مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

خيوط نغزلها أم حروف ننطقها ؟!

18

بقلم – وفاء أنور:

ثمانية وعشرون حرفًا قد يحملونك ، ويحلقون بك وسط أسراب النجوم ، أو يسقطونك ؛ لتهوى إلى أخر الارضين .

ثمانية وعشرون حرفًا فى أبجديتنا العربية .

إن أحسنت استخدامها استطعت أن تكون مكللًا بالنور بين ملائكة السماء ، وإن أسأت استخدامها وجدت نفسك عن عمدٍ بين شياطين الإنس تسكن كهوفهم . تعالوا ننطق بلغةٍ أرقى .

تعالوا لننفذ إلى قاع بحر من نور تتلالأ فيه كلماتنا فنصنع منها قلادات نزين بها صدور من أحببنا .

استوقفتنى تلك الحروف الثمانى والعشرون .

حين حدثت الكثيرين وحدثونى .

حين وجدت أن هناك من يحسن استخدامها ، فأراه بارعًا فى قدرته على إسعادى ، وبعث روح الأمل فى نفسى من جديد .

نفسى التى كانت تهيم فى ظلامها وتتخبط بلا هدف وهى تتحسس جدرانًا من الوهم ، وتحسب أنها ستجد ضالتها فى الاحتماء بها ؛ وعندما أوشكت على الاستسلام ؛  إذا بى أجد يدًا ممتدة تمسك بيدىَّ وتقول اعبرى ، ولاتخشى شيئًا . تمتد تلك اليد الحانية لتنقذنى ، وتمسك بالأخرى مصباحًا يضيئُ لى ظلام نفسى .

كلمات مجرد كلمات قد تصنع منا قصة نجاح نسطرها بحروف نورانية أو تسحق كل جميل فينا .

كلمات خلقت لتزرع صحراء الألم بأزاهير الأمل كلمات تجعلنا نعلو ونرقى أصحاب تلك الكلمات الرائعة هم رائعون اغتسلوا فى طهرِ وتعطروا بكل عطورالدنيا منحونا الخير بكلمات .

صدقونا الوعد بكلمات .

أثنوا علينا وعلى مافينا من جمالٍ وتميز بكلمات .

صنعوا ضحكتنا فألقت علينا بظلال الفرح بكلمات .

امتزجوا فينا ، فتوحدوا معنا بكلمات .

تعالوا نغزل ثياب الفرح بكلماتنا ، ونهديها لبعضنا البعض .

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

تعالوا نرفع أناسًا يستحقون كل الخير بكلماتنا .

تعالوا نحلم بكئوسٍ مزجنا مياهها بعطرٍ لنهديها للعطشى فى زمن جفت فيه المشاعر ، وقست فيه القلوب .

سنحيل جحيمنا نعيمًا بكلمات .

ستتحول بيوتنا لقصورٍ تتسع الجميع بكلمات .

لاتستهينوا بها فثوب الفرح ماصار ثوبًا إلا من تلك الخيوط العديدة وعبارات الفرح لم تكن لتوجد ، وتسعدنا إلا من تلك الحروف وتلك الكلمات .

وسأبقى هكذا إن شئت أم أبيت أن رضيت نفسى أو تمردت سأبقى للأمل باعثةٍ رغم غموض المشهد رغم قتامة اللون سأنثر النور فى خلفية لوحاتى ، وأمسك بفرشاةٍ صنعت من شعاعات الشمس لتدخل على قلبٍ عرفته ، وسكنته يومًا كل الفرح والسرور .

دعونا نغزل من أبجديتنا رداء يحمينا من بردٍ ، أو حرٍ .

يحمينا من خريفٍ يسقط علينا تجاربنا السابقة ؛ ليخبرنا أن الربيع لن يأتى ثانيةً . اصنعوه من الآن ، فالربيع قادم أستنشق عبيره ، وأرى ألوان زهوره الفاتنة وأستمع إلى ضحكات الجميع حين صاروا كالأطفال يتراقصون ، ويلعبون فى حديقةٍ .

سنعود كما كنا نختزل مشاهد الألم التى مررنا بها .

نمحوها ونبدلها ، ونحيا فى جنةٍ من وحى كلماتنا التى قد تعيد إلى قلوبنا الحياة حين تشتد أزماتنا ، وتغرب شمس الأمل عن سمائنا .

حين نتخبط فى غيومٍ ملأت سماء نفوسنا .

الحياة ماعادات تتحمل اكثر من أن نجعلها خزينة لانكسارتنا ، وأوجاعنا .

كفانا هدمًا وتحطيمًا .

كفانا ظلمًا لأنفسنا ولغيرنا .

مدوا أيديكم واختاروا كلماتكم .

كونوا عونًا لبعضكم البعض .

انتظرونى لاتنسوا أن تجعلونى رفيقة لكم فى رحلتكم .

اترك رد