مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : غلاء الأسعار امتحان وتربية

9

 

 

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

ان إرتفاع الاسعار حديثنا اليوم عما يتحدث به الناس في اجتماعاتهم وجلساتهم فما اجتمع اثنان في هذا الوقت إلا وكاد أن يكون حديثهما عن هذا الأمر الذي أقض مضجع الغني والفقير في هذه الآونة الأخيرة عن ألم يتضاعف كل يوم على الفقراء بل كل ساعة بل كل دقيقة عن الوحش الرهيب الذي اجتاح بلادنا وكشر عن أنيابه لا فتراس الفقراء بل وألحق بهم الطبقة الوسطى من المجتمع تلكم المصيبة هي غلاء الأسعار الأمر الذي جعل كثيراً من الفقراء وجعل
أصواتهم تتعالي من ضغوطات الحياة التي تزداد وطأتها مع تزايد التطور التكنولوجي والنمط الاستهلاكي الذي ضاعف أعباء الناس وقلل من فرصة اكتساب الراحة النفسية وسط دوامة من المسؤوليات لا تنتهي وتتنوع الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الضغط النفسي من شخص لآخر وعلى رأسها التأثر بهموم العمل وضيق الحال وتزايد المسؤوليات داخل إطار الأسرة في ظل أزمات مالية وارتفاع قياسي في الأسعار لتتفرع إلى هموم عاطفية أو أزمات صحية ولكل إنسان فلسفة معينة في مواجهة الضغوطات تتراوح في معظمها بين الصلابة في المواجهة أو التكيف على مضض أو الانكسار وإعلان الهزيمة لتبدأ حالة من الانطواء والانعزال وتتصاعد دقات قلوب المواطنين بأن يخرجوا إلى النور من كثره ضيق الحياة في معيشتهم وحتى لايسلبهم فقد الأمل في الحياة لما يدخرونه من نقود لمواصلة ما تبقى من حياتهم في الأيام المتبقية اذ أمكن أن متوسطي ومحدودي الدخل لا يمكنهم ادخار شيء حتى منتصف الشهر
هذا الشعب الطيب المسالم الذي عرف بالكرم والسماحة لا يمكن مقارنته بدول مجاورة تعيش حالة من الرفاهية بالكاد تصمد أمام متطلبات الحياة وتعقيداتها المتشعبة وفي أحيان كثيرة تسقط بالضربة القاضية فيتشتت صاحبها بين متاهات الديون فمطالب المواطن بدفع إيجار مسكنه ومصروفات معيشه ودفع أقساط علية من قروض اقترضها من بنوك
اوغيرها لقضاء احتياجاتة من المعيشة
على أمل تخفيف حرقة الديون وحصار حزمة الالتزامات الثقيلة التي يلهث اليها بكل طاقته للحصول على دخل مناسب لمواجهة الغلاء فالصالحين يئنون تحت وطأته ولسان حالهم ومقالهم يقول
{ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} فكيف الحال بالفقراء ضعفاء الدين والإيمان الذين صاروا يصرخون ويبكون ويجزعون والكل يتساءل عن السبب في هذا الغلاء ويحلل هذه الظاهرة كما يروق له

