أكد محمد غزال، رئيس حزب مصر 2000 ورئيس ائتلاف الجبهة الوطنية الديمقراطية، أن التعاون العسكري الأخير بين مصر وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تناولته الصحافة الإسرائيلية بوصفه “تحركًا غير مسبوقًا”، يمثل نقلة نوعية في العلاقات العسكرية والأمنية بين القاهرة والحلف، ويعكس تقدير المجتمع الدولي لموقع مصر ودورها المحوري في أمن واستقرار منطقة شرق البحر المتوسط.
وأضاف “غزال” أن هذه الخطوة تؤكد أن مصر باتت شريكًا فاعلًا في منظومة الأمن الإقليمي والدولي، خاصة في ظل موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يجعلها بوابة الاستقرار في البحرين المتوسط والأحمر، وضامنة لحرية الملاحة عبر قناة السويس والممرات البحرية الحيوية.
وأوضح محمد غزال في تصريح لـه أن الزيارة الرسمية التي قامت بها مجموعة عمل بحرية تابعة للناتو إلى ميناء الإسكندرية، والمناورات المشتركة التي أجريت مع القوات البحرية المصرية تحت مسمى “NOBLE SHIELD” – الدرع النبيل، تعكس عمق الثقة المتبادلة بين مصر والدول الأعضاء في الحلف، وتعزز من قدرات الطرفين في مواجهة التحديات البحرية والأمنية المشتركة.
وأشار إلى أن ما وصفته الصحف الإسرائيلية بـ”التحرك غير المسبوق” يعكس حالة القلق داخل الكيان الصهيوني من اتساع دائرة الحضور المصري على الساحة الدولية، مؤكدًا أن القاهرة اليوم تتحرك وفق عقيدة وطنية مستقلة قائمة على التوازن والانفتاح على جميع القوى الدولية، دون انحياز أو ارتهان لأي محور سياسي أو عسكري.
وأكد رئيس حزب مصر 2000 محمد غزال، علي أن هذا التعاون لا يستهدف أي طرف في المنطقة، بل يأتي في إطار سياسة مصرية ثابتة تهدف إلى تعزيز الأمن الجماعي، وتأمين المصالح الاقتصادية والطاقوية، ومكافحة التهديدات غير المتماثلة مثل الإرهاب البحري والتهريب والقرصنة، وهي ملفات تمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر.
وشدد على أن القيادة المصرية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت في إعادة صياغة الدور الإقليمي للدولة المصرية على أسس جديدة من القوة والانفتاح والاحترام المتبادل، حتى أصبحت القاهرة اليوم طرفًا محوريًا في جميع المعادلات الأمنية والسياسية في الإقليم.
وقال: المفكر السياسي محمد غزال، إن المناورات والتعاون الجاري مع الناتو تمثل رسالة واضحة مفادها أن مصر شريك موثوق في حفظ الاستقرار العالمي، وقوة عسكرية احترافية قادرة على حماية مصالحها ومصالح شركائها، مشيرًا إلى أن البحرية المصرية تعد اليوم من أقوى الأساطيل في المنطقة، وتمتلك قدرات حديثة تؤهلها لقيادة مهام مشتركة في البحرين المتوسط والأحمر.
وفي ختام تصريحه، شدد على أن المرحلة الراهنة تتطلب ترسيخ الشراكات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة لا التبعية، مؤكدًا أن تطوير التعاون المصري – الأطلسي يمثل خطوة متقدمة نحو بناء منظومة إقليمية أكثر توازنًا واستقرارًا.
ودعا إلى توسيع مجالات التنسيق العسكري والتقني والتدريبي بما يضمن رفع كفاءة القوات البحرية المصرية وتعزيز جاهزيتها للتعامل مع التحديات المتغيرة في بيئتها الإقليمية.
وأكد أن مصر، بقيادتها الواعية، ماضية في ترسيخ مكانتها كركيزة استقرار في الشرق الأوسط والمتوسط، وأن حضورها الدولي المتنامي يعكس قوة الدولة المصرية وقدرتها على صياغة معادلات الأمن والسلام وفق رؤيتها الوطنية المستقلة.
