أنور ابو الخير يكتب: لا عزاء للعملاء وسيبقى الوطن

يظل الوطن خطاً أحمر لا مكان فيه للعابثين والخونة أياً كانوا وأيا كانت انتماءاتهم والشعارات التي يتسترون خلفها هؤلاء الذين وصلوا إلى الدرك الأسفل في معاييرهم ومفاهيمهم التي تطفح بالخيانة وسوء المنقلب واستباحوا لانفسهم قتل خير جنود الأرض ونسوا أن أمننا الوطني يحرص الكل على قوته وتماسكه قيادة وشعباً فاستقرارنا غير قابل للمساومة وهو خط لا يمكن تجاوزه بأي حال وتحت أي ظرف ومن العجب في هذا التوقيت الذي ينعم فيه هذا البلد الأمين بالأمن والاستقرار والرخاء ومضرب المثل عالمياً أن نجد هناك حثالة مما لا عزاء لهم و ممن يتسترون تحت عباءة الخيثة والندالة يربطون مصيرهم بجهات خارجية ومنظمات مشبوهة لتحقيق مآرب أخرى كلها تصب في النيل من وحدة واستقرار هذا الكيان الكبير والعظيم ذلك أن أمن الوطن مهمة يتشارك فيها الجميع حكماً ومحكوم والتآمر على الوطن في أي ظرف زماناً ومكاناً يشي بفشل وانحطاط يعيشه المتآمر والخائن تجاه الوطن بكل مقوماته ومكتسباته و سيرحلون في يوم من الأيام لامحالة وسيبقى الوطن رغم جراحه رغم آلامه رغم وجعه سيبقى ربما منكسراً لكنه لن يموت سيتعافى شيئاً فشيءحتى يعود لعنفوانه لوهجه لقوته لزهوه وسيرحل المغتصبون سيرحل الطامعون سيرحل المتلونون سيرحل المتحالفون سيرحل المتآمرون سيسلكون ذات طريق المجيء
و لن يبق على أرضي وصيا لن يبق في وطني خونه لن يبق على تربته مرتزقة لن يحتضن بين جنباته عملاء لن يحتوي بين خلجاته عبيداً للأموال سيرحلون جميعاً وسيبقى وطني شامخاً أبياً ترفرف رأيته خفاقة تعانق عنان السماء وتداعب نسائم الهواء سيرحلون وبجوفهم حسرة ووجع ونار الإنسحاق تكوي دواخلهم تمزق أحشائهم تضطرم في صدورهم سيمضون من حيث أتوا وربما لن تبق لهم ذكرى أو مكانٍ سيأخذون تلك المآسي التي خلفوها معهم سيجرون قوافل البؤس التي أتوا بها سيحملون أمتعة الفشل على ظهورهم وسينتشي وطني سينتفض سينهض رويداً رويداً وسيتعافى مع مرورالزمن سيرحلون جميعاً ولكن لاعزاء للخونة لاعزاء للمرتزقة لا عزاء للعملاء لا عزاء لعبيد المال لاعزاء لبائعي الوهم وفاقدي الضمائر والأخلاق والمبادئ والوطنية والهوية والإنتماء
سيرحل أسيادهم وسيبقون هم يندبون حظهم وسينوحون على ماضيهم وسيبكون على أرباب نعمتهم وستنكس رؤوسهم ويستباح ماء وجوههم وتهدر ما تبقت لهم من كرامة مصطنعة ووطنية كاذبة مزيفة سيرحلون جميعاً وسيلفظ وطني من بين جنباته كل من تآمر عليه كل من تحالف ضده كل من غرز خناجره في ظهره أبرياء الوطن كل من كان مرتهن لغيره كل من عزف على وتر الوطنية والهوية والإنتماء مقابل جنيهات معدودة
لن يطول بهم العمر وتتآكل أيامهم وستمر بهم السنون مر السحاب ثم سيصبحوا ذكرى مؤلمة وأيام بؤس قاسية وليالي خوف مظلمة ولحظات وجع قاتلة ولكن سيبقى الوطن يتسامى فوق آلامه ويضمد جراحاته ويخط على صدر الزمانه حكاية النهوض من تحت أنقاض القهر والتدمير
نتفق ونختلف حول أمور بعينها إلا الوطن فخيانته غير مقبولة تماماً ولا مكان لها في قاموسنانحن المصريين فكلنا زائل والوطن باق بحسن الولاءوالانتماءللوطن والحرص على أمن الدولة واستقرارها وتقدمه ونهضته ورقيه لابيعة في أسواق النخاسة بأرخص الأثمان كما تعني الالتزام الكامل بالحقوق والواجبات المتكافئة بين أبناء الوطن جميعاً دون أي تفرقة و أن نتحمل واجب الحفاظ والذود عن سيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه فلا عزاء لخونة الوطن وسيبقى الوطن