مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

بناء الإنسان إستراتيجية عُمانية خلال مسيرة 49 عاماً من البناء والنماء

4

كتب – سمير عبد الشكور:

ارتكزت استراتيجية سلطنة عُمان في البناء والنماء خلال مسيرة 49 عاماً على بناء الانسان باعتباره هدف التنمية وغايتها الأساسية، وتأسس ذلك على آليات تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية التي احتلت مواقعها في كافة المناصب في الحكومة والقطاع الخاص.

تكتسب هذه الاستراتيجية أهمية كبيرة في الوقت الذي تستعد فيه سلطنة عُمان للاحتفال بيوم النهضة في الثالث والعشرين من يوليو الحالي والاحتفاء بالعيد الوطني التاسع والأربعين في الـ18 نوفمبر المقبل والذي يتوج مسيرة نصف قرن من العطاء والبناء للمجتمع العُماني البشر قبل الحجر تحت قيادة سياسية حكيمة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان.

ولذلك فإن العناية بإعداد وتأهيل وتدريب الشباب، سواء في مراحل التعليم المختلفة، أو على الصعيد العملي في سوق العمل، تحظي دوما بالأولوية في برامج وخطط عمل ومهام مختلف المؤسسات العُمانية، خاصة تلك العاملة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك من منطلق أساسي هو أن العناية بالشباب بوجه عام، وبالباحثين منهم بوجه خاص، والعمل على دعمهم والأخذ بيدهم وتشجيعهم للقيام بمزيد من الجهد والعمل والابتكار، هو في الواقع استثمار يصب في صالح التنمية المستدامة ومتطلباتها في الحاضر والمستقبل.

قد يهمك ايضاً:

وتواصل الحكومة العُمانية تنفيذ استراتيجيتها في بناء الوطن، من خلال انتهاج سياسة التعمين في كثير من القطاعات الحكومية، وفي القطاع الخاص بهدف الإحلال لاسيما في المناصب الوسطى والقيادية، وحيث تركز سياسات القوى العاملة بالتعاون مع شركاء الإنتاج وغرفة التجارة والصناعة وغيرها من الجهات المختصة في سبيل أن تمضي برامج القطاع الخاص نحو تعزيز التعمين في الشركات بشكل أكبر في المرحلة المقبلة.

ولا شك أن التدريب والتأهيل العصري عامل محوري في نجاح سياسة الإحلال، لاسيما في الوظائف النوعية، بعد أن باتت التخصصية سمة من سمات الحياة الإنسانية، التي تتطلب الاستزادة المتواصلة من المعارف المتجددة بشكل يومي.

إن مفاهيم التدريب والتأهيل اليوم أصبحت لا ترتبط بفترة زمنية محددة يقضيها الموظف في دورة تدريبية، بل هي عملية مستمرة تدخل في صميم العمل اليومي وتعمل المؤسسات والشركات العُمانية على نشر هذا المفهوم بحيث يكون اكتساب المهارات عملاً حيوياً من خلال التفاعل والعصف الذهني والحوار داخل المؤسسات، ومن خلال الاستزادة المستمرة سواء من قبل الفرد نفسه أو ما تقدمه له مؤسسته من خبرات عبر زملائه الأكثر خبرة أو عبر ما تقيمه الجهة المعينة من دورات على رأس العمل، وهو المفهوم الأكثر حداثة في التدريب في عالم اليوم.

فضلاً عن أن التدريب عمل تشاركي ليس على مستوى الشركة وحدها، بل مجمل الشركات والقطاعات في ضرورة وأهمية التعاون والتكامل في سبيل تبادل الخبرات، فجوهر عملية التدريب يقوم على نقل الخبرات من فرد لآخر أو من جهة لأخرى.

ولا تنفك الحكومة العُمانية عن استمرار تنفيذ التدريب في المؤسسات الأكاديمية والتعليمية أثناء سنوات الدراسة، بحيث يمزج التعليم بين العملية التعليمية والتدريب في الوقت نفسه، لاكتساب المهارات الأكثر دقة وتفصيلاً داخل الشركة أو المؤسسة.

اترك رد