التخبط الإسرائيلي
بلقم : محمــد الفرماوي
ﯾطﺎرد اﻟﻔﺷل ﻧﺗﻧﯾﺎھو ﻣﻊ ﺗزاﯾد وطﺄة اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ، واﻻﻧﻘﺳﺎم اﻟﺣﻛوﻣﻲ، واﺣﺗﺟﺎﺟﺎت ﻋﺎﺋﻼت اﻟﻣﻌﺗﻘﻠﯾن. ﻟﻘد ﺑدأت ﺻورة اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻘوي اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻧﯾﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑﻖ ﺗﻧﮭﺎر ﺗﺣت اﻟﺿﻐط اﻟﻣﺳﺗﻣر اﻟذي ﯾواﺟﮭﮫ ﻋﻠﻰ ﺟﺑﮭﺎت ﻣﺗﻌددة. ﻓﻘد ﻛﺷﻔت ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻻﻧﺗﻛﺎﺳﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻋن ﻋﺟزه ﻋن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺷﻌب اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻣن اﻟﺗﮭدﯾدات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ، ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﺂﻛل ﺛﻘﺔ اﻟﺟﻣﮭور ﻓﻲ ﻗﯾﺎدﺗﮫ. وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ، ﺗُظﮭر اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣﻧﻘﺳﻣﺔ، واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻻﻗﺗﺗﺎل اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺻراع ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ، ﻋدم ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗوﺣﯾد ﺣﺗﻰ ﺣﻠﻔﺎﺋﮫ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ﺧﻠف أهداف ﻣﺷﺗرﻛﺔ. وﻟﻛن رﺑﻣﺎ ﻛﺎن اﻷﻣر اﻷﻛﺛر إداﻧﺔ ھو اﻟﻌوﯾل اﻟﻣؤﻟم ﻣن ﺟﺎﻧب ﻋﺎﺋﻼت اﻟﻣﻌﺗﻘﻠﯾن اﻟذﯾن ﯾﺣﺗﺟون ﺧﺎرج اﻟﺳﺟون – وھو ﺗذﻛﯾر ﻣؤﻟم ﺑﻔﺷل ﻧﺗﻧﯾﺎھو ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺿﺎﯾﺎ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل. وﻣﻊ ﺗﺿﺎﻓر ھذه الأزمات، ﯾﺟد ﻧﺗﻧﯾﺎھو ﻧﻔﺳﮫ ﻣﺣﺎﺻرً ا ﻓﻲ زوﺑﻌﺔ ﻣن اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﮭدد إرﺛﮫ ﻓﺣﺳب، ﺑل اﺳﺗﻘرار إﺳراﺋﯾل أﯾﺿًﺎ.
وﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﮫ ﻻﺣﺗواء اﻷزﻣﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ زﻋم أﻧﮫ وحكومته ﯾﺣﺎوﻻن إﻋﺎدة اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن ﻣن ﻏزة ﻣﻊ ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ھﻧﺎك، ﻓﻲ ﻣﺳﻌﻰ ﻟﻘﻣﻊ اﺣﺗﺟﺎﺟﺎت ﻋﺎﺋﻼت اﻷﺳرى.وﻗﺎل إﻧﮫ ﯾﺟري اﺗﺻﺎﻻت ﻣﻊ زﻋﻣﺎء ﻋدة دول ﻣن أﺟل إطﻼق ﺳراح اﻟﻣﻌﺗﻘﻠﯾن وأن إﺳراﺋﯾل ﺳﺗﺑذل ﻛل اﻟﺟﮭود ﻹﻋﺎدﺗﮭم ﻣن ﻗطﺎع ﻏزة. ﻟﻛﻧﮫ أﻛد أن ھذا اﻟﮭدف ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﮫ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﺿﻐط اﻟﻌﺳﻛري اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻓﻲ ﻏزة.إﻻ أن ھذا اﻷﻣر ﻟم ﯾﮭدأ ﻣن اﻟﺷرارة اﻟﺗﻲ أﺷﻌﻠﮭﺎ أھﺎﻟﻲ اﻟﻣﻌﺗﻘﻠﯾن ﺑل وﻣن ﺟﺎﻧﺑﮭم، رﻓﻊ أھﺎﻟﻲ اﻟﻣﻌﺗﻘﻠﯾن اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن ﻻﻓﺗﺎت ﺗطﺎﻟب ﺣﻛوﻣﺔ ﻧﺗﻧﯾﺎھو” ﺑﺈﻋطﺎء اﻷوﻟوﯾﺔ ﻻﺳﺗﻌﺎدة أﺑﻧﺎﺋﮭم ﻣن ﻏزة ﻋﻠﻰ أي أﻣر آﺧر، وﺳرﻋﺔ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق ﺗﺑﺎدل اﻷﺳرى .
وﯾﺗﺧذ رﺋﯾس اﻟوزراء ﺑﻧﯾﺎﻣﯾن ﻧﺗﻧﯾﺎھو ﻣوﻗﻔﺎ ﻋداﺋﯾﺎ وﯾﺗﺟﮫ ﻧﺣو اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺣرب، ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﻣطﻠب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ إﺳراﺋﯾل ﺑﺗﻣدﯾد وﻗف إطﻼق اﻟﻧﺎر وإطﻼق ﺳراح اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟرھﺎﺋن. وھذا ﯾﺳﻠط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﺎوت اﻟﺻﺎرخ ﺑﯾن أوﺟﮫ اﻟﻘﺻور ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ واﻟﺣﻛوﻣﺔ، ﻣﻣﺎ ﯾوﺣﻲ ﺑوﺟود ﺻراع داﺧﻠﻲ ﺣﺗﻰ داﺧل إدارﺗﮫ. ﻓﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾدﻓﻊ ﻓرﯾﻖ إﻟﻰ اﻟﮭدﻧﺔ واﻟﺗﮭدﺋﺔ وﯾﻧدﻓﻊ ﻓرﯾﻖ آﺧر ﻧﺣو ﺳﻔك اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟدﻣﺎء.
وﻟﯾﺳت ھذه اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻓﻘط ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗُظﮭر اﻟﺗﺻدﻋﺎت اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺣﯾث ﯾﺳﻌﻰ ﻧﺗﻧﯾﺎھو إﻟﻰ إﺟراء ﺗﻌدﯾﻼت ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ، وﯾرﺟﻊ ذﻟك أﺳﺎﺳًﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺻور اﻟﺳﺎﺋد ﺑﯾن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن اﻟﯾﻣﯾﻧﯾﯾن ﺑﺄن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣﺗﺣﯾزة ﯾﺳﺎرﯾﺔ، وﻧﺧﺑوﯾﺔ، وﺗﺗدﺧل ﺑﺷﻛل ﻣﻔرط ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك، ھﻧﺎك اﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﺗﻌطﻲ اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻷﻗﻠﯾﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟوطﻧﯾﺔ. وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك، ﺗدﻋو اﻟﺣﻛوﻣﺔ إﻟﻰ إﺟراء إﺻﻼﺣﺎت ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﺣد ﻣن ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ إﺻدار أﺣﻛﺎم ﺿد اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ. وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ، ﺗﮭدف ھذه اﻟﺗﻌدﯾﻼت إﻟﻰ ﻣﻧﺢ اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﻣزﯾدًا ﻣن اﻟﻧﻔوذ ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻘﺿﺎة، وھﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺗطﻠب ﺣﺎﻟﯾًﺎ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن واﻟﻘﺿﺎة ﻓﻲ اﻟﻠﺟﻧﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ.
وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى وﻣن داﺧل ﺟﯾش اﻻﺣﺗﻼل اﻻﺳراﺋﯾﻠﻲ، ﺗﻛﺑدت اﻟﻛﺗﯾﺑﺔ 51 ﻣن ﻟواء ﺟوﻻﻧﻲ، أﺣد أﻟوﯾﺔ اﻟﻧﺧﺑﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ، ﺧﺳﺎﺋر ﻓﺎدﺣﺔ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة، ﻣﻣﺎ وﺟﮫ ﻟﻧﺗﻧﯾﺎھو أﻛﺑر ﺿرﺑﺔ.وﻗرر ﺟﯾش اﻻﺣﺗﻼل إﻗﺎﻟﺔ ﻗﺎﺋد اﻟﻛﺗﯾﺑﺔ 51 اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ للواء، واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻣل داﺧل ﻗطﺎع ﻏزة، ﺑدﻋوى ﺗﻌرﯾﺿﮫ ﺟﻧود اﻟﻛﺗﯾﺑﺔ ﻟﻠﺧطر ﺧﻼل ﻣواﺟﮭﺎت ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷﺟﺎﻋﯾﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﻘطﺎع.وﻋﻣﻠت اﻟﻛﺗﯾﺑﺔ 51 ﻣن ﻟواء ﺟوﻻﻧﻲ داﺧل ﻏزة ﺣواﻟﻲ 70 ﯾوﻣًﺎ، رﻏم ﺗﻛﺑدھﺎ ﺧﺳﺎﺋر ﻛﺑﯾرة وﻓﺷﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﺧططﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣﻠﯾﺎﺗﻲ اﻟﻣﻧﺗظر ﻣﻧﮭﺎ.وﯾﺄﺗﻲ ﻗرار ﺟﯾش اﻻﺣﺗﻼل اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺑﺳﺣب ﻟواء ﺟوﻻﻧﻲ ﻣن ﺷﻣﺎل ﻏزة، ﺑﻌد ﯾوم واﺣد ﻣن اﻹﻋﻼن ﻋن ﻣﻘﺗل 10 ﺟﻧود وﺟﻧدﯾﺎت، ﻣن ﺑﯾﻧﮭم 8 ﻣن إﺣدى ﻛﺗﺎﺋب اﻟﻠواء، وﺑﻌد أﯾﺎم ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣن إﺻﺎﺑﺔ 5 ﺟﻧود آﺧرﯾن ﺑﺟروح ﺧطﯾرة ﺟراء اﻟﮭﺟوم. ، دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك.
وﻣﻊ اﺳﺗﻣرار ﺗزاﯾد ﺣدة اﻟﺻراع ﻓﻲ ﻏزة ﺑﯾن ﺟﯾش اﻻﺣﺗﻼل اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ وﺣرﻛﺔ ﺣﻣﺎس، ﺗﺗﺻﺎﻋد اﻟﺗوﺗرات داﺧل ﻓرﯾﻖ ﻧﺗﻧﯾﺎھو اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻷﻣﻧﻲ. ووﻓﻘﺎ ﻟﺗﻘرﯾر ﺑﺛﺗﮫ اﻟﻘﻧﺎة 12 ﺑﺎﻟﺗﻠﻔزﯾون اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ، ﻓﻘد ﻣﻧﻊ ﻧﺗﻧﯾﺎھو وزﯾر اﻟدﻓﺎع ﯾوآف ﺟﺎﻻﻧت ﻣن اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ رﺋﯾس اﻟﻣوﺳﺎد، دﯾﻔﻲ ﺑﺎرﻧﯾﺎ، ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ إﻧﻘﺎذ اﻟﺳﺟﻧﺎء ﻓﻲ ﻏزة.وﻗد ﻛﺷﻔت ﻣﺻﺎدر إﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻋن ﺗﺻﺎﻋد اﻟﺗوﺗر ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻷﻣﻧﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣﺳﺄﻟﺔ إﻧﻘﺎذ اﻷﺳرى ﻓﻲ ﻏزة.
التعليقات مغلقة.