قال: محمد الجوهري مساعد الأمين العام لحزب مصر 2000، إن قرار الرئيس الراحل أنور السادات بتسليم الأسرى الإسرائيليين بعد حرب أكتوبر المجيدة وهم يرتدون البيچامات الكستور المخططة، لم يكن تصرفًا عابرًا أو تفصيلًا بروتوكوليًا، بل رسالة سياسية ونفسية مدروسة بعناية فائقة.
وأضاف “الجوهري” أن اختيار هذا الزي بالذات كان يحمل رمزية عميقة، فالإسرائيليون الذين اعتادوا أن يُقدَّموا للعالم في صورة “الجيش الذي لا يُقهر”، ظهروا فجأة بملابس تُذكّر العالم بـمعسكرات النازية التي لطالما بنوا عليها سرديتهم التاريخية الباكية، وكأن السادات أراد أن يُعيدهم إلى موقع الضعف ذاته الذي استخدموه لعقود كأداة ضغط معنوي وسياسي على العالم.
وأكد مساعد الأمين العام لحزب مصر 2000، علي أن البيچامة في الثقافة العسكرية المصرية لا تُعد مجرد لباس مدني، بل رمزًا صريحًا للخروج من الخدمة وفقدان شرف الزي العسكري. فحين سلَّمت مصر الأسرى الإسرائيليين بهذا الشكل، كانت الرسالة واضحة:
“الجيش الذي حاول كسر مصر … مصر جعلته خارج الخدمة.”
وأشار إلى أن هذا المشهد التاريخي شكَّل ضربة قاسية للحرب النفسية الإسرائيلية، إذ أظهر للعالم أن الجندي الإسرائيلي الذي طالما تباهى ببدلته وسلطته وهيبته، أصبح في لحظة مجرد أسير منكسر بلا رمزية ولا مهابة.
وشدد على أن السادات استخدم الصورة كسلاحٍ دبلوماسيٍ يفوق البيان العسكري، حيث كانت اللقطة وحدها أبلغ من ألف خطاب، ورسَّخت في الوعي الجمعي أن مصر لم تنتصر فقط بالسلاح، بل بالعقل والرمز والرسالة.
ولفت إلى أن هذه الصور ما زالت حتى اليوم تُثير حرجًا في الذاكرة الإسرائيلية، إذ تُفنّد الادعاءات المتكررة بأنهم “قلبوا الموازين” أو “فرضوا إرادتهم” على المصريين. مشيرًا إلى أن الرسالة التي بعثها السادات بالصورة لا تزال ناجحة وفاعلة حتى الآن، لأنها حملت جوهر النصر الحقيقي: انتصار الإرادة المصرية على الغرور الصهيوني.
وأختتم تصريحه بالتأكيد على أن الأثر النفسي لقرار السادات ما زال ممتدًا حتى اليوم، فكلما حاولت إسرائيل تزييف التاريخ أو الترويج لانتصارٍ وهمي، عادت تلك الصور لتُعيدها إلى حجمها الحقيقي أمام العالم، وتُذكّر الجميع بأن الذكاء المصري انتصر حيث عجزت الجيوش الأخرى عن تحقيق النصر ذاته.