مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

النصف الآخو

3

بقلم -علي بنه:
كان لقائي بها على مقهى، هي من اختارت المكان، حاولت اثنائها عنه باقناعها بآخر، لكنها اصرت عليه، وحددت موعدا بعد انتهاء عملها، وافقتها وانا انعتها بالجنون، جلست أنتظرها، احاديث المرتادين تملأ المكان بالضجيج، لا يشقه الا اصوات النرد والدومينو، صيحات تتعالى هنا وهناك بين حين واخر للجالسين، النادل لا يكف عن الحركة، لتلبية
طلبات الزبائن، ادخنة النراجيل تتصاعد ، بروائح مختلفة تبعا لنوع التبغ، فهذا تومباك، وذاك تفاح، وغيرهما من انواع، استدعيت مواقفها من مخزون ذاكرتي، فهي دافئة العواطف ملتهبة الاحاسيس متدفقة المشاعر، رغم ماتبديه من غلظة في القول والسلوك، استغرب مواقفها الخشنة التي لا تتوافق مع انوثتها، بادلتني الاهتمام والاعجاب، صارحتها بحبي، قالت دعني اعرفك عن قرب قبل ان اجيبك، تملكتني الحيرة والدهشة من امرها، ترمقها عيناي قادمة من بعيد، ترتدي زيها المفضل، بنطلون من الجينز الأزرق وقميص كاروهات ابيض في ازرق، تنتعل حزاءا من القماش السميك بلا كعب، وعلى راسها قبعة ، دست شعرها داخلها، يختلط الامر على من يشاهدها، أهي ذكر ام انثى، وقفت لاستقبالها، تعاملت مع كرسي لتجلس عليه.
– اتفضلي
– شكرا
– كان لازم تصري على المكان دا
– وايه اللي فيه
– دي قهوة للرجالة، متنفعش معاكي
– ياعم سيبك من ذكورية الرجل الشرقي ديا، دلوقتي انا زيي زيك، وايه المانع اني اقعد على القهوة
– هذا مكان لا يليق بجمالك وسحر عيونك
– اتلم ياروح امك

قد يهمك ايضاً:

بأغنية “دلع دلع” ..حسين الجسمي يفتتح موسم صيف…

– ههههههههههههههه ياساتر هو انا غلطت
– مش من حقك لاني مقررتش لسه
– بس الراجل راجل، وهو من يقرر، والست ست هههههههههه ناقص تقولي ادخل الجيش ههههههه
– وليه لأ، فيه دول ثانية، البنت بتدخل الجيش فيها وبتكون في خط المواجهة كمان هههههههههه
– بس احنا ناس شرقيين ولينا عاداتنا واعرافنا وتقاليدنا
– زمان كانت المرأة تحتاج للرجل لأنه مصدر رزقها، وفارس ميدان انوثتها، وتعتمد عليه اعتماد كلي في كل امور معيشتها، لكن الحاجات دي راحت مع الايام، هي دلوقتي زي الرجل تمام
جاء النادل موجها حديثه لي، تطلب ايه يافندم، فردت هي طالبة نرجيلتان بتبغ التفاح واثنان شاي، لي ولها، دون ان تعطيني فرصة الرد او الاختيار، ضحكت ولازمتني ابتسامتي حتى ابتعد النادل، نظرت لها قائلا
– ايه اللي انت عملتيه ده، ناقص تدفعي الحساب كمان ههههههههههههه
– وليه لأ انا باعمل واقبض راتب زيك
– طيب ما تستغني عني بقى طالما انك مش محتاجاني في حاجه ههههههههههه
– استطيع الاستغناء عنك في كل شئ، ولكني غير قادرة على ان احب وحدي
– يعني لازم وجودي علشان تحبي
– ايوا، لأنه مافيش بديل عنك، فانا احتاج الحب لأعيش بيه
– سعادة المرأة في رجل يملكها
– تستطيع ان تكون سيدا لقلبي ولكن لست سيدي، تستطيع ان تملك وجداني واحساسي ولكن لا تستطيع ان تملك حياتي
– يوم اكون سيدا لقلبك وامتلك احساسك ووجدانك هههههههههههه اكون قد ملكتك واصبحت سيدا عليك
صمت متاملا وجهها، علني اجد تفسيرا لما يحدث، ابتسمت وكأنها قرأت افكاري، تلفتت يمينا ويسارا، تنادي على النادل، مبررة ذلك بانها سوف تذهب الآن لميعاد مرتبطة به، وانها سوف تدفع حسابها، اعترضت على ذلك دون جدوى، ضحكت متمتما مجنونة، ابتعدنا عن المقهى، تخلع قبعتها لينساب شعرها، تمد يدها لتتشابك اصابعنا، كل منا يعتصر يد الآخر، يمتزج نبضانا، تهمس لي.
– لن تكون سيدي الا اذا اصبحت اميرتك

اترك رد