مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون
آخر الأخبار
حسام حسن: أنهينا دور المجموعات بنجاح.. والمنتخب المصري مستعد لأي تحدٍ في أمم أفريقيا الأرصاد تحذر: طقس شديد البرودة صباحًا وشبورة كثيفة وأمطار خفيفة على السواحل الشمالية انتشار الكلاب الضالة يثير الذعر في المدن والقرى ومطالب بتدخل عاجل من الزراعة والبيطريين منتخب المغرب يكتسح زامبيا بثلاثية نظيفة ويتأهل لدور ال16 بكأس أمم أفريقيا كدمة في الضلوع تُبعد مهند لاشين مؤقتًا.. وتجهيزه لدور الـ16 بأمم أفريقيا 2025 د. رشا الشريف تؤكد صعود ثقافة المهارات بدلًا من المناصب غير مفهوم الوظيفة وزارة النقل تطلق حملة "سلامتك تهمنا" لتوعية الركاب بالسلوكيات الآمنة في مترو الأنفاق وقطار LRT الداخلية تكشف مخالفة شركة أمن وحراسة بتزييف زي عناصر الأمن بكفر الشيخ سقوط أخطر تشكيل عصابي دولي للنصب على المواطنين في الجيزة وضبط مشغولات ذهبية مغشوشة بـ30 مليون جنيه الملتقى الفقهي : جريمة الزنا أخطارها تتجاوز الفرد إلى المجتمع والاستخدام الآمن للتكنولوجيا وسيلة للو...

الملتقى الفقهي : جريمة الزنا أخطارها تتجاوز الفرد إلى المجتمع والاستخدام الآمن للتكنولوجيا وسيلة للوقاية من الوقوع في المعاصي

وائل عكاز:

عقد الجامع الأزهر اليوم الاثنين، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) تحت عنوان: “جريمة الزنا.. رؤية فقهية” بحضور أ.د محمود صديق، نائب رئيس جامعة الازهر، وأ.د هشام الجنايني، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وأدار الملتقى الأستاذ سمير شهاب المذيع بالتلفزيون المصري.

 

 

في بداية الملتقى، قال فضيلة الدكتور: إن جريمة الزنا فاحشة كبيرة، وما حرمها الله سبحانه وتعالى إلا لأنها تؤدي إلى خلل في المجتمع، وعندما فزع النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حجر السيدة زينب بنت جحش، وقال: “ويل للعرب من شر قد اقترب’، قالت: ‘انهلك وفينا الصالحون؟’ فأجاب: “نعم، إذا كثر الخبث”، وقد فسر المفسرون الخبث بأنه جريمة الزنا، وعندما وصف الله سبحانه وتعالى عباد الرحمن في قوله: “والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر، والذين لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا يزنون”، كان ذلك دليلاً على تحذير الله سبحانه وتعالى من هذا الخطر العظيم، مضيفًا أن الحق سبحانه وتعالى حذر من مقدمات هذه الجريمة الكبرى، لأن هذه المقدمات هي بداية الجريمة نفسها، كما يجب علينا تحذير المجتمع من انتشار هذه الجريمة التي أثبت الطب أن هناك أمراضاً خطيرة تنتج عن عنها، وهذه الأمراض كانت إلى وقت قريب غير قابلة للعلاج.

 

وأوضح فضيلته أنه يجب على الأسرة أن تتحمل مسؤوليتها في مراقبة أبنائها، حيث لا بد للأم أن تكون حريصة على متابعة أبنائها بشكل مستمر، وأن تجلس معهم لتوجيههم وإرشادهم، مؤكدًا على ضرورة أن تبين الأسرة لأبنائها خطورة هذه الجرائم وتأثيرها السلبي على الفرد والمجتمع، ومن الواجب علينا توعية أفراد المجتمع بأهمية هذه القضية، تماماً كما ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الوعي بمثل هذه الأخطار، مع ضرورة توعية شبابنا بكيفية الاستفادة المفيدة من التكنولوجيا، وتوجيههم نحو استخدامها بشكل إيجابي يعود عليهم بالنفع، بعيدًا عن أي محتوى ضار أو سلوكيات سلبية قد تؤدي إلى أضرار جسيمة في حياتهم ومستقبلهم.

 

قد يهمك ايضاً:

من جانبه، قال فضيلة الدكتور هشام الجنايني: “إن جريمة الزنا خطرها عظيم، والإسلام يحث على العفة، لذلك، قال الحق تعالى: “قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ”، وقوله تعالى: “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا”، ولأن الزنا يعد من أكبر الكبائر، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن عواقبه الوخيمة، ودعا المسلم إلى الابتعاد عن مقدماته. قال تعالى: “قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ” لذا يجب على الإنسان أن يتجنب أي تصرف يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في هذا الفعل المحرم، ومن المهم ألا يستصغر الشخص الأمر، لأن النظرة قد تكون بداية للزنا، ولذلك، يجب تحذير الشباب من استخدام الوسائل الإلكترونية في ما يمكن أن يؤدي إلى هذا الفعل، لأن ذلك يعد جريمة عظيمة، مبينًا أن من امتنع عن الزنا وعف نفسه من الوقوع فيه، فإن له ثوابًا عظيمًا، وأعظم هذا الثواب أنه يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله.

 

فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله”، علاوة على ذلك، فإن من يعف نفسه ويبتعد عن المحرمات، يفرج الله عنه الهموم والضغوطات، ويمنحه راحة نفسية وطمأنينة قلبية.

 

وأوضح فضيلته أنه لابد من الحوار المستمر مع الشباب لتوجيههم نحو الصواب، حتى لا يتركوا الفراغ يسيطر على حياتهم، فالحوار البناء هو الوسيلة الأفضل لتوجيههم نحو القيم الصحيحة، والابتعاد عن السلوكيات الضارة، وخير مثال على ذلك هو حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي طلب منه أن يرخص له في الزنا، فقد استغل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفرصة ليتحدث مع الشاب، ويبين له خطورة هذا الفعل، ولما فهم الشاب أبعاد الحديث، تحول حبه للفاحش إلى إيمان وورع، هذه الحادثة تعتبر درسًا مهمًا لنا في كيفية التعامل مع القضايا التي تشغل الشباب، وتعلمنا أن الحوار الصادق والمبني على التفهم والرحمة يمكن أن يكون له تأثير كبير في تغيير الأفكار والسلوكيات، وكيف أن لغة الفهم والاحترام، تساعدهم في اتخاذ القرارات الصائبة في حياتهم.

 

يذكر أن الملتقى “الفقهي يعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.