لم أعد قادرا
نظر في وجهي _هذا الطفل الشريد_
قال في براءة:
_
هل أنت خليلة الله؟؟
أمسكت يديه الصّغيرتين ثم ضغطت عليهما
فأصغيت إلى خرير الطهر يتعالى في نبضه
تفتح ثغري على ابتسامة صافية،نقية
تخرج من عمق الروح..
ورأيتني أقف أمام جدتي، و أضيع في ملامحها الأسطورية
وشعرت بدقات قلبي تتسارع..
واشتعلت الأوردة، بعد أن استوطنها الصقيع.
ثم همست:
لله ما أروع الطفولة!!!!!!!
سكب دمعة نقية كالفجر..
فحطت على خدي، كانت بردا وسلاما على وجهي
وكانت نارا وبركانا في قلبي..
حملته بين ذراعي،و ركضت به بعيدا
ركضت …ركضت…ركضت..
كأن الريح تلثمني
ابتسم…ضحك…تعالت قهقهته حتى عانقت السماء
وطوقني حتى غدا قطعة من وجودي..
كان صوته يتردد في مسامعي كسنفونية عذبة من سنفونيات هذا الوجود..
وكانت أنفاسه حارقة كالهاجرة.
وتوحدنا في دمعة في حجم شلال
وأنا أصرخ بصوت مبحوح:
لا تذبحوا الحمام….لا تذبحوا الحمام

اترك رد