مدعوم من 
الإسكندرية المحطة الأولي لانطلاق الرفاعية بمصر
الإسكندرية المحطة الأولي لانطلاق الرفاعية بمصر
بقلم/ عامر نفادي
تشتهر محافظة الإسكندرية باشتمالها علي مسجد وضريح سيدي المرسي أبو العباس الذي يقصده محبوه من كل حدب وصوب، إلا أن الذي لا يعرفه الكثيرون أن الإسكندرية كانت المحطة الأولي لانتشار الطريقة الرفاعية وذيوع صيتها.
عندما اختار سيدي أحمد الرفاعي مؤسس الطريق أحد تلاميذه المقربين سيدي “الواسطي” من دولة العراق وقام بإرساله إلي مصر داعيا إلي الطريق وأصول التصوف، مما كان له أكبر الأثر في جذب آلاف المريدين إليها وانتسابهم لها.
وسيدي الواسطي هوالعارف بالله “أبو الفتح نجم الدين محمد أبو الغنائم الواسطي” ولد بدولة العراق، وهو من أبناء مدينة واسط القريبة من بلدة البطائح بين مدينتي الكوفة والبصرة وأم عبيدة بالعراق التي كان يقيم بها القطب الكبير سيدي أحمد الرفاعي.
قد يهمك ايضاً:
والواسطي، هو صوفي سني، يقع مسجده وضريحه الراقد به في منطقة اللبان غرب الإسكندرية، ويعد من أهم تلاميذ سيدي أحمد الرفاعي العراقي، ويحتل منزلة شعبية رفيعة عند جميع أتباع الطريقة الرفاعية التي ما زالت منتشرة في البلاد العربية ومن بينها مصر، لذلك اعتبروه خليفة أحمد الرفاعي في مصر.
أما الشيخ الشريف طارق ياسين الرفاعي فهو شيخ عموم طريقة السادة الصوفية الرفاعية الآن بمصر.
وقد حضر الواسطي إلى الإسكندرية سنة 620 هـ وقام بها داعيا إلى الله تعالى ومرشدا وواعظا، وواظب على إلقاء دروسه ووعظه بمسجد العطارين.
وكان لحضوره إلي مصر الأثر الأكبر في ظهور وانتشار الطريقة الرفاعية، فقبل أن يأتي سيدي أبو الحسن الشاذلي إلى مصر أو سيدي أحمد البدوي، جاء هو إلى الإسكندرية وبشر بالطريقة الرفاعية ومهد لها الطريق وأخذ عنه خلائق لا يحصون منهم الشيخ عبدالسلام القليبي، والشيخ عبد الله البلتاجي، والشيخ بهرام الدميرى، والشيخ جامع الفضلين الدنوشرى، والشيخ عبدالعزيز الدرينى، والشيخ على المليجى، والشيخ جمال الدين البخارى (انظر: كشف النقاب للطبرى، صم 14).
ويشار إلي أن السيدة رقية “فاطمة” أم سيدي إبراهيم الدسوقي، هي ابنة أبى الفتح الواسطي وتوفى رحمه الله في الإسكندرية، ودفن داخل مسجده بمنطقة اللبان سنة 632 هجرية، 1234م.
والطريقة الرفاعية هي طريقة صوفية ينتشر أتباعها في العراق ومصر وسوريا وغرب آسيا، وما يميزهم عن باقي الطرق الصوفية رفعهم راية سوداء نسبت فكرتها إلى الفقيه الشافعي الأشعري، أحمد بن علي الرفاعي، منذ عام 512 هـ، ويمارس مريدوها الذكر بشكل مستمر محافظين على تعليمات شيخهم الرفاعي الكبير.