مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

علماء: موجات الحر ستستمر بالاشتداد لقرون حتى بعد بلوغ صافي الانبعاثات الصفري

 

قد يهمك ايضاً:

الطيران يستخدم الذكاء الاصطناعي لتجنب أخطار المطبات الهوائية

سنغافورة تلزم آبل وجوجل بمنع انتحال هويات الجهات الحكومية…

يحذر العلماء من أن موجات الحرارة ستصبح أشد وأكثر طولا وتكرارا على مدار قرون حتى بعد الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري؛ وتشير النماذج المناخية الجديدة إلى أن أي تأخير في الحلول الجادة ولو لبضع سنوات سيزيد بشكل كبير من احتمالات حدوث موجات حر شديدة كانت نادرة في السابق، خصوصا لدى الدول القريبة من خط الاستواء.

ويوضح البحث أن الوصول إلى صافي صفر بحلول منتصف القرن لن يعني بالضرورة تحسنا في الوضع، إذ ستستمر بعض المناطق في مواجهة موجات حر متفاقمة لمدة ألف عام.

تشير الدراسة الأسترالية إلى أن موجات الحرارة الخطرة والطويلة ستصبح أكثر شيوعا إذا استمر التباطؤ في التقدم نحو صافي الانبعاثات الصفري؛ وكلما تأخر العالم في الوصول إلى هذا الهدف، ازدادت حدة هذه الظواهر.

وقد نشر هذا العمل في مجلة Environmental Research: Climate، معتمدا على محاكاة واسعة النطاق على الحواسيب الفائقة حيث فحص الفريق كيفية تطور موجات الحرارة خلال الألف سنة التالية بعد وصول العالم إلى صافي الصفر.

وللتنبؤ بمستقبل المناخ اختار الباحثون مجموعة تواريخ محتملة لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري بين 2030 و2060، ثم درسوا كيف يتغير سلوك موجات الحرارة مع كل تأخير مدته خمس سنوات.

وفقا للدكتور أندرو كينج من جامعة ملبورن، وهو أحد المشاركين في الدراسة، جاءت النتائج متسقة في جميع السيناريوهات تشير إلى أنه كلما تأخر الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري، زادت مرات حدوث موجات حر شديدة نادرة تاريخيا.

وأوضح الدكتور كينج أن هذا يشكل خطرا خاصا على الدول القريبة من خط الاستواء وهي الأكثر عرضة بطبيعتها، حيث يمكن أن تحدث موجة حر واحدة على الأقل كل عام تتجاوز السجلات الحالية، وسيتكرر الأمر أبعد من ذلك إذا تأخر الوصول إلى صافي الصفر حتى 2050.

وتبين التحليلات أن تأخير خفض الانبعاثات يؤدي إلى موجات حر أعلى حرارة، وأطول مدة، وأكثر تكرارا، كما وجد الباحثون أن ارتفاع حرارة المحيط الجنوبي قد يستمر في تغذية موجات الحر لقرون حتى بعد الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري.

وفي كامل المحاكاة الممتدة لألف عام لم تظهر معظم المناطق أي مؤشر على العودة إلى ظروف موجات الحر كما كانت قبل الثورة الصناعية، بل ظلت موجات الحر مرتفعة لقرن كامل على الأقل، وفي بعض الحالات عندما يتحقق صافي الصفر في 2050 أو بعده، تصبح موجات الحر أشد مع مرور الوقت بدلًا من أن تهدأ.

وتوضح الأستاذة سارة بيركنزكيركباتريك من الجامعة الوطنية الأسترالية، وهي الباحثة الرئيسة، أن هذه النتائج تتحدى الافتراض الشائع بأن المناخ سيبدأ بالتحسن تدريجيا عند الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري، وترى أن النتائج رغم كونها مقلقة تمدّنا بنظرة مهمة إلى المستقبل إلا أنها تسمح بالتخطيط لتدابير تكيف فعالة ودائمة.

وتشدد على أن التقدم السريع نحو صافي الصفر الدائم لا يزال أمرًا بالغ الأهمية، وأن الوصول العالمي إلى صافي الصفر بحلول 2040 على أبعد تقدير سيكون مهمًا لتقليل شدة موجات الحر.

ويؤكد الدكتور كينج أن البحث يبرز مدى أهمية خفض الانبعاثات بسرعة، مع الاستعداد لعالم ستصبح فيه موجات الحر المتطرفة أصعب فأصعب في التعامل.

ويرى أن الاستثمار في البنية التحتية العامة والإسكان والخدمات الصحية لحماية الناس خلال موجات الحر سيتغير بطريقة كبيرة من حيث الحجم والتكلفة والموارد المطلوبة، وذلك وفقا لمدى تأخر الوصول إلى صافي الصفر، ويضيف أن عملية التكيف هذه ستكون عمل قرون لا عقود.