الحرب الإعلامية والتوجيه الإعلامي
بقلم – الدكتور عادل عامر:
ان المشهد السوري الزائف والذ تبنته قناة الجزيرة وإعلاميها الذين تم تدريبهم بمعرفة فرقة تسمي ” المستعربة ” تابعة للموساد الصهيوني علي كيفية الحرب الاعلامية والتوجه الاعلامي كما تبنت المشاهد السابقة في العواصم العربية التي طالتها ثورات الربيع العربي بالكذب والتضليل وعدم ايصال الحقيقة كاملة الي الشعب العربي والمجتمع الدولي خصوصا في ليبيا بل كانت في كثير من الاحيان تصطنع صورا ذهنية تكرس من بالعداء وتزيد من حالة الاحتقان وتبعث علي الرغبة في شق وحدة الصف بين طوائف الشعب السوري
ولان القوات الناعمة السورية لشارب واكرمان قد انتهي الدور المطلوب منها وقد اجادوا تنفيذه عن ظهر قلب هذا الدور الثانوي الذي يتبني نفس الشعارات والاهداف النبيلة التي تدغدغ المشاعر وتلهب الحماس وتحرك الشعوب العربية الي الشارع ” مسرح العمليات الرئيسي ” كالحرية والعدالة والكرامة والاخاء والمطالبات بإسقاط مرادفات زائفة كالعبودية والاحتلال والديكتاتورية
وقد استطاعوا ان يحركوا الشارع السوري ضد نظام الاسد الابن . ولان تكتيكات وخطط واستراتيجيات اكرمان لم تكن سوي خديعة كبري لشعوب المنطقة فبينما نجحت مؤقتا في مصر صاحبة الحضارة القديمة وشعب يتمتع بنسيج مجتمعي واحد لا مجال فيه للطائفية والعرقية نجد المشهد السوري مختلفا تماما عن نظيرة المصري حيث ان الاهداف النبيلة لهؤلاء تحولت الي حرب طائفية بين العلويين الشيعة من جانب وبين السنة من جانب اخر وباتت سوريا مسرح عمليات لحرب خفية بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من الغرب من جانب وبين روسيا والصين
وحلفائها من الشرق في الجانب الاخر وزحفت عناصر تنظيم القاعدة من الصحراء الليبية بعد اسقاط نظام القذافي ومن الاراضي العراقية بأوامر من تنظيم الاخوان هناك الي الاراضي السورية وبعد اسابيع قليلة اتخذ فيها بشار من الخطوات الاصلاحية التي نادي بها شعبه ظهر في سوريا ما اطلق ” جبهة النصرة ” لأهل الشام وهي منظمة سلفية جهادية في الاصل تم تشكيلها اواخر سنة 2011 خلال الازمة السورية وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون اشهر
من ابرز قوي الثورة وأقساها علي الجيش العربي السوري ونظام بشار الاسد لخبرة رجالها وتمرسهم علي القتال حيث كانت كل عناصر الجبهة عند تأسيها من السوريين الذي جاهدوا سابقا في ساحات الجهاد مثل : العراق وافغانستان والشيشان وغيرها ممن لهم باع طويل في قتال الجيوش ومطعمة كذلك بمقاتلين عرب واتراك واوزبك وشيشانيين وقلة من الاوروبيين وللانضمام للجبهة يجب علي المتقدم ان يستوفي عددا من الشروط مثل الالتزام بالفروض الدينية والحصول علي تزكية من شخص موثوق واثبات الجدية والانضباط ومن هنا نتفهم الدعوة لفتح باب الجهاد للمصريين للقتال جنبا الي جنب مع عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة في محاولة لتصدير المشهد الدموي هناك كحرب بين السنة والشيعة ولكن الحقيقة الغائبة هي ان تلك الدعوة وثيقة الصلة باستراتيجية تنظيم الاخوان الدولي نحو اقامة امارات عربية اسلامية تلك الاستراتيجية التي سيتم علي اثرها تقسيم الدول العربية نتيجة لهذا التناحر الطائفي في سوريا والعرقي في ليبيا الي مجموعة دويلات تخدم المشروع الاعظم للصهيوامريكية ” الشرق الاوسط الجديد ”
الذي يعتمد علي تقسيم الدولة الواحدة الي مجموعة دويلات علي اسس دينية وعرقية وهو ما يؤكد دعم الولايات المتحدة الامريكية لوصول قيادي جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي لسدة الحكم تلك الدولة المحورية والقائدة في المنطقة والتي يمكن ان تساعد امريكا وتدعم مساعيها في سوريا وتتدخل في الاوقات الحرجة وخصوصا حينما يبدو هناك تقدم عسكري ناجح لنظام بشار علي الارض .
