مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

إشارات في ( القصة القصيرة جدا ).. لقرائها ومبدعيها

3

بقلم – عبد على ا لكاتب:

قد يهمك ايضاً:

الفنان التشكيلي محمود سعيد

يستمر حتى الاثنين المقبل.. ثقافة دمياط تقدم عرض “سينما…

الإشارة الأولى : نعلم ان هذا الجنس الأدبي الرائع – القصة القصيرة جداإنما فرضه نبض العصر المتسارع منذ ولوجنا القرن العشرين وفي كل مجالات الحياة العلمية والأدبية ، وجاء استجابة لرغبة إنسان العصر في منتجات صغيرة الحجم أقل فضاء وأكثر امتلاء كما في التلفزيون والموبايل مثلا ، ولم تكن القصة بمنجاة من هذه الرغبة وصار مطلوبا منها أن تتكثف بحيث يجني المتلقي مضمونها سريعا .وهو ما حصل ، فكانت القصيرة جدا التي راحت تترشق أكثر وأكثر حتى أصبح الأديب مطالبا في بعض المسابقات ومنذ بداية هذا القرن بنصوص لا تزيد عن ست كلمات ! عليه لم يعد من مجال للكاتب للإسهاب أو لصنع الغاز أو تقديم نصوص غامضة . القصة القصيرة جدا هي نتاج لأديب حاذق فائق الإبداع يستطيع بما يملك من موهبة نادرة وقدرة كبيرة على الإبداع ان يقدم نصا قصيرا جميلا ممتعا يتمتع بمواصفات القصة و يتضمن – شأن كل عمل أدبي – مضمونا رصينا ورسالة استنزفت من الكاتب جهدا وسهرا لصياغتها بشكل ناجح نسميه من بين تسميات كثيرة ( القصة القصيرة جدا )
الإشارة الثانية : لا تحتاج القصة القصيرة جدا ليكون بناؤها رصينا إلا للغة بسيطة وسليمة يختار فيها الكاتب المفردات وتراكيب اللغة كما يفعل الرسام بألوانه أو النحات بخاماته أو الموسيقار بأنغامه . لا تتسع القصيرة جدا للوصف ولا للمجازات فهذه تشتت انتباه القارئ في حين مطلوب شده بقوة إلى النص وصولا إلى القفلة . لا يصح مثلا أن نقول : (نزلت العروس كأنها القمر يلفها رداء العرس كأنه الغمام . ) جمال النص في بنائه ( حبكته ) ، في فن التشويق المفضي إلى القفلة التي تنير النص بأكمله فتفضح المضمون وتزيل الغموض وتفرض على القارئ الانفعال برسالة النص والتفاعل معها ) .لا مبرر للإسهاب إلا إذا كان هذا يخدم – بشكل ما – مضمون النص . كتابة القصة تعني صنع جمال باهر بأدوات قليلة ،و( قليلة ) هذه يحددها حجم المضمون فقد تصنع قصة من بضع كلمات وقد يلزمك منها العشرات .
الإشارة الثالثة : يصح أن تبدأ القصة بغموض ولكن لا يصح في أي حال أن تنتهي به لأنه لن يكون عندنا أبدا قصة قصيرة جدا . نكون كمن يسير في الضباب وينتهي اليه ،وهذا يعود – في رأيي – إلى عدم وضوح الفكرة عند الكاتب أو استعجاله . قد يعرف الكاتب ما يريد لكن القارئ يعجز عن قراءة ما في قلب الكاتب ما لم يكن موجودا في النص ودور الكاتب وتأثيره ينتهي بعد نشر النص .. الغموض والتمويه على القارئ مفيد في النص ومرغوب فيه فقط حين يزيد من التشويق عند القارئ لمواصلة القراءة وبشغف وصولا إلى القفلة التي تزيل الغموض و بشكل مبهر ومفاجئ و تستدعي من القارئ الإعجاب بالنص والشعور بالامتنان للكاتب على ما جنى من متعة .

اترك رد