مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

النسخ واللصق آفة المغيبين

النسخ واللصق آفة المغيبين
أ.د. محمد السعيد عبد المؤمن

عودنا النظام العالمي الجديد على عادة هي غاية في الدهاء، ألا وهي النسخ واللصق (كوبي آند بست) وهذه العادة مدمرة بحق، ليس في أنها تجعلنا نتناقل أمورا فيها أخطاء كثيرة فكريا ومنهجيا وعلميا ودينيا ولغويا فحسب، بل إنها تقضي على المساحة المتاحة لنا للفكر والتأمل والدراسة والتصحيح والتعديل والتوفيق والتعلم والحفظ، الأكثر من ذلك أنها تساعد على تثبيت منهج القطيع، وتساعد على الكسل العقلي والجسمي والعملي، وهو ما لا نلاحظه في ما ينقل أصدقاؤنا الأعزاء على صفحات التواصل الاجتماعي فحسب، بل في مناهجنا العلمية، وبرامج الجودة التعليمية، وبرامج التطوير في العمل والإدارة، ونظم الحاسبات الآلية وغيرها.

قد يهمك ايضاً:

وزير الرياضة يهنئ منتخب مصر للناشئين لفوزه بدورة شمال…


نحن في حاجة إلى إطلاق العقل لاستيعاب ما ننقل، وفي دراسته ونقده، وتقييم مدى الاستفادة منه، ولا نستثني من ذلك القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ولا إنتاج المفسرين والشراح، ولا العلماء الأقدمين من العرب والعجم من الشرق أو الغرب، ولا العلماء المعاصرين، ثم نقوم بتطويره وتحسينه ليتناسب مع عصرنا وبيئتنا، مع ظروفنا وفكرنا وثقافتنا، مع قدرتنا على التعامل والاستيعاب، مع قدرتنا على العمل والإجادة.


إن كل ما يصاغ في الدول المتقدمة وغيرها من الدول النامية وليد ظروف مجتمعاتها وفكرها وثقافتها وإمكاناتها، فإن نجح عندها فليس هناك دليل علمي للتأكيد على نجاحه عندنا.
انظروا إلى أجدادنا الذين نسخر من أمثالهم الشعبية ماذا يقولون في هذا الصدد: ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك.


فضلا عن ذلك وأفضل أن يبين الله آياته للناس، ثم يأمل أن يتفكروا: لعلهم يتفكرون. صدق الله العظيم.

اترك رد