مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

احمد سلام يكتب الرئيس يتجول سِراً

بقلم أحمد سلام 

تعددت المشاهد المصورة لرئيس الجمهورية وهو يتفقد المشروعات داخل القاهرة دون مواكب فقط سيارة عادية تسير بين سائر السيارات في شوارع القاهرة وسيارة لعدد محدود من الحرس الشخصي وآخرها جولته في شرق القاهرة الإثنين 16 يونيو والتي توقف خلالها بعدما شاهد حادث سير لدراجة نارية .

الرئيس يتجول سرا بلا مواكب معهودة دون الإجراءات الأمنية التي إقتضتها الظروف مشهد ليس بغريب لأن الأمر من مقتضيات عمل الحاكم ليري بعينيه مواطن القصور نأياً عن المشاهد الوردية التي تُظهر كل الأمور علي مايرام .

قبل سنوات كتبت مقالا بهذا المعني وأرسلته للنشر في جريدة المصري اليوم تحت عنوان الرئيس مُتنكرا وطالبت فيه أن يتخلي الرئيس عن المشاهد المعهودة لتحركاته ليري كل شيئ علي الطبيعة في عموم مصر ليكافئ المُجيد ويُحاسب المُقصر وقد تم منع المقال من النشر وكأن الحديث عن رئيس الجمهورية إثم مبين . !
أتمني أن يتجول الرئيس في عموم محافظات مصر بنفس الطريقة وليحذو حذوه كل مسئول لأن مصر تداوم علي المشهد التاريخي الذي يقترن عند أي زيارة يُعلن عنها سلفا هنا يتم رصف الطريق ووضع الزهور ولا أنسي أبدا قبل سنوات في مدينة بنها وكان يزورها مسئول كبير حيث تم وضع الزهور في منتصف الطريق وغرسها في الرمال في الجزيرة الوسطي وفور مغادرة المسئول الكبير تم نزع الزروع من موضعها من خلال عربات مجلس المدينة لوضعها مُجددا في آنيتها إنتظاراً لمناسبة أخري . !

تأصيل الأمر بدأ منذ عهد سيدنا عُمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان يتجول سرا في طرقات مكة والمدينة المنورة ولا ننسي الواقعة الشهيرة للمرأة التي شرعت في غش اللبن . !

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : مدرسة جبر الخواطر

أنور آبو الخير يكتب: بين طيات الحزن

فعلها الملك حسين ملك الأردن وقد كان يتنكر ويتجول في أنحاء المملكة ويفعلها الآن نجله الملك عبد الله ويتنكر في زي بدوي ليري بعينيه كيف تسير الأحوال في عموم المملكة.

الحاكم إذا مؤتمناً علي الرعية وله كل الصلاحيات كي يؤدي الأمانة كما ينبغي وإذا كانت الظروف قد تغيرت والإعتبارات الأمنية تحول دون أن يترجل علي قدميه فعلي الأقل يفعلها ويتحرك بسيارة عادية مع حراسة مخففة في سيارة عادية تسير خلفه هنا يمكن أن يكون الرئيس اليوم في القاهرة وغدا في الزقازيق وفي يوم آخر في شبين الكوم وبنها وهكذا . !

أوجه القصور كثيرة كما في الشوارع التي تحتاج للرصف أو المستشفيات أو المدارس أو المصالح الحكومية زيارة مفاجأة للرئيس أو رئيس الوزراء أو الوزير المختص أو المحافظ دون موكب رسمي تكفي لجعل كل مسئول يؤدي عمله كما ينبغي واضعاً في الإعتبار أنه في أي لحظة قد يتم التفتيش ومتابعة سيرالعمل من مسئول أعلي يملك العقاب الفوري أو الثناء العلني والمستفيد هو الشعب المصري الذي ينبغي ألا يُهان أو يشكو الإهمال . !
الدواعي الأمنية موضع إعتبار وفي يقيني لو إستقل الرئيس أو رئيس الوزراء أو الوزير أو المحافظ سيارة عادية لن يشعر به أحد بل أن المواكب الرسمية هي التي تلفت الأنظار .

حكم البلاد أمانة والحاكم مسئول عن رعيته وعليه أن يكون الأقرب لشعبه بلا حواجز أو مظاهر تغل يده عن التصرف الأصح إذا ماوجد قصوراً حال تجوله في عموم البلاد .

فعلها الرئيس السيسي أكثر من مرة في القاهرة ومن قبل فعلها في الأسكندرية واليقين أنه سوف يكررها وأتمني أن تتكرر في عموم مصر حتي أسوان هنا سوف يشعر الشعب بمزيد من الإطمئنان نأياً عن المشاهد الديكورية المصاحبة للزيارات الرسمية التي عنوانها حسب التعبير الشهير أن كل شيئ علي مايرام .

اترك رد