بعد موقف إنساني مؤثر في مدرج تجارة كفر الشيخ: أغنية تمجد عميد الكلية وتحول اللحظة إلى قصة إنسانية ملهمة
أحمد الشرقاوي
في مشهد إنساني لافت، لاقى صدى واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وثّقت عدسات الطلاب لحظة مؤثرة داخل أحد مدرجات كلية التجارة بجامعة كفر الشيخ، حينما بادر عميد الكلية الدكتور وليد عفيفي بحمل طفلة صغيرة من والدتها بعدما كانت تبكي أثناء المحاضرة، في لفتة أبوية عكست مدى إنسانيته وتواضعه وقربه من طلابه.
الموقف الذي لم يكن معدًّا أو مقصودًا، تحوّل خلال ساعات إلى حديث الساعة على صفحات “السوشيال ميديا”، حيث انتشرت صورة العميد وهو يحتضن الطفلة وسط الطلاب، في مشهد جمع بين الإنسانية والعلم والأبوة في آنٍ واحد، ولم يكن العميد يعلم أن الكاميرات التقطت الموقف، أو أن الصورة ستلقى هذا الانتشار والتفاعل الكبير.
وانتشرت التعليقات التي عبّرت عن الإعجاب بالموقف، معتبرة أن الدكتور وليد عفيفي جسّد نموذج الأستاذ الجامعي القدوة، الذي يجمع بين صرامة العلم ورقة الإنسان. وأشاد طلاب الكلية وزملاؤه بموقفه النبيل، مؤكدين أنه دائمًا ما يضرب المثل في الأخلاق والتواضع داخل وخارج قاعات المحاضرات.
![]()
لكن اللافت أن أحد طلاب الكلية قرر أن يخلّد هذه اللحظة الإنسانية بطريقته الخاصة، فكتب كلمات مؤثرة تعبّر عن المشهد وتُشيد بالموقف، قبل أن يقوم مجموعة من الشباب الموهوبين بتلحينها وتسجيلها كأغنية لتتحول القصة إلى عمل فني يلهم الكثيرين.
الأغنية التي تم تداولها على نطاق واسع، برؤية وإخراج الدكتور محمد عودة حيث حملت كلمات بسيطة ولكنها عميقة المعنى، وجاء في مطلعها:
بَكَتْ طِفْلَةٌ.. فَهَبَّ العَمِيدْ أَتَى حَانِيًا.. كَأَبٍ سَعِيدْ
حَمَلَها بِرِفْقٍ.. وَضَاعَ الأَنِينْ وَسَادَ السُّكُونُ.. وَصَارَ الحَنِينْ
تَأَلَّقَ وَجْهُهُ.. كَضَوْءِ النُّجُومْ يُضِيءُ القُلُوبَ.. وَيَمْحُو الهُمُومْ
يُدَرِّسُ عِلْمًا.. بِرُوحٍ نَقِيَّةْ وَيَزْرَعُ حُبًّا.. وَنَفْسًا سَوِيَّةْ
فَيَا وَلِيدُ.. أَيَا نُبْلَ الإِنْسَانْ رَحِيمُ الفُؤَادِ.. كَبَحْرِ الحَنَانْ
رَفِيقُ الصِّغَارِ.. وَعِزُّ الكِبَارْ تُضِيءُ الدُّرُوبَ.. كَنُورِ النَّهَارْ
تُعَلِّمُ صَمْتًا.. وَتَغْرِسُ وَفَا كَزَهْرٍ يُعَطِّرُ.. نَفْسَ الصَفَا
وليد عفيفي وليد عفيفي
حَمَلْتَ كِتَابًا.. وَطِفْلًا جَمِيلْ فَصِرْتَ مِثَالًا.. نَرَاكَ وَزِيرْ
وتفاعل الجمهور مع الأغنية بشكل كبير، معتبرين أنها تعبير راقٍ عن قيمة إنسانية نادرة في زمن طغت فيه الرسمية والصرامة على العلاقات داخل المؤسسات التعليمية.
وأكد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن هذا الموقف الإنساني يجب أن يُدرّس كرسالة ضمن قيم “القدوة الجامعية”، مشيرين إلى أن عميد كلية التجارة بجامعة كفر الشيخ لم يُقدّم درسًا في الإدارة فقط، بل درسًا في الرحمة والإنسانية والمسؤولية المجتمعية.
![]()
وفي حديث الطلاب عن العميد، أجمعوا على أنه دائم الدعم والمساندة، يستمع إلى الجميع ويعامل طلابه كأب، لا كرئيس أو مسؤول، مما جعله يحظى بمحبة واحترام داخل الحرم الجامعي وخارجه.
هكذا، لم تكن القصة مجرد لحظة عابرة في مدرج جامعي، بل تحولت إلى رمز لدفء العلاقة بين الأستاذ وطلابه، ورسالة قوية تؤكد أن التعليم الحقيقي يبدأ من الإنسانية.
