مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب: السعي في خدمة الناس

24

 

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

لقد خلق الله رجالأ لقضاء حوائج الناس
الا وهم الإعلامي الكبير// السيد خير الله
معالي الدكتور /محمود ذكي رئيس جامعة طنطا معالي الدكتور /محمود سليم نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة والمجتمع
معالي الدكتور /حسن التطاوي المدير التنفيذي لمستشفيات الجامعة ومعالى الدكتور/ محمد البديوي نائب المدير التنفيذي ورئيس مستشفيات الباطنه ولفيف من كبار الاطباء بمستشفيات جامعة طنطا
فالتقرب إلى رب العالمين والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير وخدمة الناس ومسايرة المستضعفين دليل على طيب المنبت ونقاء الأصل وصفاء القلب
لقد زرع الله في دواخلهم نباتاً طيباً إن أحسنا سقياه لن يزهر إلا خيراً وعلينا أن نستغل بذور الخير هذه في مساعدة الآخرين والسعي في نفعهم وقضاء حوائجهم حتى يغمرنا الرضا الروحي والنفسي عندما يرضى عنا الله عز وجل وهنيئاً لمن اختاره الله وسخره لأن يسلك طريقاً فيه خير ومنفعة للآخرين وسط هذه المشقات والصعوبات التي تقف عقبة في حياة بعض من الناس هنيئاً لذاك الذي يكون جداراً صلباً يستند إليه المحتاجون ليقفوا من جديد بعدما أثقلتهم الهموم وتقاعدوا عن الأحلام
ما أسعده هذا الذي يبادر ليخرج المحتاج من كربته أو يخفف عنه قساوة الشعور بالاحتياج والضيق وكأنه مصباح ينير له عتمة الفرص الضائعة والأحلام المتآكلة التي أوشكت على انتهاء صلاحيتها وما أعظم من تطوع لخدمة الآخرين ومساعدتهم بلا مقابل ولا إكراه تطوع لمساعدة أبناء وطنه باعتباره واجباً وطنياً ولزاماً عليه أن يؤديه لأن التطوع أحد أسباب تطور الأمة وتماسك المجتمع ففيه يعمل أبناء الوطن على قلب رجل واحد وهو مطلب ضروري من مطالب الحياة حتى يستشعر المحتاج بأن هناك من يتلمس حاجته وبأن هناك من سيمد له يد العون ويخرجه من عنق الزجاجة إلى رحابة الكون
إن الله تعالى خلقنا في هذه الدنيا لنقاسي آلامها ونكابد شدتها كما قال جل من قائل(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)
فالله جلّ جلاله جعل ابن آدم في هذه الدنيا متقلبا بين شدة ورخاء وضيق وسعة وعسر ويسر وفقر وغنى وسقم وصحة هكذا إلى نهاية الدنيا لا تستقر على حال ولذلك فإن ربنا جلّ جلاله في القرآن دائما يشبه الدنيا بالماء
(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ) و الله جل جلاله يضرب المثل للدنيا بالماء لأن الماء لا يستقر على حال وكذلك الدنيا لا تستقر على حال كم من غني افتقر كم من صحيح في سقم و كم من ميسور قد صار معسورًا هكذا الدنيا تتقلب ومن أجل هذا حثنا ربنا جل جلاله ونبينا المختار صلى الله عليه وسلم أن يسعى في قضاء حوائج الناس وفي تنفيس كروبهم وفي تفريج همومهم وفي إدخال السرور عليهم فهذه مهمة عظيمة يتصدى لها الموفقون من عباد الله وجاءت السنة الشرعية بالحث على التعاون بين الناس وقضاء حوائجهم والسعي في تفريج كروبهم وبذل الشفاعة الحسنة لهم تحقيقاً لدوام المودة وبقاء الألفة وإظهار الأخوة وإن التقرب إلى رب العالمين والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير وأن أضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر فما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمه بمثل طاعته والإحسان إلى خلقه ونفع الناس والسعي في كشف كروبهم من صفات الأنبياء والرسل فالكريم يوسف عليه السلام مع ما فعله إخوته جهزهم بجهازهم ولم يبخسهم شيئاً منه وموسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين مستضعفتين رفع الحجر عن البئر وسقى لهما حتى رويت أغنامهما وخديجة رضي الله عنها تقول في وصف نبينا محمد إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق وأشرف الخلق محمدا إذا سئل عن حاجة لم يرد السائل عن حاجته يقول جابر رضي الله عنه ما سئل رسول الله شيئاً قط فقال لا والدنيا أقل من أن يرد طالبها
إن خدمة الناس ومسايرة المستضعفين دليل على طيب المنبت ونقاء الأصل وصفاء القلب وحسن السريرة وربنا يرحم من عباده الرحماء ولله أقوام يختصهم بالنعم لمنافع العباد وجزاء التفريج تفريج كربات وكشف غموم في الآخرة ويقول المصطفى من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) ومن نعم الله تعالى على العبد أن يجعله مفاتحاً للخير والإحسان
لكن كثيراً من المسلمين اليوم يجهلون ما في قضاء حوائج إخوانهم المسلمين من الأجر عند الله أو يعلمون ولكنهم يغفلون عن ذلك فلا يلتفتون إلى إخوانهم ولا يساعدونهم ولا يشفعون لهم وينسون أن الله عز وجل هو الذي يقضي حاجة من يقضي حوائج إخوانه كما أخبر صلى الله عليه وسلم (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) وينسون كذلك أن قضاء حوائج الناس من أسباب دوام النعمة على صاحبها فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال ) وقد ورد في الحديث القدسي يا ابن آدم أنفق ينفق عليك وقيل صنائع المعروف تقي مصارع السوء ولقد أدرك ابن عباس فضل قضاء الحوائج فترك اعتكافه في المسجد ليمشي في حاجة أخ له وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكافه عشر سنين ومن اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق كل خندق أبعد مما بين الخافقين فما أشد حرمان من لم يوفق لقضاء حوائج الناس وأشد منه خسارة وبؤساً من سعى في تعطيل حوائج الناس
فأرجوا أن نحرص عليها جميعا حتي وإن لم يكن صاحب الحاجة مقدرا لما تفعل فقط إخلص السعى لله وأظفر بالأجر العظيم عنده عز وجل
وأخيراكن أنت الشخص الذي عندما يراه الناس يقولون مازلت الدنيا بخير
اللهم أجعلنا سببا فى قضاء حوائج الناس

التعليقات مغلقة.