مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنَّا وهَواك والفُؤاد وليَالي جفَاك !

بقلم : عماد السعدنى

بعد مُنتصف الليل ومع زمهرير الشتاء بسقيعِهَا وشغفِهَا أمسكُت قلمي لأكتُب عنها قصيدةً تُشبههَا .. أو خاطِرّة تَصِفُهَا .. أو شِعرًا يُغَازِلهَا .. لكنَّ عقلي قد توقف ؛؛ وفكري قد تَشَتَّت !! والأحرف والكلمات عجزت وَوَلَّت ؛؛ فصرُت كأنني شَاردٌ في طرِيقهَا الممدوُدِ مُجرَّدًا من المعاني التي تَليِقُ بهَا !! فَكيف لي أن أُعبر عمَّ في فؤادي الذي ملكته أيهُا الحسناء ! .

فذَهبت إلي مكاني المُفضل الهادئ؛ شُرفة مكتبي الخاص بعيدًا عن الضجيج مصطحبًا فنجانَ قهوتي الخالية من حبات السُكر بعد أن كُنتُ أتناولها مثل عسل النحل ؛؛ لكنها جاءت فحلّت مكان كل حلوٍ في حياتي !! وصِرُت بين يديها لا حول لي ولا قوة ؛؛ وقد حق لي أن أُسميها “حورية الأرض ” .

جلست بِمُفردى أتساءل -والهيامُ يتملكني- من أنتِ ؟! وكيف لكِ أن تَخترقي قلبي الذي يُشبه صديد المعدن ؛؛ المغلق كـ بابٍ المغارة المهجُورة المتراكم عليهَا رِمَالُ الجِبَال ؟!، فَهو كـ قطعة من جسد مدفُون تحت التُراب ؛؛ لا ينبُض ، ولا يَشعُر ، ولا يُفيُق من غَفْوتِه مُنذ زَمنٍ بعيدٍ ؛؛ فَـبالله أجيبني : ماذا فعلتِ به حتىَ يُخلف وعده لي ويُشقيني ؟! .

قد يهمك ايضاً:

من طرد الفرس إلى “رؤية 2040”: تأسيس الدولة…

“عضو البرلمان بين الوعي القانوني والمسؤولية…

هكذا بدأ الحديث ، وهكذا حاولت أن أهمس لقلبي ؛؛ وأوبخُه وأُحذرُهُ من هذا الطريق الذي مَا سار فيه أحدٌ ونجَا .. !! فأجابني بكلام نزل علي كصاعقة هزَّت كياني ؛؛ قائلًا: ليس لك من الأمر شيء ؛ فَهي محبُوبتي مُنذ العصور وقبل الميلاد ؛؛ أُراقِبهَا من حينٍ لآخر ؛ فإذا استيقظُت غاب الظلامُ ؛ وأتى الصباح وتفتحت الزهور ؛ وإذا ابتسمت تُشرق الشمس في قلبي ؛؛ فَهي إذا تحدثت كان حديتها “دُعَاء الكروان” ، وصوتُهَا وشوشةَ عصافير ؛ وإذا ظهرت كانت عينَاها نيلًا عذبًا ؛؛ ووجهُها يُشبه القمر ؛ وقوَامها الغِزلان يرجِفُ قلبي ؛ فَدعني أغُوصُ في عِشقهَا ؛؛ فأنا المتيم في حُبِّهَا العُذريِّ العفيفِ !! فلا أنا أُريُد منها أن تجعلني مُتَوَّجًا على عرش القُلوب !! ولا أن تُلَقِّبَنِي بِالأمير “عماد الدين”، فأنا كُل ما أُريده أن ترفق بي بأن لا تَغرب عني كـ الشمس ؛ فظلام الليلُ يُخيفني ووحشة القبر تُفزعني !! .

يا لحلاوة حديث القلب عن محبوبته ؛ فلحُسن حديثه غَفلت عن فنجان قهوتي طويلًا ؛؛ وعجزت عن الجواب ؛ فكُل ما أُريده ألا يشقى في حُبِها ؛؛ فأفق أيها القلب ؛ فَقلبها ليس لك سلطان عليه ؛؛ وَطَرِيقُهَا وَعِرًا ؛؛ وجفَاؤُها مُمِيت !! كَم مرةٍ تتذكرُ فيها وحدتك وهي الغائبة الحاضرة في جَوفك !! تعال -يا عزيز- أُرافقك الرحلة ؛؛ فلا أحد يَعتني بِكَ سِواَي ؛؛ أعلم جيدًا أنك مُمزق من الدَاخل !! وأن البُعد عنها سيؤُلمك ؛!، لكنني سأُجاهد بِكل حزمٍ وثباتٍ لِنصل بر الأمان ؛! فكُلانا -يا رفيق- لن يتحمل الفاجعة !! .

أشرقت الشمس ، وأخذني النعاس ، وتجمدت القهوة في فنجانها ، وتجاهل الفؤاد حديثي !! وفجأة استيقظت على رسالة تقول: “صباح الخير ياحبيب”، فرددت: “صباح الخير يا “حبيبة” ؛؛ فاستغل الفؤاد ذلك ؛ وصرخ غاضبًا يتساءل: أبعد توبيخي تفعل ما تنهاني عنه ؟! أليس ذلك ظلمًا لي ؟! .

ارتبكت برهةً لكنني استجمعت قواي سريعًا وتنهدت وقلت: أنت لا تعلم -يا فؤادي العزيز- أنني أنتظر طوال اليوم حديثُها، وأنني لا أقوى على غيابُها !! وأنني أكثر منك عشقًا لها ؛ وأنني المهزوم في حُبِّهَا !! وأنني أَغَارُ عليها حتى مِنك !! فلا تشغلني عنها أيها الفؤاد ودعني وشأني !! فأنا الآن زاهِدُ فيها ؛ سأعود لك في المساء بِصُحبة فنجاني الذي أصبح كـ الثلج بغفوتي عنه !! وللحديث بقية .