مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

وتتواصل فعاليات “الأيام”..إشراقات مسرحية نحو فضاء متجدد

2

كتبت – منى أبو بكر:

تواصلت فعاليات “أيام الشارقة المسرحية” في دورتها ال29 وتواصلت معها الملتقيات الفكرية والعروض المسرحية تتبعها الندوات التطبيقة بالإضافة إللى السهرة اليومية في مقر إقامة الضيوف.

مجاريح

وفي استعراض للعروض المسرحية التي تم عرضها ضمن “الأيام” مسرحية “مجاريح” المغامرة المسرحية التي قدمتها فرقة الشارقة الوطنية، وهو عرض قديم جديد، تصدى لكتابته منذ فترة من الزمن الكاتب إسماعيل عبد الله، وأعاد قراءته عرضاً محمد العامري، لتواجه أول ما تواجهه في التلقي، الخلفية الكامنة وراء هذين الاسمين، فيتعاظم لدينا أفق التوقعات عبر هذه الخلفية أولاً، ثم لمعرفتنا المسبقة بهذا النص وتفاصيله ثانياً، أما ثالثاً فلكوننا تلقينا العرض برؤى إخراجية سابقة عبر مخرجين آخرين، قدموا من خلال هذا النص رؤاهم.

ظاهرة إعادة إنتاج نصوص سابقة، ظاهرة بارزة في المسرح الإماراتي خاصة، وتناول العامري ظاهرة العبودية المقيتة، بأشكالها المختلفة في المجتمعات الإنسانية.

بنات النوخذة

قد يهمك ايضاً:

“التغيرات المناخية ودور الذكاء الاصطناعي”.. لقاء…

“وجاء عرض “بنات النوخذة” يبشر بميلاد مخرجة مسرحية واعدة بعد تجربتها في إخراج مسرحية “آخر ليلة باردة” للكاتبة باسمة يونس في مهرجان مسرح الشباب 2018، تعود إلهام محمد في تجربة إخراجية جديدة، لنص آخر لباسمة يونس أيضا، هو مسرحية “بنات النوخذة”، من إنتاج فرقة مسرح خورفكان، وهذه المرة في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، لتؤكد أن طموحاتها الإخراجية ليست عابرة، وأن التزامها بقضية المرأة ثابت، وسعيها إلى تحقيق النجاح كمخرجة أكيد، بعد أن حققت نجاحاً كبيراً كنجمة من نجوم التمثيل في الإمارات، ولا شك أن هذا التعاون الثلاثي بين ممثلة كبيرة كإلهام، ترفدها تجربتها الطويلة بأفكار غنية مفيدة لأي مخرج، وكاتبة راسخة مثل باسمة يونس، متعددة الإبداعات والملتزمة بهدوء بقضية المرأة، ومسرح عريق مثل مسرح خورفكان، الذي يمتلك تقاليد مسرحية مؤسسة ومتواصلة لما يزيد عن أربعة عقود، رفد خلالها الساحة المسرحية بفنانين ممثلين ومخرجين وكتاب مرموقين على الساحة الإماراتية؛ لا شك أن هذا التعاون إذا استمر واتصل ستكون له نتائج كبيرة على مستوى الإبداع المسرحي، وعلى مستوى حضور المرأة في جميع مجالات العمل الفني.

مغامرة المملوك جابر

وجسدت مسرحية “مغامرة المملوك جابر” الكثافة والاختزال دراماتورج وإخراج أحمد عبد الله راشد، لنص الكاتب السوري الراحل سعد الله ونوس “مغامرة رأس المملوك جابر”، العرض الفائز بجائزة أفضل عمل مسرحي بمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة 2018، بخشبة مسرح فارغة من الديكور ما عدا كرسي في بؤرة ضوئية يبدأ العرض، ومن خلال صراع مرئي على الكرسي، بين شخصين يرتدي كل منهما قناعاً مُحايداً، تتأكد فكرة السلطة والصراع عليها عبر دلالة الصراع على الكرسي، يكثف العرض بشكل واضح نص سعد الله ونوس، فلا وجود للحبكة “الإطار” التي يتجلى فيها دور الحكواتي في المقهى، ويكتفي العرض بالحبكة “الجوهر”، حيث كتابة الرسالة على رأس المملوك جابر، ومن ثم التخلص منه بالقتل بعد إنهاء قراءة الرسالة.

أحمد بنت سليمان

وحاز عرض مسرحية “أحمد بنت سليمان” للمخرج أحمد الأنصاري على إعجاب كبير مسرحيا وفكرته الأساسية تدور حول الحاجة النفسية والتي ارتكزت عليها المسرحية وهو القحط التي جسدته سينوغرافيا العرض بحساسية رمزية عالية، من خلال شجرة جرداء وموحشة، توسطت الجانب الأكثر بروزاً في الديكور، كي تهيمن على مناخات العرض السوداوية في مجملها، وتلقي بظلالها المشروخة وانعكاساتها الجارحة على أرض الحكاية المصبوغة بالدم، والمأهولة بالألم.

ففي مشهدية الظلال الشائكة هذه، تنبت المأساة على مهل، رقيقة مثل شفرة الموس، وصامتة مثل صرخة مكتومة، صرخة لا تهتدي لفم، ولا تستقبلها أذن، سارحة في تيهها، ومنكسرة في أوج احتدامها، وفي مبتدأ بوحها، يحاصرها الكبت والاستبداد والشجن، وتحوم فوقها غيوم الشؤم الداكنة، شمسها منطفئة، وآبارها عطشى، لأنها تحاكي الأنوثة المحطمة، وهي لم تكتشف ذاتها، بعد، ولم تتنفس هواء العشق بعد، مسكونة بالخرائب، ووعد الخلاص بالنسبة إليها يبدو مستحيلاً. وهو من تأليف ناجي الحاي، ومن إنتاج فرقة جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، ويعالج النص الواقعية الممتزجة بسحريتها في رواية “طفل الرمال”، للكاتب الفرانكفوني الطاهر بن جلون، كي يعيد ناجي الحاي الاشتغال عليها من منظور شعبي، تؤثثه اللهجة المحلية الإماراتية، بقدر كبير من الشعرية المتجلية.

اترك رد