كتب : محمد حسن حمادة
في صمت المساجد وهدوئها، حيث تتردد أصداء التكبير والتهليل، يقفون كشموع مضيئة في ليل حالك، يحملون على أكتافهم هم أسر يعولونها، فتئنّ قلوبهم تحت وطأة الغلاء الفاحش كأنها جراح لا تُندمل. يتلقون ألف جنيه عن خطبة الجمعة، مبلغ هزيلٌ كحبة رمل في صحراء، لا يكفي حتى لسد رمق طفل جائع، من هنا، يصرخون من أعماقهم: “نستغيث”. يتذمرون ويطالبون بتعديل أوضاعهم المادية، وزيادة مكافآتهم، وتطبيق الحد الأدنى للأجور، كأنهم يرفعون أكف الضراعة إلى سماء الرحمة، علها تتنزل برفق على واقعهم المكدر.
ومما يجدر ذكره أن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وقف أمامهم يوما كمن يمسك ببصيص أمل، وعد بحل مشكلتهم، لكن الأيام انقضت كسيل جارف، فصار وعده كصوت في واد، “لا حياة لمن تنادي”.
تلك الاستغاثة تتراءى كصوت مكتوم يصدر من جدران المسجد، يبحث عن أذنٍ تسمع وتنصف!. فهل تتحرك الرحمة لتطفئ لهيب معيشتهم، أم تظل شكواهم مجرد حبرٍ على ورق، يتلاشى مع نسيم الفجر؟
