مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

مسجد الفولي من علامات مدينة المنيا البارزة

21

كتب: عامر نفادي

في مدينة المنيا يقع مسجد الفولي الذي يعد من أكبر مساجدها وأشهرها علي الإطلاق، لدرجة أنها سميت بهذا الأسم “منيا الفولي” نسبة إلى العالم الإسلامي الكبير الزاهد الصوفي الشيخ علي بن محمد بن علي المصري اليمني الشهير بأبي أحمد الفولي، بركة المكان والتقرب إلى الله هو الهدف الروحاني الأسمى لزيارة المسجد، فمجرد ما أن تقف أمام ضريحه رضي الله عنه تشعر بالتفاعل الشديد مع المكان حتى وإن كانت أول زيارة لك، وكأنه جزء من حياتك، يعتبر المسجد من العلامات المميزة للمحافظة، خاصة لوقوعه على كورنيش النيل بمدينة المنيا، يزوره أهالي المنيا وجميع المحافظات، ومن يذهب لرحلة سياحية إسلامية لابد أن يمر به ليتمتع برؤيته، وخاصة لحضور المولد الذي يقام ليلة 27 رجب سنويا.

٥٧ عاما سبعة وخمسون عاما عاشها ابن الحسنين في مدينة المنيا، استمر بشبابه وبياض وجهه وقصر قامته حتى ابيضت لحيته على ضفاف نيل مدينة المنيا في زاوية بناها على شطه الغربي، لينقل معارفه وعلوم الأزهر الشريف إلى محبيه و طلاب العلم .

عندما خرج والده محمد بن علي من اليمن راحلا إلى مصر، فقد أقام رحمة الله عليه بالقاهرة وتزوج الشريفة فاطمة بنت العالم الشيخ حسن الطحان عام 988 ه، ورزقه الله منها في ليلة الثامن والعشرون من رجب عام 990 بمولود أسماه علي، وأراد الله أن يتواكب مولده الكريم مع ليلة الإسراء والمعراج، وبدأ سيدي علي من هذه الليلة يخطو خطوات طفولته الأولى في بيت سادة علماء، لينشأ مستمعا لعلوم ومعارف آباءه، ليظل كذلك في بيته متأدبا متعلما حتى ألحقه والده بالأزهر الشريف .

دراسته بالأزهر

في الأزهر الشريف نال عناية مشايخه، و تفقه علي المذهب الشافعي على يد الشيخ أبى بكر الشنواني الشافعي، واستكمل تلقي العلوم و المعارف عل يد شيخه العالم سالم السنهوري، والشيخ سالم السنهوري كما أعلم هو أحد تلامذة أعظم أئمة عصره الإمام عبد السلام الأسمر حفيد الإمام الحسن عليه السلام .

قد يهمك ايضاً:

اكبر المشروعات السياحية الكبرى في السعودية 2030

وزير السياحة يعلن فى مدريد : هذا العام سوف نفتتح المتحف…

و بعلومه ومعارفه توجه سيدي علي الفولي ناحية التصوف مريدا في طريقة شيخه العالم المربي محمد بن يحي الجرسكي المعروف بالشيخ الترجمان، وظل بين يديه يتلقي العلم حتى توفي شيخه الترجمان فتولى فضيلته التدريس بجامع اسكندر باشا بباب الخلق وعمره خمسة عشر عاما.

معلما بالأزهر

وظل سيدي علي معلما في مسجد اسكندر باشا حتى طلبه الأزهر الشريف للتدريس فيه، فعمل بالأزهر أستاذا، واشتهر وجذب إليه كثير من الخلق و طلاب العلم الوافدين على القاهرة خاصة من أبناء الصعيد، وظل كذلك أستاذا مشهورا بالأزهر الشريف حتى توفي والده عام 1008هجرية.

إقامته بالمنيا بعد وفاة والده

استمر فضيلته في التدريس حتى قرر الانتقال إلى مدينة المنيا، فكان أكثر تلامذته وافدين من الصعيد، ففضل الإمام علي أن ينتقل هو إليهم، فأقام زاوية بناها على شط نيل المنيا الغربي عام 1010ه، فعرف وذاع صيته في المنيا واشتهر سيادته بالفولي، فكان يعمل في تجارة الفول، وتزوج من المنيا ورزقه الله بمولود أسماه أحمد، بدأت سنوات أحمد الأولى مع أبيه وسط جلسات العلم وحلقات الذكر المنقولة من شيخه السنهوري عن الإمام الأعظم عبد السلام الأسمر، واستمر أحمد مع والده الشيخ علي في مدارسة العلم والاطلاع على تفسير والده آيات كتاب الله وقراءة مؤلفاته وأشهرها كتابه تحفة الأكياس في حسن الظن بالناس، وتوالت سنواته وأيامه مع أبيه سيدي علي حتى يوم السبت 15 جماد الثاني سنة 1067 ه، ففيه توفي والده الشيخ علي الفولي ودفن بالزاوية التي بناها على شط النيل .

تشيد مسجده بأمر ملكي

تولى الشيخ أحمد أمر زاوية والده ورعايتها واستمرت حياته في استقبال وخدمة الزائرين حتى عرفت بزاوية أحمد الفولى، وظلت الزاوية عشرات السنين من بعد وفاته معروفة بهذا الاسم وحتى عام 1290 هجري، ففي ذلك العام عطب يخت الخديوي إسماعيل أثناء توجهه إلى مدينة الأقصر، وتوقف أمام زاوية سيدي أحمد الفولي دون إصلاح، فنزل الخديوي وزار المقام، وتم إصلاح اليخت، فأوقف عليه مائة فدان وأمر ببناء جامع وضريح يليق بمقامه الكريم، وكلف السيد عبد الحميد عبد الحق برعاية أمر الخديوي، فتم بناء الجامع والضريح على الطراز الأندلسي، وعرف بجامع سيدي أحمد الفولي، وفي احتفال رائع كبير عام 1365هجرية نقل إليه جثمان الإمام الفولي حفيد رسول الله لتشرف به إلي الآن مدينة المنيا.

اترك رد