مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

كتاب وجه اخر للعشق لصابر الجنزوري بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2018 دار الطناني

4
كتب – حمدى شهاب
صدر عن مؤسسة الدار للنشر والتوزيع لصاحبها الفنان التشكيلي استاذ محمد صلاح مراد
 المجموعة القصصية للكاتب صابر الجنزوري بعنوان  وجه أخر لعشق
قد يهمك ايضاً:

“التغيرات المناخية ودور الذكاء الاصطناعي”.. لقاء…

الكتاب يعرض بصالة 2 دار الطناني بالمعرض .
مقدمة الكتاب للاديب الشاعر والناقد الاستاذ محمد البنا
المقدمة
قبسٌ من نور
قراءة سريعة لما تخفيه سطور
” وجه آخر للعشق ”
قد تطول المسافة بين الشاعر الصوفي / جلال الدين الرومي، وبين القاص الرائع / صابر الجنزوري، إلا أن نهر الروحانيات يظل متصلًا بين حروفهما النورانية، إذ يقول الرومي في إحدى قصائده :
إن سرى فيَّ أنينٌ قد ظهر
غير أنَّ الأذنَ كلت والبصر.
فيجيبه قاصنًا الكبير ضمن إحدى أقاصيصه متسائلًا :
أنا من أنا ؟
مبتدأٌ أكونُ
أم كنت في البدء الخبر .
يتقدم القاص بخطى ثابتة واثقة، وصادقةٍ أيضًا، موغلًا في عالم التصوف والمتصوفة، وإثر كل خطوةٍ يخطوها، أو بالأحرى أقصوصةً يقصها يطرح سؤالًا، ويبحث عن إجابة، فنجده أحيانًا يدنو بتؤدة من مسائل فلسفية تتعلق بماهية الوجود، كما في أقاصيصه على سبيل المثال لا الحصر( المصباح / طيف / البهلوان والبحر/ حيرة فرويد / تسالي) ، إذ يطرح العديد من الأسئلة الفلسفية وإجاباتها من منظوره الفلسفي كما في أقصوصته ” البهلوان والبحر..
– وما الروح ؟
– خفاء لا هواء ونور ولا نار وصفاء ولا ماء .
– والإنسان الأعلى ؟
– انت ياولدى الإنسان الأدنى .
هيا انهض واذهب بعيدا عن هنا حتى لا يؤذيك البحر ، ولا تسل عن شيء أخر .
وفي أحايين أخرى يتناص ببراعة مع الموروث الديني والإجتماعي كما في أقاصيصه [ المصباح / الراقصة / المجذوب / سلطان العاشقين / أنين الناي ]، كمان نراه واضحًا في أقصوصته ” الراقصة “..
تدللت الراقصة، وتغنجت ومالت على صدر الملك وقالت : رأس الرجل النورانى يامولاى أبتغي !
اغتم الملك وحزن قليلا، ثم أشار للسياف أن يأتى لها برأس النورانى على طبق ذهبى .
ولا ينسى القاص أن ما مضى قد مضى، وأنَّ أقدامه موضعها الآني في زمنٍ مختلف وبيئةٍ مغايرة، بما فيها من مشاكل آنية، قيتمهل في خطوه راصدًا ومحللًا، وموجهًا وإن خفيةً إلى حلولٍ يراها ناجزة، فيضئُ قبسًا من نور مصابيحه، عل أحدًا يهتدي .
ولا يلبث القاص أن يواصل رحلته عبر الأزمنة، فيتجاوز حاضره إلى غيبيات مستقبلٍ بعيد، إذ نتلمس ذلك في أقصوصته ” القادم من السماء، إذ يقول فيها..
كان الرجل الذي بالسماء جالسًا أمامها، تعطلت لغة الكلام، فأشارت إليه ” .
وإن كان قلب القاص الكبير منشغلًا بالعشق الصوفي والفلسفي، فلا يزال به فسحةً تهفو بمشاعرها الفياضة نحو الجنس الآخر، كما نلمح ذلك في أقاصيصه [ خلود / وجه آخر للعشق ]، حين يتناهى إلى مسامعنا همسه الحنون في أقصوصته الجميلة ” وجه آخر للعشق ” …
كنا معًا..في حديقة عشقٍ واحدة.. فإذا بسورٍ قد أحال بينه وبينها .
لا يجد أي قارئ لهذه المجموعة القصصية الرائعة عناءً، في الوقوف على ما يميز الأسلوب السردي للقاص الكبير / صابر الجنزوري، ألا وهو ميله الشديد إلى المشهدية الكاملة بكل تفاصيلها، وتفاصيل تفاصيلها، كأني به فنانًا تشكيليًا يعي جيدًا أين يضع فرشته، واللون المناسب لها في كل موضع .

اترك رد