مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

نجمة تتوهج عشقا

بقلم -حسين الغزي:

أنتِ نجمةٌ في فضاءٍ لا يُطالُ،
وأنا مسافرٌ عبر مداكِ
كلّما مددتُ يدي نحوكِ،
انسكبَ الضوءُ في كفّي كالماءِ،
فأدركتُ أن النجومَ لا تُمسكُ،
بل تُعانقُ الروحَ من بعيد.

أنتِ رحيقُ زهرٍ يتهافتُ عليهِ الفراشُ،
لكنّي لستُ فراشةً عابرة،
أنا سؤالٌ أبديٌّ يبحثُ عن جوابٍ،
وأنتِ الجوابُ الذي يتخفّى في العطرِ.

أنتِ نورُ قمرٍ يذوبُ في ليلِ الساهرين،
وأنا عاشقٌ يكتبُ على صفحةِ الليلِ،
أن الحبَّ فلسفةُ الضوء،
وأن العاشقَ لا يكتملُ إلا حينَ يحترقُ.

أنتِ إشراقةُ صبحٍ في ربيعٍ عانقَ الندى،
وأنا غريبٌ يفتّشُ عن وطنٍ في قطراتِ الماء،
كلّما تنفّستِ،
أزهرتْ الأرضُ من حولي،
كأنكِ سرُّ الخلقِ،
وكأنني شاهدٌ على المعجزة.

قد يهمك ايضاً:

أحببت الشعر

أنتِ حضورٌ يربكُ المعنى،
غيابٌ يفتحُ أبوابَ الفلسفة،
أنتِ سؤالٌ يجرحُ العقلَ،
وجوابٌ يداوي القلبَ.

أنتِ امرأةٌ، لكنكِ أكثرُ من امرأة،
أنتِ فكرةٌ، لكنكِ أعمقُ من فكرة،
أنتِ كينونةٌ تتجاوزُ اللغة،
وأنا شاعرٌ ينهارُ أمامَ صمتِكِ.

كلّما اقتربتُ منكِ،
أدركتُ أنني أبتعدُ عن نفسي،
كلّما ابتعدتِ،
أدركتُ أنني أقتربُ من الحقيقة.

أنتِ فلسفةُ العشقِ حينَ يتجلّى،
وأنا تلميذٌ في مدرسةِ الغياب،
أكتبُ على جدارِ الروحِ:
أن الحبَّ ليسَ امتلاكًا،
بل انصهارٌ في وهجِ الآخر.

أنتِ بدايةُ السؤالِ،
ونهايةُ الطريق،
أنتِ الحلمُ الذي يوقظُني،
والواقعُ الذي يُخدّرني،
أنتِ كلُّ ما لا يُفسَّر،
وأنا كلُّ ما ينهارُ أمامَ التفسير.

فامنحيني لحظةً من وهجِكِ،
دعيني أذوبُ فيكِ كقطرةِ ندى،
فالحياةُ قصيرةٌ،
لكنّكِ أطولُ من الزمن،
وأعمقُ من البحر،
وأبهى من الفجرِ
حينَ يولدُ من رحمِ الليل.