مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الصحة النفسية …البارانويا حلقة 11

 

 

الصحة النفسية …البارانويا حلقة 11

بقلم …دكتور .هشام فخر الدين

لاشك عزيزىى القارىء أنه لا يخلو مجتمع من المرض النفسى، والذى تتفاوت أعداد المرضى بتنوع المرض ذاته، واختلاف أعراضه وأسبابه وطرق علاجه. وأنه أصبح  لا محالة من إنكاره أو التخفى بسبب الوصم وغيره. فقد أصبحنا في مجتمع عالمى معقد ويحمل أمراضاً نفسية معقدة وشخصيات مرضية متفاوتة. وعلى سبيل المثال بين أيدينا مرض البارانويا أو جنون الإرتياب أو  الذهان الكبريائي، ‏ أو جنون العظمة. والذى يعاني منه الكثيرون حول العالم، وللبارانويا عدة صور وأنواع تختلف من حيث الأعراض وطرق العلاج.

والبارانويا مرض نفسي يعاني من يصاب به من سيطرة أفكار ومعتقدات لها منطق خاص نابعة من الذات ويتسم سلوك مريض البارانويا بالشك والريبة والعناد المبالغ فيه لإثبات صحة معتقداته وأفكاره. وتكون ردود أفعال المريض مبالغًا فيها تجاه أي تصرف من الأشخاص الآخرين؛ حيث يعتقد أنهم يضطهدونه بشكل أو بآخر، أو أنهم يتآمرون عليه ويسخرون منه، حتى إنهم يفكرون في قتله.

وهى عملية غريزية أو فكرية يعتقد أنها تتأثر بشدة بالقلق أو الخوف غالباً إلى حد التسبب بالوهم واللاعقلانية.  ويتضمن تفكير جنون الإرتياب عادة الاضطهاد، أو الإيمان بالمؤامرات المتعلقة بتهديد محتمل تجاه المريض وجنون الارتياب يختلف عن الرهاب، الذي ينطوي أيضاً على خوف غير عقلاني، ولكن عادة بدون لوم. فكثيراً ما يصاحب جنون الإرتياب الإتهامات الباطلة وعدم الثقة العامة بالآخرين.

قد يهمك ايضاً:

أُحذر من جيل جديد من الهجمات السيبرانيه أكثر عنفاً وأوسع…

جامعة كفرالشيخ قلعة العلم وأيقونة المعرفة 

 وهي حالة نفسية تتميز بالاعتقاد الثابت والمتواصل بوجود تهديد خارق أو مؤامرة مخفية، تستهدف الفرد بشكل خاص. ويمكن أن تظهر هذه الحالة بشكل عام عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل اضطراب الشخصية أو الفصام.

وتتعدد الأسباب للبارانويا والتي تشمل الجينات والعوامل الوراثية. كما تشمل الصدمات النفسية والتجارب السلبية المتكررة ، واضطرابات الشخصية والذاتية. فضلاً تعاطي المخدرات والكحول.

ويمكن أن تتفاوت شدة البارانويا وأعراضها من شخص لآخر، وتختلف بناءً على عدة عوامل مثل العمر والجنس، والخلفية الثقافية والعوامل الوراثية والصحية العامة. وبعض الأشخاص يمكن أن يعانون من بارانويا خفيفة ومؤقتة، في حين أن البارانويا الشديدة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل أكبر وتتطلب علاجاً طويل الأمد.

بالإضافة إلى ذلك فإن البارانويا يمكن أن تصاحب العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الفصام واضطراب الشخصية ، والاكتئاب واضطراب القلق العام واضطراب الهلع وغيرها، وقد يكون العلاج النفسي والدوائي متعدد التخصصات والمجالات ضرورياً لعلاج هذه الحالات.

ويجب على الفرد البحث عن العلاج اللازم والمساعدة المناسبة في حالة شعوره بالاعتقاد المفرط بوجود تهديدات خارقة أو مؤامرات مخفية، ويجب العمل على تخفيف الضغوط النفسية وتحسين الحالة العامة للشخص المصاب بالبارانويا.

وبالتالي فيجب العمل على تشخيص وعلاج البارانويا في وقت مبكر، قبل أن تؤثر على جودة حياة الفرد وتسبب مشاكل كبيرة في حياته اليومية. ويجب أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب نفسي مؤهل ومتخصص في علاج الاضطرابات النفسية..

والبارانويا لا تعني بالضرورة وجود شيء مثل الهلوسة أو التخيلات غير الواقعية التي يعاني منها الشخص المصاب بالشيزوفيرنيا. ففي البارانويا يمكن أن يكون الشخص المصاب بالاعتقادات الخاطئة قادراً على التعامل مع واقعه بشكل جيد. يمكن أن تؤدي البارانويا إلى تدهور العلاقات الاجتماعية والعملية، وتحدث آثار سلبية على الحالة النفسية والجسدية للفرد. ومن بين الآثار الأخرى للبارانويا الخوف والقلق المستمر والعزلة والإنعزال الاجتماعى والتهديدات المتواصلة للشخص المصاب، فضلاً عن الإكتئاب والإحباط مع الهلوسة والتخيلات غير الواقعية، مع انخفاض الثقة بالنفس والشعور باليأس.

التعليقات مغلقة.