وحقاً إنه لسؤال تفاوتت فيه إجابات الناس وتباينت فيه آراؤهم ونظراتهم ؟؟ فمنهم من أرجع ذلك لأسباب سياسية ومنهم من أرجع ذلك لأسباب اقتصادية ومنهم من أرجعه لأسباب اجتماعية وأخلاقية وفي الحقيقة كل هذه الأسباب لا تتعارض وكلها تصلح أن تكون أسباباً مجتمعة لهذه الأزمة الصعبة ولكن هناك أسباب باطنة لهذا الأمر و ملفتة للنظر ومعاناة الفقراء الا ان الزيادات في الفترات السابقة لا تتناسب مع حياة الفرد والاسر المعيشية في ظل غلاء الاسعار الذي يلازم المواطن بصفة مستمرة فعندما قامت الثورة استبشر المصريون خيرا بها وتمني ان تقضي علي كل السلبيات التي كانت موجودة في النظام السابق من ارتفاع الاسعار وانخفاض المرتبات لكن وجد ان الاسعار تزداد بصفة مستمرة مما يحمل المواطن أعباء وضغوطا هو في غني عنها فمن الهموم اليومية المؤرقة للمواطن هي ارتفاع أسعارالمواد الضرورية الاستهلاكية التي يحتاجها في قوته ومعيشة أولاده ولا يخفى على أحد معاناة المواطن الذي يكد ويكدح للحصول على أدنى متطلبات الحياة المعيشية الضرورية لحياته ولا فرق بين من يعمل في مؤسسة عامة أو خاصة بغض النظر عن الراتب الذى يتقاضاه أما المواطن العاطل عن العمل لعلة أو لغيرها فأحواله في قمة الحرج والمشقة حتى ولو كان يعطى مساعدة من جهة حكومية او مؤسسة خيرية فهناك فئة من الناس لا تدري ان كان الوطن يعاني من ارتفاع وغلاء في معيشة ابنائه او ان المواطن يعيش ضائقة لقمة العيش
لقد أصبح المواطن في هم وغم تجاه رزقه ومعيشة أولاده يسمع من هنا وهناك ان ثمة رفعا للأسعار وتعويما لأثمان السلع الضرورية بحيث اصبحنا نعيش تحت رحمة وعطف التجار وأصحاب رؤوس الأموال الذين يتحكمون في حركة الأسعار والأسواق وأرزاق الجميع وقد غاب عن اذهانهم ان الله هو واهب الرزق الحلال والمال الحلال وأيما لحم نبت من سحت فالنار أولى به وهذا بلا شك يقطع الصلة بين الإغنياء والفقراء ويقتل روح التنافس والابداع ويقلل العمل من اجل الانتاج لان ظلال الازمة تخيم على المواطن وتحيط به واصبح المواطن يبحث بين الركام عن شيء يسد رمقه وحاجة أولاده من البواقي الباقية التي يتحكم بها كبار وصغار التجار والباعة
ان استمرار غلاء الأسعار الذي تشتد وطأته على الفقراء وتزيد من معاناتهم لمثل هذه الظواهر الخطيرة إذا لم تعالج أدت إلى كوارث ونتائج سيئة لانتشار الفقر في المجتمعات وظهور الأمراض الخطيرة الاجتماعية من البطالة والسرقة والإجرام وكثرة المتضررين واتساع الطبقة الفقيرة وإلحاق كثير من أفراد الطبقة المتوسطة بالفقراء أن يشيع العنت و يحدث التأثر المباشر لتمس الظاهرة دخول الأسر وهذا الدخل المسكين الذي ينتف من هنا ويؤخذ من هنا إذا حصل لحوق الضرر به عم الغم والهم والحزن بسبب موجة الغلاء التي تجتاح العديد من الاسواق المصرية لارتفاع أسعار المواد الغذائية حتى الأساسية ارتفاعاً فاحشاً مما أدى إلى إنهاك جيوب شرائح المجتمع من ذات الدخل المحدود ولا شك أن مثل هذا يؤدي بتسلسله إلى نتائج ذات آثار أخرى كعزوف الأفراد عن الشراء وانخفاض حركة البيع والشراء مما يؤدي إلى الركود الاقتصادي وهذا سيعم ضرره الكثير
ان مشكلة ارتفاع وغلاء الاسعار تحتاج الى وقفة جادة من قبل الحكومة والجهات المختصة تجاه كل من يستغل حاجة الناس ونرى بشكل ملحوظ ارتفاع مستمر واستغلال من التجار و لا تخضع للرقابة من الدولة
اللهم فرج عنا الهم و ارفع عنا الغلاء والبلاء والوباء وكيد الأعداء يا سميع الدعاء

التعليقات مغلقة.