قانون الأسرة في زحمة القوانين اللي اتقال إنها لحماية الطفل وتنظيم الأسرة، ظهر واقع جديد داخل بيوت كتير:
قانون بيحوّل المشاعر الإنسانية لعلاقات مالية باردة، ويخلّي الأب مجرد “معيل”، آلة مالية لا أكثر، ينفّذ أوامر وينفق التزامات، بينما تتحول الأم في بعض الحالات إلى طرف بيمتلك أدوات النفوذ القانوني تحت لافتة الحضانة أو النفقة.
القانون، في صورته الحالية، بيشتغل زي خوارزمية بيروقراطية: يدخل متغيرات مثل الطلاق – الحضانة – النفقة الزيارة، ويخرج قرارات جاهزة التنفيذ،لكن في ظل التطبيق، تحوّل من أداة توازن إلى وسيلة للضغط أو الانتقام في بعض الحالات.
فبدل ما يكون الهدف حماية الأسرة، بقى وسيلة لإعادة توزيع القوة داخلها، بحيث يتحمّل طرف كل التكاليف المادية، بينما الطرف الآخر يمسك مفاتيح السيطرة الاجتماعية والنفسية.
قال تعالى”وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ، هذه الآية تذكرنا أن الأصل في العلاقة هو السكن والمودة، لا المعاملة والتسعير.
لكن الواقع المؤلم بيقول إن بعض النساء مش الكل طبعًا بدأن في استغلال القانون كسلاح للانتقام أو الكسب، مش كدرع للحماية ، وبقى في ظاهرة خطيرة اسمها “تجارة الطلاق”:
ست تتعامل مع الطلاق كصفقة مربحة، تحسب المكاسب، وتستغل ثغرات القانون لتأمين النفقة والإقامة والسلطة الاجتماعية، حتى لو على حساب سمعة الطرف الآخر أو راحة الأبناء.
وأحيانًا تُستخدم الحضانة مش كحق طبيعي للأم، بل كورقة ضغط تُمارَس بها الإهانة والإذلال،يتحول الرجل لمصدر دائم للمال، والمرأة لمراقِب ومُطالب، بينما الطفل يضيع بين الأوراق.
الكاتب عباس العقاد قال “الأسرة لا تُبنى على الحقوق، بل على الواجبات التي يقوم بها كل طرف دون انتظار المقابل ، لكن اللي حاصل دلوقتي عكس ده تمامًا ،الحقوق اتضخّمت، والواجبات اتبخّرت، وكل طرف بقى يشوف العلاقة على إنها مكسب أو خسارة.
العالم النفسي إريك فروم كان شايف إن: “الحب فعل إرادة، قرار بالاهتمام والنماء “لكن لما يتحوّل القانون إلى أداة انتقام، بيبقى الاهتمام فعلًا مرفوضًا، والنماء مستحيل، لأن العلاقة بتتحول إلى ساحة صراع، مش بيت مودة.
بعض السيدات بيستغلوا القانون باسم “العدالة”، لكنهم في الحقيقة بيستخدموه كآلية للإيذاء النفسي والمادي ، وتبدأ الحكاية باتهامات مفتعلة، وتستمر في دوامة من المحاضر والقضايا والنفقات، وكل خطوة فيها بتقضي على فكرة “الرحمة” اللي ربنا قال عنها في كتابه الكريم.
قال تعالى: “فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ”[سورة البقرة: 229] ، وهذه الآية ليست مجرد توجيه، وانما منهج حياة حتى في الفُراق لازم يبقى في إحسان، مش انتقام ولا إهانة.
القانون في صورته الحالية محتاج مراجعة عادلة ومتوازنة، علشان ما يبقاش سلاح في إيد طرف ضد التاني، ولا يتحول بيت الزوجية إلى “ملف قضائي” وأبناء الطلاق إلى ضحايا صراع.
الأب مش بنك متحرك، والأم مش وصية أبدية، والأسرة مش عقد إداري،الأسرة كيان إنساني، لو فقدنا معناه، هنفقد أهم أساس للمجتمع.
في نهاية المطاف ، الخطر مش في القانون بس، لكن في طريقة تطبيقه،لما يتحوّل الحق إلى وسيلة للتربح، والعدالة إلى ساحة انتقام، بنخلق جيلًا جديدًا فاقد للثقة في معنى الأسرة نفسها،جيل بيشوف الحب قضية، والرحمة بند، والاحترام حُكمًا صادرًا من المحكمة.
