مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

تركيا ومليشيات الخراب

11

بقلم دكتور –  هشام فخر الدين :

مما لا شك فيه أن الأطماع التركية أضحت واضحة للعيان، مما يدعو إلى وصم كل من يدافع عن النظام التركى بالإرهابى المتطرف مع وجوب محاكمته، وأن ضلوع تركيا فى صناعة ودعم الإرهاب بتمويل قطرى أصبح أمراً لا يقبل الجدل، وخاصة بعد الهجوم على الأراضى السورية وإرسال مليشيات مسلحة من تنظيم داعش بدعم لوجستى متكامل، وتحت حماية تركية إلى ليبيا لدعم السراج الإرهابى المتطرف والعميل للنظام التركى والقطرى.

بالاضافة إلى أن تركيا تحاول بطرق عدة استعادة  جزء من إمبراطوريتها العثمانية القديمة، من خلال تدخلاتها فى العديد من دول الشرق الأوسط، ودعم عدد من الكيانات والتنظيمات المتطرفة فى المنطقة.

وبدا ذلك واضحاً برؤية دقيقة منذ أن بادرت أنقرة بدعم الانتفاضات العربية فى 2011، والتى أطلق عليها ثورات الربيع العربى وإن صح القول الخراب والدمار العربى، والذى تم التخطيط له فى آن واحد بنفس السيناريو والإخراج لتدمير الدول العربية كافة وفى مقدمتها مصر، والتى مكنتها من التسلل إلى دول عدة عبر دعم جماعات متطرفة وميليشيات مسلحة مرتزقة متاجرة بالدين عبر اقحام الدين لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية والوصول إلى رئاسة الدولة وقيادتها وتدمير وقتل الأبرياء ونهب الثروات ونشر الفكر المتطرف وإرهاب وترويع الآمنين.

قد يهمك ايضاً:

تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن

انور ابو الخير يكتب: لا شيء يستحق الحداد

ومن ثم جاءت مساندتها للوصول إلى الحكم كما هو الحال مع جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، بخلاف مليشيات سوريا المتطرفة تحت شعار كونهم معارضة حتى تخفى حقيقتهم الارهابية المتطرفة.

وبحسب التقارير الدولية كانت أنقرة تسعى إلى استغلال التوترات في منطقة الشرق الاوسط لاستعادة نفوذها فى أجزاء من الإمبراطورية العثمانية القديمة، ذات التاريخ الدموى منذ بدايتها، إلا أنها فشلت فى مخططها، خاصة  حينما دعم النظام الروسى النظام السوري وتم الاطاحة بنظام الإخوان الارهابى في مصر بعد ثورة 30 يونيو الشعبية.

ومن هنا كانت المؤامرة التركية فى ليبيا، حيث إنها كانت الخطوة الأكثر إثارة للدهشة من أردوغان، حيث انخرط فى تلك الأزمة عن طريق إرسال مستشارين عسكريين ومرتزقة مسلحة مدعومين من تركيا لدعم جبهة السراج فى طرابلس فى مواجهة الجيش الوطنى الليبيى بقيادة حفتر المدعوم من الشعب الليبيى، ويهدد تدفق المرتزقة المسلحة وغيرهم بإطالة أمد الحرب في ليبيا وإعاقة الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار على المدى الطويل .

كما ظهرت رغبة تركيا في الحصول على مقعد على المائدة العليا في محادثات حول مستقبل ليبيا، تلك الدولة التي مزقتها الحرب، لكنه أثار انتقادات شديدة من واشنطن والعواصم الأوروبية والقوى الخليجية في المنطقة، لذا أضحت تركيا عدواً من نوع ما وقوة مزعزعة للاستقرار.

Dr-hesham Fkhreldeen

اترك رد