مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

38

ا

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب نزار قباني في ذكراه

خيبة الأمل وتأثيرها على الشخص 

بين الواقع والحلم مساحة للحزن أو السعادة آلاف الأحلام ابتلعها الواقع وظروف الحياة وبين هذه الاشكالية هناك من يتمنى لو انه لم يحلم ولم يكبد نفسه عناء الحزن على ضياع الأحلام ومن استطاع التصالح مع واقعه والعيش على أرض الواقع يقال إنه بلا طموح لكن الاقتراب منه يكشف دائماً أنه كان ضحية حلم لم يتحقق حول الأحلام الضائعة حيث
مضى العمر سريعاً في طياته سنوات مازالت تشتاق إلى أحلامها الضائعة
أو ربما المؤجلة أحياناً مضى وهو يتحسس جراح الذي قارب أن يفتقد جسده لفرط جوعه لكل الأمنيات التي علقها في الأفق ترك الباب مواربا إلى الأمل لكنه تأخر كثيراً والعمر بلا رحمة يخطف منا جميع الأشياء المغلفة التي كنا قد غلفناها لأوقات بلوغ الفرح انتظرت مغلفاتنا كثيراً والحلم لم يتحقق بعد نتشبث بكل ما لدينا من قوة حتى نبقى أوفياء لحالة اسمها الأمل الذي ولد مع الأماني الصغيرة التي مع تقدم العمر تكبر إنها تكبر وتشيخ ومازالنا نحن كما نحن أيضاً ننتظر نعاود ترداد ذات الرؤية للأشياء التي نحبها ونمدها بإخلاص متسع حتى حدود الأرض لنبقى نؤمن أن هناك ما هو يستحق أن نعيش من أجله حتى إن مضى العمر ولم يأت ولم يقترب منا لم يلامسنا لم يهمس في أذننا بل ولم يقدم لنا زهور الحقل التي زرعناها لسنوات مضت من عمرنا وحياتنا تتأرجح بين واقع دامس في نفق غسق مفروض وكوابيس مرعبة حصدت ثمار احلامنا واحرقت البوم تطلعاتنا نحو مستقبل فضائي وهمي سنين عجاف مسحونة بالقلق جعلت من الإنسان اسيرا في عالم افتراضي مليء الشبهات انها نكبة الحياة أن تمتد يد من خلال الدهر لبائس وتنتشل منه أثمن ما يمتلكه فتستضعفه وتصادر منه حقه الذي وهبه الله له في الحياة وتستبيح ما احله الله له ثم تمنحها لاخرين اعتادوا على العيش على ركام اشلاء بشرية بغية البقاء على حساب فناء الآخر اونفيه حيث ماشاؤوا مستمدين النصرة في ذلك من إغلاق الأبواب كلها المنافذ والنوافذ وزج البلاد والعباد في أزمات لا طائلة لها ولا جدوى وجعل الناس في حيرة وارباك في أمرهم والتنافس والاستباق في كسبهم المعيشي وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ولا نقول في التمني كونه رأس مال المفلسين إنها غفلة من زمن وان تعاقبت “وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين” هكذا هو حال غالبية المجتمعات في العالم على مستوى الدائرتين الضيقة الواسعة سيما وان عجلة الزمن تدور ولا يمكن ايقافها فما سرق لا يمكن استرداده او استرجاعه ولا حتى تعويضه فكل الغنائم من السرقات لا تساوي لحظة من عمر المواطن المصري الذي يعاني من ألم ووجع وغصة وحسرة ربما لاتفي بالغرض كل المفردات اللغوية إذا ماتحدثنا عن توصيف حقيقي لحالة الناس وعن تشخيصا دقيقا لوضعهم الاقتصادي والمعيشي المزري أن الجوع والبؤس والشقاء والفقر المدقع باتت سمة مميزة للواقع المرير ولغة تختلف عن كل اللغات التي لا يفهمها المتخمون والمتدلية كروشهم وكأنها فصلت لغيرهم دون سواهم لأزمات متتالية
تماشى معها المواطن رغم مرارتها لرواتب لاتكفي لسد إحتياجاتهم المعيشية وتأخرها لعدم التأقلم معها وطبع وكيف حاله معها وانعدام الثقة بالمستقبل وم يحملها من أمل بقادم أجمل ولكن أن يصل الحال ان يحسد الفقير على لقمة عيشه المبللة والمغموصة بالماء والخل تارة وبالألم والحزن تارة أخرى فتلك والله قصة من أعظم قصص الألم المغطاة بالحسرة والانكسار على ماض كان الأجمل ويأتي ذلك بوقت يهوي فيه الجنيه المصري إلى أدنى مستوى له