ولان الرئيس الاسبق مبارك قد رفض في السابق الطلب الامريكي الانضمام الي مشروع المظلة النووية الامريكية الذي كان سيضم مصر ودول الخليج والاردن والمغرب واسرائيل كمعسكر سني في مواجهة المعسكر الشيعي بالمنطقة والمتمثل في ايران وسوريا كمعسكر سني في مواجهة المعسكر الشيعي بالمنطقة والمتمثل في ايران وسوريا وحزب الله اللبناني فها الرئيس مرسي يدعو في اليوم التالي لتظاهر نصرة سوريا في العاصمة المصرية الي تنظيم مؤتمر ” الامة المصرية في دعم الثورة السورية ” في الصالة المغطاة بإستاد القاهرة المصري حيث توافد الاف الاسلاميين في 15 يونيو 2013 لحضور فاعليات هذا المؤتمر الذي حضره مرسي ونظمته القوي الاسلامية .
ثم ننتقل الي المشهد اليمني , الشباب الذين خرجوا الس الساحات نجحوا في جعل التغيير امرا حتميا في اليمن وان كان الاختلاف حول مدي التغيير المطلوب يطرح ضرورة تنظيم علاقة الفاعلين في الثورة ببعضهم ولكن لابد من الرؤية المستقبلية لشكل الدولة ونظام الحكم في اليمن ودور الشباب واولويات المرحلة الانتقالية دور المؤسسة العسكرية والرؤية الاقتصادية لمستقبل اليمن في مسألة العبور الي الدولة المدنية
والتأكيد ان ذلك يتطلب تحول السلطة والمعارضة من رفع الشعارات المرتبطة بفكرة الدولة ومفهومها الي مرحلة العمل الواقعي مع ما يتضمنه ذلك من تحويل الولاءات القبلية الي ولاءات وطنية وتغيير نظام الحكم في اليمن من رئاسي كان مولدا للاستبداد واستملاك الدولة الي نظام برلماني .
الجيش يعاني من تضخم يتمثل في ميزانية بنحو40% من ميزانية الدولة فضلا عن كونه تحول في عهد صالح الي جيش العائلة لذلك لابد من ابتكار اليات جديدة للعمل علي الابتعاد بالمؤسسات العسكرية والامنية من الوقوع مرة اخري تحت القبضة الاستفرادية عبر اعادة هيكلة الجيش والامن والاستخبارات وتصحيح ادوارها ويبدوا ان الحكومة اليمنية تواجه خصما ليس بالسهل
ولا يقل خطورة عن الحركة الحوثية في الشمال والحراك الانفصالي في الجنوب بل ربما يكون الاخطر بينها جميعا هذا الخصم يشغل الان حيزا كبيرا من جهود الحكومة اليمنية ويسيطر علي اهتمامات الساحة الدولية واصبح يشكل هاجسا لدي غالبية المواطنين اليمنيين الذين ينظرون له بأنه خصم عصي علي الاستئصال .
وتستمد ايران منفعة من علاقتها بالنزاع في انها جلبت طرفا ثالثا ليجسد قوتها الاقليمية المتعاظمة ومدي نفوذها العسكري السعودية من جانبها تخشي ان يشكل اهتزاز استقرار اليمن فرصة لإيران خصمها المركزي لمواصلة التدخل في ما يجري في هذه الدولة بتدخلها تسعي ايران الي ان تري بانة بدونها لن يكون ممكنا حل المشاكل السياسية في اليمن .
وستخرج ايضا كاسبة من اقامة اقليم بري في منطقة شمالي اليمن يمكنها عبره ان تستخدم نفوذها هناك كرافعة ضغط سياسية تجاه الرياض في ظل استخدام قدرتها علي المناوشة العسكرية للسعودية عند الحاجة .
نفوذها هناك يسمح لها ايضا بقدرة وصول الي البحر الاحمر لضمان توريد السلاح المستمر من ايران عبر البحر الي فروعها في المنطقة وكذا لفرض تواجد ايراني متواصل بجوار مضائق باب المندب وحتي قناة السويس والبحر الابيض المتوسط .
علي ساسة اليمن والمخلصين العمل بشكل متوازي علي التنمية الاقتصادية والمعيشية وطرح مشروع امني يعيد الاستقرار والثقة الي الشعب سريعا والعمل الجاد لتأسيس مرحلة جديدة من جملة قوانين جديدة ودستور جديد للبلاد شعار لا شمال ولا جنوب وحدتنا وحدة قلوب .خاصة ان الدول الخليجية لا تزال تتعهد بتقديم المليارات من الدولارات الي حكومة هادي مصريين علي ان استقرار ووحدة النظام هو الهدف الاسمي .