مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

مرتكزات الرؤية المستقبلية “عُمان 2040” تعزز الحوكمة والإدارة الرشيدة

9

كتب – سمير عبد الشكور:

تمثل الحوكمة مرتكزاً أساسياً في الرؤية المستقبلية “عُمان 2040” إذ يعول عليها ضمن العديد من الأولويات الأخرى في إعادة تشكيل مشهد التنمية المستدامة والشاملة في سلطنة عُمان، ولابد هنا من الانتباه إلى البعد الإنساني الذي يجب أن يوضع في الاعتبار في المقام الأول، أما الجانب الثاني فهو النظر إلى التنمية بوصفها عملية ديناميكية لم تعد تدار أو يتم تعريفها وفق المسارات التقليدية، إذ لابد من الاستناد إلى المتغيرات والتحولات في العصر الجديد الذي نعيش فيه، الذي يتسم بتسارعه وتنقلاته غير المتوقعة.

تقوم الحوكمة على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ما يعني ضرورة إعادة النظر إليها وفق هذا الإطار وبهذا التعريف الذي يضعها في سياق الرؤية المطلوبة لتشكيل المستقبل المنشود في رسم الاقتصاديات الجديدة، التي سوف يكون فيها الإنسان هو الأساس بوصفه صانع الفكر والإبداع والابتكار، في حين سوف تأتي الآلة والروبوتات وغيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي لتكمل المشهد المطلوب في تحريك مجمل دفة الحياة الاقتصادية والإنتاج.

قد يهمك ايضاً:

مسؤولون إسرائيليون يخشون من إصدار “الجنائية…

من المعروف أن الحوكمة تُعنى بضبط الأداء الإداري وهي تقوم برسم التوقعات وتحديد عمليات السلطات وغيرها من الأمور في هذا الباب، بما يجعلها مصطلحاً رغم حداثته يتجه إلى الترتيب والدقة في صياغة المشهد العام للأدوات التي تقوم بها عمليات ترتيب المؤسسات والشركات بحيث تقودها إلى أفضل أداء متوقع وفي أقل زمن ممكن.

وهذا يعني بشكل أوسع ضرورة النقاش الكبير حول مثل هذه الأفكار ودعمها بالخطط الاستراتيجية التي تجعلها فاعلة على مستوى التنفيذ على أرض الواقع مع القدرة على تنشيط الجديد من الفكر، بحيث يكون هناك تكيف مستمر على التسارع العصري سواء في الجانب الإداري وتشغيل المؤسسات أو الإنتاج الفاعل بشكل عام.

يشار إلى أن مركز عُمان للحوكمة والاستدامة بالتعاون مع الهيئة العامة لسوق المال ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سيقوم يوم الخميس المقبل، بتنظيم المؤتمر السنوي للمركز تحت شعار «نحو حوكمة شركات فاعلة وسليمة»، وهو حدث مهم في هذا السياق الذي نتكلم عنه الذي أصبح من أبجديات التحديث في الدولة العصرية.

من المهم أن نتعرف دائما على المتحقق على أرض الواقع ومن ثم مراقبة أوجه القصور والمضي إلى مراجعة كيفية تحسين الأداء وتعزيز الأدوات، بحيث يكون ممكناً الانتقال إلى مرحلة جديدة يكون فيها الأداء الأفضل، وهو ما تسعى إليه مثل هذه المؤتمرات في إطار فكر الحوكمة، على مستويات عديدة تُراعي قضايا التطبيق والتشريعات وجدليات التحديات المتعلقة بالقطاع الخاص ومشاكله بشكل عام التي تتطلب المزيد من البحث والاشتغال عليها لأجل الأداء الأكثر ديمومة وفاعلية مستقبلية.

لا شك أن الوصول إلى الإدارة الرشيدة والفاعلة والمستقبلية ليس بالطريق الهين وهو يتطلب في المقام الأول الاستعداد النفسي والذاتي ومن ثم تكون بقية الأدوات والمصطلحات والقيم والمفاهيم الإدارية؛ ما هي إلا معينات بعد أن تكون قد توفرت اللبنات الأساسية التي مرتكزها إنساني في المقام الأول.

 

اترك رد