مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

المدخنون من الفئات الأكثر عرضىة للإصابة بفيروس كورونا

1
كتب – مصطفى شاهين

الروابط المحتمَلة بين تعاطي التبغ وجائحة كورونا

قد يزيد تعاطي التبغ من مخاطر معاناة أعراض خطيرة جرَّاء الإصابة بعدوى كوفيد-19؛ إذ تشير الأبحاث التي أُجريت في وقت سابق إلى أن كوْن الشخص له ماضٍ مع التدخين، مقارنةً بغير المدخنين، يزيد بشكل كبير من فرصة حدوث نتائج صحية ضارة لدى المرضى بعدوى كوفيد-19، بما في ذلك دخولهم العناية المركزة، والحاجة إلى تنفس اصطناعي، ومواجهة عواقب صحية وخيمة.

قد يهمك ايضاً:

والتدخين معروف عنه بالفعل أنه عامل خطر في العديد من أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، ومنها نزلات البرد والأنفلونزا والالتهاب الرئوي والسُّل. وتُسهم الآثار التي يُخلِّفها التدخين على الجهاز التنفسي في زيادة احتمالات إصابة المدخنين بهذه الأمراض، وقد تكون أكثر وخامة. ويرتبط التدخين أيضاً بتفاقم متلازمة ضيق التنفس الحادة، التي تُعدُّ إحدى المضاعفات الرئيسية للحالات الوخيمة من عدوى كوفيد-19، بين الأشخاص الذين يعانون من إصابات الجهاز التنفسي الوخيمة.

ويُضِر تدخين التبغ على اختلاف أنواعه بأجهزة الجسم، بما في ذلك الجهاز القلبي الوعائي والجهاز التنفسي، كما تُضِر عدوى كوفيد-19 أيضاً بهذه الأجهزة. وتوضح المعلومات التي تَرِد من الصين، وهي بلد المنشأ لمرض كوفيد-19، أن مرضى القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي جراء تعاطي التبغ هم أكثر عُرضة للإصابة بالأعراض الشديدة للمرض. وقد أظهرت الأبحاث التي أُجريت على 924 55 حالة مؤكدة مختبرياً في الصين أن النسبة الأوَّلية للوفيات الناجمة عن عدوى كوفيد-19 أعلى بكثير بين مرضى القلب والأوعية الدموية ومرضى السُّكَّري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسرطان، مقارنةً بمن لا يعانون سلفاً من حالات طبية مزمنة. وهذا إنما يدل على أن هذه الحالات الصحية التي يعانيها هؤلاء الأشخاص سلفاً قد تزيد من إمكانية تعرُّضهم لعدوى كوفيد-19.

ولتعاطي التبغ أثرٌ كبير على صحة الجهاز التنفسي، وهو السبب الأكثر شيوعاً في سرطان الرئة، وهو أيضاً أهم عامل خطر لمرض الانسداد الرئوي المزمن، الذي يتسبب في تورم الحويصلات الهوائية في الرئتين وتمزُّقها، وهو ما يَحِدُّ من قدرة الرئة على امتصاص الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون، ويتسبب في تراكم المخاط، الأمر الذي يؤدي إلى سعال مؤلم وصعوبات في التنفس. وقد يكون لذلك آثار على المدخنين، نظرًا لأن الفيروس المسبِّب لعدوى كوفيد-19 يهاجم الجهاز التنفسي أولاً، وغالباً ما يتسبب في ضرر تنفسي يتراوح ما بين معتدل ووخيم، وقد ينتهي الأمر بالوفاة. ومع ذلك، ولمَّا كان كوفيد-19 مرضاً متعرَّفاً عليه حديثاً، فإن العلاقة بين تدخين التبغ والمرض لم تزل في حاجة إلى مزيد من التوثيق والبحث.

بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر متزايد من الأعراض الأكثر خطورة والوفاة بين مرضى كوفيد-19 الذين يعانون من حالات كامنة، ومنها أمراض القلب والأوعية الدموية. وينتمي الفيروس المسبِّب لعدوى كوفيد-19 (فيروس كورونا سارس -2) إلى أسرة فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم – سارس (SARS-CoV) نفسيهما، وكلاهما مرتبط بتلف (إما حاد أو مزمن) في القلب والأوعية الدموية، وهناك أيضاً بيِّنات على أن مرضى كوفيد-19 الذين يُظهِرون أعراضاً أخطر غالباً ما يعانون من مضاعفات تتعلق بالقلب. وهذه العلاقة بين عدوى كوفيد-19 وصحة القلب والأوعية الدموية هي علاقة مهمة، نظراً لأن تعاطي التبغ والتعرُّض للدخان غير المباشر من الأسباب الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية على الصعيد العالمي. ومن ثَم، فإن تأثير كوفيد-19 على الجهاز القلبي الوعائي يمكن أن يفاقم من أمراض القلب والأوعية الدموية الموجودة سلفاً. وعلاوة على ذلك، فإن ضعف الجهاز القلبي الوعائي بين مرضى كوفيد-19، ممن لديهم ماضٍ مع تعاطي التبغ، يمكن أن يجعل هؤلاء المرضى أكثر عُرضة لأعراض وخيمة، ومن ثَم، زيادة المخاطر التي يواجهها أولئك المرضى


 

اترك رد