مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون
آخر الأخبار
محافظ البحر الأحمر : انتشار سيارات الإسعاف بجميع الطرق الرئيسية بالمحافظة لحين عودة الشبكات  وزارة الطيران:نتيجة لحدوث عطل مفاجئ في شبكة الاتصالات والانترنت تأخيرات محدود في مواعيد اقلاع حركة ا... "القومي لتنظيم الاتصالات" يؤكد السيطرة على حريق سنترال رمسيس وجاري إجراء عمليات التبريد اللازمة سفارة فلسطين تستضيف اجتماع الغرف التجارية القادمة من قطاع غزة علماء الأزهر في ندوة بالأسبوع الدعوي: الأخوّة التي أرساها النبي ﷺ شكَّلت حجر الزاوية في بناء الأمة و... وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ القاهرة عمليات إخماد حريق سنترال رمسيس   وزير الرياضة يلتقي رئيس اتحاد الاسكواش وأعضاء اللجنة الفنية وزير الثقافة يصل معهد الموسيقى العربية ويؤكد سلامته والعاملين به بعد حريق سنترال رمسيس بسبب حريق سنترال رمسيس .. أرقام بديلة للتواصل في حالات الطوارىء بمحافظة أسوان ضبط سيارة محملة بكمية من الأسمدة المدعمة قبل بيعها لأحد المخازن بالبحيرة

الجماعة الإرهابية …الحشاشين …حلقة 2

بقلم دكتور- هشام فخر الدين

يمتد التاريخ الدموى وجذور الجماعة الإرهابية لفترات طويلة، فهناك الكثير من الروايات عن جماعة الحشاشين الغامضة التي عاشت في إيران في القرن الحادي عشر للميلاد، إلا أنها تتفق جميعها على أنها جماعة قاتلة ودموية. وفي منطقة تدور فيها صراعات طائفية دموية عدة منذ سنوات، يمكن اعتبار أن حقبة ما قبل مئات السنين شهدت أحداثاً تكاد تكون مشابهة باعتبارها أساساً وامتداداً لها.

ومما لاشك فيه أن التاريخ حافل بالكثير والكثير من الأسرار والحقائق المصحوبة بالأدلة على صحتها، فالتاريخ سجل للأحداث ومستودع الحقائق وذاكرة الأمة. وبين أيدينا طائفة ظهرت في فترة حرجة من فترات التاريخ هي طائفة الحشاشين أو الدعوة الجديدة كما أسموا أنفسهم.

فهي طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين الشيعة في أواخر القرن الخامس الهجري؛ لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت ما بين القرن الخامس والسابع الهجري، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعض من إيران.

وقد كثرت القصص و الأساطير حول مؤسسها حسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة الموت في فارس مركزاً لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان دولته. فهو شخصية غامضة تاريخياً ويعتبر المظهر الفعلي لمفهوم الإرهاب، حيث أسس مفهوم الإنتحار الموجه أو الفدائي الباحث عن الجنة.

قد يهمك ايضاً:

نعمة الوطن… كنز منحه الله للإنسان ومسؤولية الحفاظ عليه…

عماد السعدني يَكتُب: “رسالة إلى الوالي” هُناك…

وقد اتخذت هذه الطائفة من القلاع الحصينة في قمم الجبال معقلاً لنشر دعوتها في إيران والشام. الأمر الذي أكسبها عداء شديدا مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول  الكبرى التابعة لهما، كـ«السلاجقة والخوارزميين، والزنكيين، والأيوبيين»، بالإضافة إلى «الصليبيين»، إلا أن جميع تلك الدول فشلت في استئصال شوكتهم طوال عشرات السنين من الحروب.

وكانت الإستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها «فدائيون» لا يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم، وهم من أكثر المخلصين للعقيدة الإسماعيلية، حيث كان هؤلاء الفدائيون يلقون الرعب في قلوب الحكام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.

وكان الفدائيون مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية واللسانيات والاستراتيجيات والقتل. وكان أكثر ما يميزهم هو استعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم، حيث تدربوا على السمع والطاعة العمياء. وكان عليهم الاندماج في جيش الخصم أو البلاط الحاكم بحيث يتمكنوا من الوصول لأماكن إستراتيجية تمكنهم من تنفيذ المهمات المنوطة بهم.

وعلى مدار ثلاثة قرون نفذ الفدائيون إغتيالات ضد الأعداء الدينيين والسياسيين للإسماعيلية، وكانت هذه الهجمات تشن غالبا في الأماكن العامة على مرأى ومسمع من الجميع لإثارة الرعب. ونادراً ما نجا الفدائيون بعد تنفيذ مهامهم، بل أنهم لجئوا في بعض الحالات إلى الإنتحار لتجنب الوقوع في أيدي الأعداء.

وقد كانت نهايتهم على يد المغول بقيادة هولاكو وغزوهم بلاد فارس عام 1256م بعد مذبحة كبيرة وحرق القلاع والمكاتب في الإسماعيلية، وسرعان ما تهاوت حركة الحشاشين في الشام على يد الظاهر بيبرس.