احذر فربما تكون مريضا نفسيا؟!! بقلم …د.صبحي الشافعي
الانسان بطبعة اجتماعي لا يستطيع ان يعيش بمفردة نظرا لاحتياجاته التي لا يستطيع ان يوفرها بنفسه دون ان يحتاج لغيره من البشر ومن خلال تعامله مع هؤلاء البشر يتعرض غالبا لمشاكل عديدة ولا يستطيع احد ان يهرب من هذه المشاكل الحياتية فكلما ذهبت الى أي مكان ستجدها وكلما تعاملت مع أي بشر ستتعرض لها حتى داخل الاسرة الواحدة فستجد مشاكل يومية بين الزوج وزوجته الابن والأب الابن ووالدته او أخيه حول ميراث او ما شابه فالحياة فيها كل الألوان التي تجعل الانسان يتعرض للضغوط التي تؤثر على نفسيته ومنا من يحاول ان يحمى نفسه ويتماشى أي يتوافق مع الحدث ومنا من يستسلم بعدما يفشل في التغلب على مشاكله بالمحيطين به وربما يحتاج الى العلاج النفسي حتى يعود الى كامل صحته من الناحية النفسية فهل الأغلبية من المجتمع تصل الى هذه المرحلة سوف اسرد على حضراتكم قصة صغيرة تعبر عن ما يحدث في الواقع
في عام 1960 حدث هروب جماعي للمجانين من مستشفى العباسية للأمراض العقلية نتيجة إهمال حرس المستشفى، تمكن 243 مجنون من الهرب إلى شوارع العباسية مما أدى إلى حدوث مشكلة كبيرة استدعى المدير الإداري طبيب المستشفى فوراً واسمه دكتور جمال وطلب منه حل المشكلة فوراً
على الفور أحضر الطبيب المشهور صفّارة وطلب من بعض الموظفين أن يمسكوا به من الخلف ويلعبوا لعبة القطار وخرجوا إلى شوارع العباسية وهو يصفر وينادي تووووت توووووت وهو يمثل رأس القطار ومن خلفه (القاطرات) كل واحد يمسك بالثاني
ما توقعه الدكتور حدث بالفعل
كل مجنون هارب ركب في القطار ونجح الدكتور جمال بجمع المجانين وذهب بهم إلى المستشفى
المشكلة أنه عندما عاد المجانين مع القطار كان عددهم 612 علماً بأن عدد المجانين الهاربين كان 243 فقط
الآن لو أتكرر نفس المشهد كام واحد هيركبوا القطار!!
ومن خلال هذه التجربة عليك ان تحذر فربما تكون مريضا نفسيا نتيجة الضغوط التي تتعرض لها كما سبق وان أشرنا فحاول ان تتقرب الى الله وتناجيه وتدعوه ان يغفر لنا خطايانا ويصلح احوالنا فاذا كان الجميع يبحث عن السعادة فلن تجدوها الا بالتقرب الى الله فالحياة قصيرة والموت قادم لا محالة فلا تكن من الخاسرين بارتكاب المعاصي بحجة البحث عن الملذات التي تشعرك بالنشوة والسعادة هذه لحظات وقتية زائلة اما التقرب الى الله يجعلك تشعر بالسعادة الربانية لأنك تشعر حينها انك فزت في الدنيا والاخرة وحيث يقول الله في كتابه الكريم (يوم يأتي لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي ومنهم سعيد” ( هود: 105 ). “وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا أن يشاء ربك عطاءً غير منقطع” (هود: 108)
وفقنا الله واياكم وهدانا الى طريق الفلاح والصلاح