لأزمات ألقت بظلالها على الجانب الاقتصادي وعلى قوت الناس بشكل مباشر فلو تم مثلًا إيقاف أو قطع الدعم والحد من صرف النثريات للوزراء والوكلاء أو بصحيح العبارة لو أن أعضاء المجلس الرئاسي والوزراء والسفراء أنفسهم امتنعوا عن استلام مكافأتهم لفصل واحد مساهمة وطنية منهم أقسم لكم أن الوضع الاقتصادي سيتحسن وسيحدث هناك فرق وسننتقل مما نحن نعاني منه وسيخلدهم التاريخ في أنصع صفحاته ليبدوا حسن نواياهم تجاه شعبهم وأمتهم  ولكن لا أعلم ماذا يدار ويراد لهذا الشعب المغلوب على أمره ولكن كل ماذكر لم يغير من المعادلة شيء وبقي كل شيء على حاله وأسوء مما كان عليه إذن أين يكمن الخلل؟ وأين يقع موقع الثغب الأسود الذي ابتلع كل هذه المليارات سنويا وجعل من الفقراء والمساكين وابن السبيل يقتاتون من براميل القمامة دون تحرك حقيقي للحكومة بموجب القانون الدولي الإنساني المخول لها وبموجب الصلاحيات التي منحت لهم على تحمل المسؤولية تجاه شعبهم لماذا كل هذا ؟ فالمواطن المصري في الشمال والجنوب والشرق والغرب يعاني معاناة طويلة وعريضة وأنتم تعلمون بذلك ولا تحتاجون لمن يبلغكم عن وضعه الصعب إذن فلماذا تتمسكون بالكراسي طالما أنتم عاجزون عن وضع الحلول المناسبة لانتشال الوضع المعيشي المزري اعملوا شيء لا تطلقوا صفات و نعوت اللوم فيما بينكم وكفى بل اعملوا على ماينفع الناس بدون قسم ولايمين أنه لمن دواعي الحزن والأسى والإحباط وخيبة الأمل خاصة ونحن في القرن الواحد والعشرين ولايزال المواطن يبحث ويقاتل ويستميت ويجاهد لتوفير لقمة عيش كريمة يسد بها رمقه ورمق أطفاله ويكافح حتى لاياتي عليه يوما ويمد يده لأهل الخير بوقت أصبح العالم جميعيا يضع روئ ونظرات مستقبلية نحو الأفضل واعينهم نحو القادم التكنولوجي المشرق  ولايزال الشعب يبحث عن كسرة خبز بين براميل القمامات هل من صحوة ضمير اخيرة لكل صاحب لب وجوهر  لينقذ الشعب مما هو فيه لاتنظروا لأحد من الدول في أن تمد يد العون لنا ولا لبنك النقد الدولي ولا للمانحين فلن يصلح بلدنا إلا أبناءها وملخصها الا خير دليل وشاهد أصلحوا أنفسكم ونواياكم أولًا فلقد تبددت الأحلام وتلاشت الرؤى والأحلام وضمحلت الأمنيات ولم يعد يشغل المرء إلا كيف يأكل اليوم وماذا يأكل غدا فهل أنتم لهم سامعون
وما يزيد الطين بلة والمصيبة هول ان يجد نفسه وحيدا فريدا في معترك الحياة وفي مواجهة الاقدار فلا شريك له يواسيه ويحمل عنه بعض همومه حيث اقتنص الاجل انيسه وشريك حياته وما عليه الا الاستسلام لقدره فإن ما سرق منه وضاع أصبح ماض
لماذا لا يتم مخاطبة المواطنين في وسائل الإعلام لتوضيح الأسباب وتقديم النصح والإرشاد للتعاطي مع الأزمة ؟
وفي الختام إن اقل ما يتطلع له المواطن هو أن يخرج عليهم المسئول المختص ويشرح لهم بكل أمانة ومصداقية وبلغة الأرقام والحقائق ما الأسباب الحقيقة للأزمة وبعيدا عن لغة التجريح والانفعال والدفاع المبرر أو الغير مبرر ليوضح للمواطن ودون لبس من هو المتسبب الحقيقي بالأزمات وبالمعاناة وحتى يكون المواطن المثقل بالهموم على دراية بحقائق الأمور ليستطيع أن يبني تقديراته بشكل سليم ويجب على المسئول المختص أن لا يترك المواطن في حيرة من أمره ويراوده شعور دائما بأنه لا يفهم ما يجري من حوله لذا فان اقل القليل أن يعطى المواطن حقه في فهم أسباب الأزمة والمواطن اليوم بحاجة للإجابة عن سؤال هام هو من المسئول عن
الأزمات

التعليقات مغلقة.