الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى يتعاون مع محمية روسية لإطلاق حبارى آسيوية مهاجرة بجمهورية توفا المجاورة لمنغوليا
تعاون الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى مع محمية طبيعية روسية لإطلاق مجموعة تجريبية من طيور الحبارى الآسيوية في أقصى الحدود الشمالية لنطاق الانتشار العالمي لهذا النوع في محمية المحيط الحيوي لحوض بحيرة يوفيس في جمهورية توفا الشعبية التابعة لروسيا الاتحادية والذي يمتد عبر الحدود الدولية لجمهورية منغوليا المجاورة.
ضمت هذه المجموعة التجريبية 48 حبارى يافعة تم إنتاجها وتربيتها في مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في كازاخستان، وهو مركز تابع للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى. وتنتمي هذه الطيور إلى السلالة الوراثية لحبارى شرق كازاخستان التي تهاجر لمسافات طويلة. وقد أظهرت الدراسات الجينية أنها الأقرب وراثياً إلى المجموعة التي كانت موجودة في حوض بحيرة يوفيس.
الصندوق يشيد بدعم سفارة الإمارات وتعاون العلماء والجهات الروسية المختصة:
أشاد الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بالتعاون الوثيق لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في روسيا والتي لعبت دوراً كبيراً في تذليل العقبات اللوجستية، وتنسيق الاتصالات، وضمان تلبية جميع المتطلبات اللازمة للمساعدة في إطلاق هذه الطيور. كما أشاد الصندوق بتعاون ودعم الجهات الاتحادية والوطنية المختصة في روسيا وكذلك العلماء الروس وإدارة محمية المحيط الحيوي لحوض بحيرة يوفيس في جمهورية توفا الشعبية.
وكان قد تم إيواء هذه الطيور قبل إطلاقها في المحمية في مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى – كازاخستان حيث تم وضعها في أقفاص واسعة مع الحد الأدنى من التفاعل البشري وبنظام غذائي يتكون من الأغذية الحية وكمية محدودة من الماء للمساعدة على تأقلمها مع الحياة في الطبيعة، كما تم تحديد أنسب المواقع للإطلاق بناء على نتائج الدراسات الميدانية وأعمال المسح التي تم القيام بها بين عامي 2019 و2022 في المنطقة الشمالية من حوض بحيرة يوفيس.
وقد تم وضع أجهزة تتبع (GSM) بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) على 30 طائراً من العدد الكلي للطيور التي تم إطلاقها وهو 48 حبارى آسيوية يافعة ، وذلك بهدف مراقبتها عن بعد وجمع البيانات اللازمة لحساب معدلات بقائها على قيد الحياة، وأنماط انتشارها، واحتمالات تعشيشها، وهجرتها في الخريف.
وسيتم تبادل البيانات التي يتم جمعها مع مسؤولي “معهد أبحاث عموم روسيا لحماية البيئة” ومحمية المحيط الحيوي لحوض بحيرة يوفيس لإجراء المزيد من الأبحاث التي سوف تساعدهم على التخطيط لمشاريع الإطلاق المستقبلية وفهم استراتيجيات الإدارة المستدامة وما يلزم توفيره لإعادة توطين الحبارى الآسيوية بنجاح في المنطقة.
وتقع جمهورية توفا الشعبية بين منطقة سيبيريا الروسية من الجنوب ومنغوليا من الشمال، وعاصمتها كيزيل. وتضم محمية المحيط الحيوي لحوض بحيرة يوفيس المجاورة لحدود منغوليا مع جمهورية توفا الجزء الشمالي الأقصى من النطاق العالمي لطيور الحبارى الآسيوية، وهي من الأنواع المصنفة على أنها مهددة بالانقراض في روسيا. ولم يتم رصد أي طائر حبارى آسيوي في كل المسوحات الميدانية التي تم إجراؤها هناك منذ عام 2019، مما يشير إلى احتمالية انقراض هذا النوع من الحياة البرية في هذه المنطقة، مع العلم أن اخر حبارى تم رصدها في المنطقة كانت عام 2005.
ويؤكد إطلاق هذه المجموعة من طيور الحبارى الآسيوية على أهمية شراكة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى مع محمية المحيط الحيوي لحوض بحيرة يوفيس، حيث يتعاون خبراء الصندوق مع نظرائهم الروس في الدراسات والأبحاث الميدانية ووضع الاستراتيجيات وتنفيذ المشاريع والبرامج لاستعادة الحبارى والمحافظة عليها للمستقبل. ويعتبر حوض بحيرة يوفيس موطناً لمجموعة واسعة من النظم البيئية الملائمة لتعشيش الحبارى الآسيوية والحبارى الكبير، وهو نوع آخر مهدد بالانقراض ولا يزال موجوداً في المنطقة بأعداد محدودة. وتركز المحمية بشكل كبير على إكثار وحماية واستعادة هذين النوعين بالتعاون مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى. الجدير بالذكر أن هذه المحمية الروسية ترتبط باتفاقيات مع المحميات الطبيعية التي تشكل امتداداً لها في منغوليا بهدف حماية الخصائص الطبيعية للأراضي والتنوع البيولوجي لحوض بحيرة يوفيس.
التعليقات مغلقة.