الشيخ شعبان عبد التواب يكتب «الأزهر الشريف وذوي الهمم»

بقلم الشيخ / شعبان عبد التواب أحمد
واعظ أول وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف

مما لا يخفى علينا جميعًا التطور الذى تمر به الحياة ومستجدات العصر، مما قد يأخذ بعض فئات المجتمع خاصة من ذوي الهمم وبالأخص الشباب منهم إلى الهاوية والانحراف.

 وقد عمل الأزهر الشريف منذ أمد بعيد على الوصول إلى تلك الفئات  بجهد رجاله الخلص والأوفياء،  ثم بد لهم من بعد ما رؤى ثمرة هذا الجهد ونتاج هذا العمل أن يتجهوا إلى فئة لا أقول مهمشة ولكن أقول لا يعلم أحدًا عنها شيئًا ألا وهي فئة الصم وضعاف السمع.

فمن خلال مجال الدعوة ووصولنا إليهم وجدنا أنهم هم أمس الناس وأحوجهم إلى أن يبذل لهم الجهد ويتعب لهم البدن ويعمل لهم الفكر خاصة وهم سبيل النصر والتمكين كما أخبرنا بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما ورد عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أبغوني في ‌ضعفائكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم” ومن هنا أخذت  قيادات الأزهر الشريف في تنفيذ برنامجًا إلكترونيًّا يشرح فيه تلك اللغة الخاصة بهؤلاء  ( الصم وضعاف السمع ) وهي لغة الإشارة.

فهم فئة لابد وأن لا يستهان بها في مجتمعنا ولا في عالمنا من حولنا فهم فئة ليست بالقليلة بل لهم علينا واحب ولهم في رقابنا حقوق لابد وأن نعطهم ولو جزءًا بسيطًا منها حتى لا نسأل عنهم يوم القيامة لأنهم جزء منا ويعيشون معنا، وإنني منذ زمن بعيد قد كنت في إحدى المدارس ووجدت سلوكيات غير سوية منهم ولكنني أخذت العهد على نفسي تعلم  لغة الإشارة، وقد من الله عز وجل علي بالتعلم لتلك اللغة وقد خضت التجربة وأصبحت قريبا منهم، وخاصة في مجال عملي بلجنة الفتوى بالأزهر الشريف في الرد على استفساراتهم والجواب على أسئلتهم فكان ذلك أثرًا طيبًا أن تكون أنت  من تسمع وأنت من تجيب أو أنت من توعظ وأنت من تترجم إلى هذا السائل  ووالي هؤلاء الأخوة الأحباب.

وقد قال سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما ورد عنه (“‌من ‌لا ‌يشكر ‌للناس لا يشكر لله “) فأتقدم بكل معانى الشكر والتقدير والعرفان والجميل إلى معالي الأستاذ الدكتور /أحمد الطيب  شيخ الأزهر حفظه الله ثم إلى قيادات الأزهر الذين ساهموا في ظهور هذا المشروع إلى النور كل بوصفه واسمه ثم  مسك الختام وجميل الكلام إلى صاحبة الجهد المشكور وبإذن الله تعالى عمل مقبول معالي الدكتورة/ إلهام محمد شاهين الأمين العام المساعد لشؤون الواعظات سائل المولى عز وجل أن يجعل هذا العمل في موازين حسناتها وأن يكون خالصًا لوجهه الكريم .