مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الدكتورة دعاء توفيق تكتب لمصر البلد الإخبارية عن المضربين عن الزواج وتكوين الأسرة

7

إضراب الذكور والإناث عن الزواج فى ضوء نظرية الضغط العام

لـ”روبرت اجنيو”

بقلم/ د. دعاء توفيق

 أصدر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بيان فى العدد رقم (96)  يشير إلى إنخفاض معدل الزواج، حيث يوجد فى مصر 13 مليون شاب وفتاة غير متزوجين 57%ذكور 43%إناث ، ويرجع ذلك حسب أغلب الدراسات للوضع الإقتصادى الصعب الذى يتضمن المبالغة فى تكاليف الزواج  الناتجة عن العادات، والتقاليد ، وضرورة التباهى أمام الأقارب ،والأصدقاء ،و الجيران  من شبكة ومهر، وشقة ،وأثاث، وأجهزة كهربائية على الطرفين مما قلل من فرص الزواج لعدم قدرة الشباب على القيام بأعبائة.

كل ذلك فى ظل مشكلة البطالة ، وغلاء الأسعار، وانخفاض الأجور، وارتفاع معدل تعليم الإناث، وخروجهم للعمل وعدم قبولهم لأى شاب يتقدم لخطبتهم إلا فى ظل شروط معينة.

 فإذا كانت العنوسة مصطلح يصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه فى كل بلد.

إلا أننا فى صدد موضوع أشد خطورة وهو ما يمكن تسميتة بإضراب الذكور والإناث القادرين على الزواج عن الزواج،  ومن ثم بدأوا يرددون عبارات من قبيل:

“أنا مش عاوز  أتجوز اللى اتجوزوا عملوا ايه استفادوا ايه عاشوا فى مشاكل “

إنه سيل من التغيرات والتحولات  الاجتماعية والإقتصادية والثقافية، يصعب الحلال ويسهل الحرام ويعلى من شأن الأنا والمصلحة الشخصية واللذة الفردية النفعية.

والزواج قائم على الود والإيثار والإستعفاف والنسل وإسعاد شريك الحياة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ” (رواه مسلم ).

     ومن ناحية أخرى فالتنشئة الاجتماعية لبعض الأبناء تفتقد إكسابهم القدرة على تحمل المسؤولية وتكبد عناء الحياة، وتوعيتهم بمعنى الزواج، ومتطلباته وعوامل نجاحة، ولم تعدهم ليكونوا أزواج وزوجات المستقبل . وإنما فى الغالب ينشأوا على حب الذات والإنغماس فى الماديات وقضاء معظم أوقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، فى علاقات وصداقات افتراضية تقتل بداخلهم الذكاء العاطفى والإجتماعى والشعور بالآخر فى الواقع المعاش.

 ولا نستطيع أن نغفل دور وسائل الإعلام فى تجسيد العلاقة الزوجية فى ثوب العذاب والجحيم فى حين يتم تزيين العلاقات المحرمة والتضخيم فى المشاكل الأسرية ومعاناة الطرفين داخل الأسرة وكأن الزواج هو نهاية السعادة والراحة بالنسبة للشاب أو الفتاة.

ووفقاً لنظرية روبرت أجنيو يمكن تفسير هذا الفعل فى ضوء المقولات الأتيه التى تمثل ثلاثة أنواع من الضغوط التى يتعرض لها الشباب من الجنسين:

1- الفشل فى تحقيق أهداف ذات قيمة إيجابية

(فالزواج يهدف إلى الإستعفاف والنسل والسكن والرحمة والمودة بين الزوجين ) ، وبإسقراء الواقع المعاش بات الزواج فى الغالب لا يحقق الأهداف السابقة، وعندما اختزل بعض الشباب الهدف من الزواج فى إشباع الغريزة الجنسية فى إطار شرعى ، تدخلت آليات العولمة لإفساد ذلك؛ حيث أشبعت مواقع التواصل الاجتماعى غرائز الشاب والفتاة دون تكبد عناء تكاليف الزواج أو التقييد بالقيود الشرعية والتشريعية.

2- وجود مؤثر سلبى

*وهو الخوف من الفشل بسبب ارتفاع معدلات الطلاق فى مصر فقد احتلت المركز الثالث عالمياً فى ارتفاع نسبة الطلاق بين الزوجين  خاصة حديثى الزواج وما يترتب على ذلك من خسائر مادية ومعنوية لا حصر لها خاصة إذا كان هناك أطفال.

قد يهمك ايضاً:

* اعتبار الزواج عائقاً أمام تحقيق التطلعات المهنية والمادية.

* أزمة الثقة بين الشباب والشابات بسبب كثرة موضوعات الغدر والخيانة.

*      يمثل بعض الآباء والأمهات قدوة سيئة لأبنائهم ، حيث كان الولد يحلم بزوجة مثل أمة فى تعاملها مع أبية وحنانها واحتوائها وتضحيتها من أجل أسرتها، والبنت تحلم برجل مثل أبيها فى قوته ونخوته وحكمته ومساندته لكل من فى البيت، ولكنهم افتقدوا القدوة فكانت أسرهم مؤثر سلبى فى إقبالهم على الزواج .

3- إزاحة مثير ذى قيمة إيجابية

* حب الحرية والبعد عن قيود الزواج وعدم الرغبة فى تحمل المسؤولية وإشباع الغرائز دون تكاليف مادية أو معنوية أو قيود قانونية فأصبح فى متناول الشاب والفتاة الدخول فى علاقات محرمة لتفريغ طاقاتهم الجنسية .

* اختيار الحياة المستقلة حيث يفى كلا منهما احتياجاتة فكلاهما يتعلم ويعمل فالتركيز على التعلم والطموح المهنى وتحقيق الذات أفضل ورغبة المرأة فى إثبات ذاتها وعدم الإنطواء تحت عباءة الرجل.

    وهناك آثار نفسية واجتماعية خطيرة على الشاب والفتاة من جهه وعلى المجتمع من جهه أخرى، يتمثل بعضها فى  :

1- انتشار الفاحشة والانحرافات الأخلاقية والسلوكية فى المجتمع والشعور بالوحدة والفراغ العاطفى والاكتئاب والقلق والتوتر وعدم استقرار المجتمع وانتشار العنوسة .

2- انتشار الأمراض الجنسية بسبب الشذوذ والزنا ووجود أطفال سفاح.

فما هو العلاج ؟

      لا بد من تربية النشء على تحمل المسؤولية ،وإحياء حياء الفتاة والشاب وكذلك القيم الأصيلة، ومراقبة الله عز وجل فى السر قبل العلن، وإقامة دورات للمقبلين على الزواج لمعرفة مقومات الزواج الناجح، وفن إدارة الحياة الزوجية .

ويجب على  وسائل الإعلام عامة والدراما المصرية خاصة أن تقوم بدورها فى تشكيل الوعى الإيجابى للمصريين عن أهمية الزواج ، ومقومات الأسرة السعيدة وآليات الزواج الناجح .

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد