كتب: عبد الرحمن هاشم
حذّر اليوم تقرير جديد للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي) من احتمال عدم تمكن حصول ملايين الأشخاص الذين يواجهون أزمات على المساعدة الإنسانية الذين هم في أمس الحاجة إليها.
ويؤكد تقرير سنة 2018 عن الكوارث في العالم أن إغفال ملايين الأشخاص لا يمكن أن يعزى إلى مجرد نقص في عملية تمويل العمل الإنساني.
ويقول السيد الحاج آس سي، الأمين العام للاتحاد الدولي:
“يستحق هذا التقرير قراءة متأنية من جانب كل من يشارك في العمل الإنساني. وحتى لو حظيت جميع أو معظم النداءات الإنسانية بالتمويل الكامل، من المرجح أن يبقى ملايين الأشخاص متخلفين عن الركب.
وينبغي أن يدفع هذا التقرير قطاع العمل الإنساني بكل مكوناته إلى التحرك بقوة والسعي جاهداً للبحث عن أولئك
الذين باتوا في حالة يأس ومخفيين بعيداً عن الأنظار”.
ويسلط تقرير سنة 2018 عن الكوارث في العالم الضوء على خمسة أسباب تؤدي إلى إغفال قطاع العمل الإنساني الدولي للذين هم في حاجة إلى المساعدة.
نذكر أولاً أن نقص المعلومات عن الأشخاص الذين هم الأشد احتياجاً وقلة المعرفة بأفضل الطرق اللازمة لمساعدتهم يعنيان أن البرامج لا تستهدف دائماً الأشخاص
المناسبين بالطريقة المناسبة. وغالباً ما تتفاقم المشاكل بسبب صعوبة الوصول إلى الذين ينتظرون الدعم، والافتقار إلى المرونة اللازمة لتوسيع نطاق المساعدة الإنسانية كي تشمل الأشخاص المقيمين
خارج المناطق التقليدية للنزاعات أو الكوارث أو النزوح أو الأمراض. أما النقص في التمويل فيؤدي في غالب الأحيان إلى إرغام الوكالات على اتخاذ قرارات صعبة.
ويقدم التقرير مجموعة من التوصيات للجهات المانحة والحكومات في البلدان المتضررة ومنظمات الإغاثة كي تسعى إلى سد هذه الثغرات في تقديم الخدمات.
وتشمل التوصيات ضرورة تحسين جمع البيانات عن الذين هم بأمس الحاجة إلى المساعدة، وخاصة دعوة الحكومات والوكالات إلى منح الأولوية للذين
يصعب الوصول إليهم وتوفير الحوافز اللازمة لتقديم الدعم لهم.
ويوجه أيضاً التقرير دعوة ملحة لإجراء تحوّل هام في طريقة تخصيص الموارد بحيث تُمنح المنظمات الإنسانية المحلية والوطنية المزيد من الأموال والثقة.
ويقول السيد سي: “إذا كان من الضروري التعرف إلى الفئات الضعيفة والفئات التي لا تحظى بالدعم الكافي المشار إليها في التقرير،
والوصول إلى هذه الفئات، وفهم حاجاتها، ومساندتها، يجب على قطاع العمل الإنساني الاستثمار في دعم الجهات الفاعلة المحلية والوطنية”.
ويتابع قائلا: “تتمتع هذه الجهات، ومنها الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بموقع فريد يتيح لها المساعدة في
التصدي للمشاكل المزمنة المذكورة في تقريرنا. إن العاملين معها يتواجدون أصلاً في الأماكن التي تشهد أزمات. يتكلمون اللغات المحلية ويفهمون العادات المحلية وهم في غالب الأحيان في
الموقع الأفضل للعثور على أكثر الناس انعزالاً وأشدهم ضعفاً، ودعمهم بطريقة سريعة ومناسبة من الناحية الثقافية، وبحسب رأينا، فعالة من حيث التكلفة.
إنهم أفضل أمل لنا في ضمان عدم الاستمرار في إغفال من هم في أمس الحاجة إلى المساعدة “.