مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الدكتور عبد المقصود باشا يُرسل رسالة إلى روح الدكتور مجاهد الجندي رحمه الله

8

رسالة إلى روح الدكتور مجاهد الجندي
بقلم الأستاذ الدكتور/ عبد المقصود باشا
أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

قد يهمك ايضاً:

بوفاة شيخنا الجليل الطيب الأستاذ الدكتور/ مجاهد توفيق الجندي، أكون قد سقط من حياتي ركن..
كان -رحمه الله- رجلا صالحًا، وكان قلبُه كالمسك وربُّ الكعبة..
والله والله ما رأيت رجلا طيب القلب، زكي النفس مثل هذا الرجل.
ما حمل في حياته غضاضة لأحد؛ حتى مَن أساء إليه لا يذكره بسوء، وهذه نادرة النوادر في هذا الزمان!! حتى أنك تجد مَن أحسنتَ إليه يُسئ إليك، ومَن مدحك في وجهك كان كالرمح في ظهرك إلا هذا الرجل المجاهد.
كثيرا ما أُسيئ إليه.. وكثيرا ما تحمل، ولكن كل هذا كان يذهب أدراج الرياح!! نادرا ما كان “يتنرفز” ولكن بعد لحظات لا تجد لذلك أثرا..
إنه بسمة زمانه، وعنصر أمانه، يخالجك شعور وأنت تجلس معه أنك مع إنسان مؤتمن عليك، فتبيح بما في صدرك له، فيهدهد قلبك بكلمات تلامس هذا القلب، بل وتدفئه، فتحس ببرد يلامس هذا الصدر فيهدأ بعد عنف، وتطيب له الحياة بعد أنْ ضاقت!!.

لي معه ذكريات كثيرة… أشهد أنه ما أتي بذكر أحد بسوء، حتى مَن أساؤوا إليه، وقد قلت في نفسي حين بلغني خبر وفاته: رحل مَن كان يجب ألا يرحل، وبقي مَن كان يجب أن يرحل، وقفتم ضده فآذيتموه، وجرحتم هذا القلب الطيب، وزرعتم الشوك ليس إلى جوار الورد، بل في قلبه، فعاش مجروحًا يداوي جراح الآخرين ولا يجد مَن يداويه!!، ويحنو على الآخرين ولا يجد من يحنو عليه!!، وهو الآن بين يدي الحامي الأعظم، والمداوي الأكبر (الله جل في علاه)، فرضي الله عنك يا شيخنا الجليل ورحمك الله.. يا مَن لم نر منك في طيلة حياتك إلا طيبة القلب، ورفق النفس، وحب الناس..

اترك رد