مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

“مساجد لها تاريخ” …مسجد سيدي أبو الحجاج الأقصري أحد مقاصد السياحه الدينيه بالأقصر بصعيد مصر

كتب – محمد الجندي:

مسجد سيدي ابو الحجاج الاقصري يقع في قلب مدينة الأقصر، وعلى أنقاض معبد فرعوني وكنيسة قبطية، يتربع مسجد سيدي أبو الحجاج الأقصري، كأحد أقدم وأهم المعالم الدينية والتاريخية في صعيد مصر، جامعًا بين الثقافة الإسلامية والفرعونية والمسيحية في مشهد معماري وروحاني فريد.

وقد شُيد مسجد سيدي ابو الحجاج الاقصري عام ١٢٨٦م (٦٥٨هـ) خلال العصر الأيوبي، فوق بقايا معبد الأقصر وكنيسة قبطية قديمة، ليصبح شاهدًا حيًا على تعدد الأديان والحضارات في المدينة

يرتبط المسجد بالولي الصوفي الكبير أبي الحجاج الأقصري، الذي تُوفِّي بالأقصر عام ١٢٤٤م، ويضم المسجد ضريحه، ليُصبح مزارًا روحيًا يقصده الآلاف سنويًا.

قد يهمك ايضاً:

المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية…

الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: يؤكد أن الطلاق ليس هو الحل…

يُعرف المسجد بـ”المسجد المعلّق”، لوقوعه على ارتفاع يزيد عن ١٠ أمتار داخل معبد الأقصر، ويتميز بتصميم مربع تغطيه قباب، ومئذنة تقليدية تشبه طراز الصعيد القديم. تعكس عمارته تأثيرات فاطمية وأيوبية، ويحيط به مشهد بصري مذهل من الآثار الفرعونية، في توليفة لا مثيل لها عالميًا.

يتحوّل المسجد إلى مركز صوفي نابض بالحياة، خصوصًا خلال مولد أبي الحجاج الأقصري في شهر شعبان، حيث يجتمع الزوّار من كل أرجاء مصر والعالم. إلى جانب كونه مكانًا للعبادة، يُعد المسجد رمزًا حيًا لـ التسامح والتعايش الديني بين مختلف العصور.

وبفضل موقعه الفريد وسط آثار الأقصر، يجتذب المسجد ملايين الزوّار سنويًا، ويُسهم في ترسيخ مكانة المدينة كوجهة سياحية وثقافية عالمية. إنه ليس مجرد معلم ديني، بل قطعة نادرة من فسيفساء التاريخ الإنساني.

فإذا أردت أن تُصلي في مكانٍ تُصافح فيه روحك حضارات ثلاثة، فاجعل قبلة زيارتك مسجد سيدي أبو الحجاج الأقصري… حيث يسكن الزمن في طمأنينة الأذان.