مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

نانسى محسن تكتب : صفحة جديدة  فى تطور العلاقات المصرية التركية

173

زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقاهرة تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وتأكيد مصري تركي لضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل أسرع.

فى مقولة شهيرة لـرئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل (لا عداوة دائمة، ولا صداقة دائمة، بل مصالح دائمة)  ينعكس صداها بقوة على الواقع السياسي في الساحتين الإقليمية والدولية الآن وتنسجم المقولة الأشهر سياسياً، مع العلاقات بين دول العالم في وقتنا الحالي فإن اتفقت العلاقات اقتربت المسافات، وإن اختلفت تباعدت المسافات.

على مر العصور كانت مصر – ولاتزال – بوصلة الأمان والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط، وبالفعل هي عامود الخيمة العربية.. وقد سجل التاريخ العربي القديم والحديث، العديد من المجلدات التي تُبرهن على أن القاهرة هي صمام أمان وسر استقرار المنطقة برمتها.

 

وفي ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكيمة لمصر، مر الوطن بفترات صعبة وعصيبة منذ عام 2014، وتربص بها أهل الشر كثيراً.. ولكن باءت كل محاولات النيل من مصر وقيادتها السياسية بالفشل الذريع، وتحطمت أحلام الشر الخبيثة على صخرة حكمة وحنكة القيادة السياسية المصرية وحب المصريين لقائدهم وتكاتفهم معه في كل الأمور، لتستمر مسيرة بناء الجمهورية الجديدة التي يحلم بها كل المصريين في تحقيق مستقبل أفضل.

منذ أيام قليلة، سطّرت مصر وتركيا – من القاهرة – صفحة جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وكانت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والسيدة قرينته، إلى مصر الأربعاء الماضي، نقلة كبيرة في علاقات القاهرة وأنقرة بعد فترة من التوتر والاحتقان والفتور، بسبب الموقف التركي المعارض لثورة 30 يونيو المجيدة، وتفاقمت العلاقة لتصل إلى حد القطيعة الكاملة بسبب ملفات شائكة تقاطعت فيها مصالح البلدين على نحو حاد، وخاصة الملف الليبي وملف النفط والغاز في البحر المتوسط.

قد يهمك ايضاً:

 

زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان لمصر بعد انقطاع لمدة 11 عاماً تقريباً، تُعد انتصاراً كبيراً لثورة 30 يونيو العظيمة التي قضت على أهل الشر جماعة الإخوان الإرهابية، وإثباتاً بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر الكبيرة هي بوصلة الشرق الأوسط.

 

جاءت زيارة أردوغان تتويجاً لخطوات طويلة لعودة العلاقات المصرية – التركية.. بدأت في مايو من عام 2021، حينما تم إجراء مباحثات على المستوى الأمني والاستخباراتي لاستكشاف فرص تحسين العلاقات.. تلاها سلسلة من الخطوات التركية لإثبات حسن النوايا فيما يتعلق باستضافة عناصر ومنابر إعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية.. ثم ارتقت المباحثات لاحقاً إلى مستوى لقاءات وزيارات متبادلة على مستوى وزيري خارجية البلدين.. ثم جاءت الخطوة الأهم بمصافحة، وُصفت بالتاريخية، بين الرئيس السيسي ونظيره التركي أردوغان على هامش مشاركتهما في حفل انطلاق كأس العالم في قطر خلال شهر نوفمبر من عام 2022..

 

وفي شهر فبراير من عام 2023 الماضي، تواصل الرئيسان هاتفياً بعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا، وقدمت مصر لتركيا مساعدات إنسانية عاجلة خلال هذه الأزمة.. وفي شهر يوليو الماضي أعلن البلدان استئناف العلاقات على مستوى السفراء.. كما التقى الرئيس السيسي مع نظيره التركي خلال قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي في سبتمبر الماضي، والتقيا أيضاً على هامش القمة العربية الإسلامية التي استضافتها السعودية في شهر نوفمبر الماضي.. وصولاً إلى زيارة الرئيس التركي وقرينته، التاريخية إلى مصر الأربعاء الماضي.

 

ترسخ زيارة أردوغان لمصر حقبة جديدة في العلاقات بين البلدين الكبيرين، خاصة وأن الرئيسين السيسي وأردوغان وقعا خلال الزيارة على الإعلان المشترك حول إعادة تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين البلدين، وسيترأس رئيسا البلدين الاجتماعات المستقبلية رفيعة المستوى لمجلس التعاون الاستراتيجي، والذي ينعقد في مصر وتركيا كل عامين بالتناوب، وسيتم تنسيق العمل وإعداد جدول الأعمال لكل اجتماع من جانب وزيري خارجية البلدين.

التعليقات مغلقة.