بقلم : محمد عاشور
تداول نشطاء في وسائل التواصل خبر منع إحدى كليات جامعة الأزهر الطلاب من دخول الامتحان حال مخالفتهم لتعليمات رئيس الجامعة بشأن القزع (حلق بعض الرأس وترك بعضه) أو ارتداء البنطلون (المقطع) أو السلاسل والأساور، وكم سعدنا بهذا القرار، بل نريده خطوة يتبعها خطوات؛ وننتظر المزيد، فالذي دفع رئيس جامعة الأزهر إلى إصدار هذا القرار هو التعاليم الشرعية، والثقافة التي تربينا عليها؛ حيث دخلت ثقافات أخرى غريبة على مجتمعنا أفسدت علينا شبابنا وفتياتنا.
وحيث إن التجربة موجودة بالفعل في كل مدارس الثانوي؛ فإني أدعو رئيس جامعة الأزهر أولاً ثم باقي رؤساء الجامعات إلى تطبيق نظام الزي الموحد للطالبات بحيث يتناسب مع المرحلة العمرية، والأناقة والذوق، ويتم اختياره بمعايير دقيقة. ويمكن تجربة هذه المنظومة أولًا في إحدى الكليات، ثم تعمم الفكرة تدريجيًا بعد تفادي المعوقات ومنع السلبيات. وإن الدافع لقرار القزع والبنطلون المقطع والأساور هو نفس الدافع لمثل هذا القرار الجريء، بل الحاجة إليه أشد، حيث لا يخفى على أحد مانراه من بعض الملابس التي لا تليق بالمكان التعليمي التربوي، وإن أهمية الزي الموحد للفتيات في الجامعة يكمن في الآتي:
أولًا: الزي الموحد يوفر الكثير من الوقت والجهد في اختيار الملابس المناسبة لكل يوم وكل نشاط.
ثانيًا: ويوفر الكثير من الأموال؛ حيث أسعارالملابس المرتفعة، مع هذه الثقافات الدخيلة علينا ترهق أولياء الأمور، الأغنياء قبل الفقراء، وتحتاج الطالبة إلى تجهيز أكثر من زي للأسبوع الواحد، ثم سرعان ما تريد تغييره لمضاهاة زميلاتها اللاتي قد يختلفن معها في الثقافة والظروف الاجتماعية.
ثالثُا: يعوّد الطالبات على الالتزام ويؤكد على روح المساواة بين جميع الطالبات بدلًا من هذا السباق الغريب في متابعة أحدث صيحات الموضة.
رابعًا: يحفظ هيبة الحرم الجامعي من كثير من المخالفات الأخلاقية.
خامسًا: الكل يقتنع به لأنه زي موحّد للجميع، ولا مجال لمخالفته.
سادسًا: بعضها قد يورث أكثر من مرة داخل الأسرة الواحدة الفقيرة للتوفير.
سابعًا: الملابس تظل لفترات طويلة؛ حيث إنها مخصصة لهدف واحد فقط، ولا تستخدم خارج الجامعة.
ثامنًا: ضمان الأناقة والشياكة (المنضبطة) للجميع بدلًا من تفاوت درجاتهم في هذا الأمر، حيث فسد الذوق العام لدى كثير من الشباب والفتيات.
وقد شجعني على طرح هذا الاقتراح، ما قام به محافظ الوادي الجديد بفرض زيٍ موحد للمدرسين في محافظته، وكذا ما تم اقتراحه من أحد نواب البرلمان حول البناطيل المقطعة، وأدعو إلى استصدار قانون من مجلس النواب بهذا الشأن كما قال هذا د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق، وكان للكنيسة دور أيضًا؛ حيث منع الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، دخول الفتيات اللاتي يرتدين الملابس القصيرة والبنطلون المقطع إلى الكنيسة، وفي جميع المناسبات والأعياد، مؤكدًا أن ذلك يأتي تطبيقًا لتعاليم الكتاب المقدس، تجاه الجنسين الشباب والبنات.
وإذا بدأت جامعة الأزهر في هذا الأمر ستكون قدوة لغيرها كما حدث في مسألة البنطلون المقطع؛ لذا فإني أرجو أن يُعمّم لكل فئة زي معين ومحدد يناسب طبيعة هذه الفئة، فالوقت والمال أغلى من ضياعهما في غير فائدة، قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الأعراف:31].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن الله كره لكم ثلاثا : قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال) [متفق عليه].