مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الشمس

7

بقلم – رضية حاتم:

قد يهمك ايضاً:

اطلاق “المجلس العربى للثقافة والتراث” من…

إقامة تجارب الأداء لفيلم يمني بمشاركة مصرية في المركز…

غطى عينيه بذاك الشرشف القديم المتهرئ تقريباً.. الذي لازمه منذ سنتين.
تجنبا لأشعة شمس صيفية حادة.
غمرت الغرفة صباحاً، وصحته من حلم.
أو بالحقيقة خيال. فهو ماعاد له امل باحلام.
الأحلام لمن لديه مجال لتحقيقها، أو حتى الأمل بتحقيقها.
وهو توقف لديه حق الأمل والحلم.
ظلت تلك الأشعة تزعجه. فلقد نفذت من ثقب في ذاك الغطاء إلى عينيه مباشرة.
حتى الثقب الذي في الغطاء استهدف عينيه من دون باقي وجهه.
دفع الغطاء عن وجهه هو يبتسم بسخرية من حرقة الشمس وحرقة الروح.
لاينفع استمرار في نوم مع هذه الحرارة التي بدأت تملأ تلك الغرفة الصغيرة.
أو مايسمى غرفة. فهي من صفيح وبعض ألواح خشب لتثبيتها. .
ساعده بعض الأصحاب. فاسكنوه فيها.
في حي فقير على حافة أخر أنوار المدينة.
حي يسمح لمن انعدم لديه الحلم أن يقطنه.
حي يعتبر بعيداً كثيرا فيه الحلم عن احلام الحياة.
لكن ليس بعيدا عن التمسك بأحلام الآخرة.
فسكانه هم الأقرب إلى احلام الاخرة من باقي البشر.
تذكر كيف هاجر إلى المدينة مصحوبا بحلم …
هذا عندما كان لازال يؤمن بحلم.
ترك قريته البعيدة. التي تعاني الإهمال، وقلة في العمل الذي يُوجدْ الامل.
فقرر الهجرة إلى العاصمة.
ففي العاصمة الفرص أكثر وأوسع.
وهو الذي ليس لديه شئ يتركه في قريته.
فقد نشأ يتيم الأبوين. يربيه اعمام له.
فكانت المدينة الأمل. لشبابه المتفتح للحياة.
فهو لم يك بعد عرف ان الحياة لا تفتح الأبواب للجميع بالتساوي.
لكنه كان مؤمنا أن الجهد والإخلاص لابد لهما من يأتيا بثمار تعبه.
وصل العاصمة وحيدا غريب.
وبايمانه أن لا غربة في وطن.
عمل بكل مايستطيع جسمه الشاب أن يتحمله.
لكن وطنه كان يموج بالاحداث، والأفكار ،
واحزاب تقتنص البراءة من الجُهال،
لم يعي وهو الأمي القادم من الأرياف مايدور حوله.
وما السبب الحقيقي فيما الخصام والتخاصم.
فاقنعوه وهو البسيط المؤمن.
بفكر.
و للشباب ثورة تريد الانطلاق،
فكان أن لبس القناع. وانظم لهم.
صار احد حراس الفكر المضطهد.
ولابد للمضطهد أن يجابه الآخر المعتقد زوراً انه مضطهد.
اضطهاد باضطهاد.
و الحصيلة هو من ضاع بالحصاد،
كره أن يستمر بالتفكير،
مسح دمعة نزلت من عينيه لم يطلبها.
قرب عكازيه المسندان إلى سريره،
ليستطيع الوصول إلى الشباك،
و باليد الوحيدة المتبقية لديه،
أغلق منفذ نور الشمس الذي ألمه.

 

اترك رد