مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد غزال: الغطرسة الإسرائيلية سرعت ولادة تكتلات إقليمية جديدة

قال: المفكر السياسي محمد غزال رئيس حزب مصر 2000، أن توقيع الاتفاقية الدفاعية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية يمثل تحولاً استراتيجياً بالغ الأهمية في معادلات الأمن الإقليمي، ويكشف عن إرادة حقيقية لبناء تكتلات إقليمية قادرة على تحقيق توازن الردع بعيداً عن الارتهان لمعادلات القوى الدولية.

وأضاف “غزال” أن سياسة الغموض النووي الإسرائيلي لم تعد مقبولة لا قانونياً ولا سياسياً، خاصة في ظل الدعم العسكري غير المحدود من الولايات المتحدة، وتواطؤ الإدارات الأميركية المتعاقبة مع السياسات العدوانية لحكومة نتنياهو، وهو ما أدى لانهيار صدقية الردع الأميركي والتحالفات المرتبطة به.

وأوضح محمد غزال في تصريح لـه أن هذه الاتفاقية ليست مجرد رد فعل على أحداث محددة، وإنما هي إضفاء طابع مؤسسي على تحالف تاريخي عميق بين البلدين، يرتكز على المصالح المشتركة، والتكامل العسكري والاقتصادي، والاعتماد المتبادل في مجالات الدفاع والتصنيع العسكري. مضيفاً أن نص الاتفاق على اعتبار “الهجوم على أي من البلدين بمثابة هجوم على كليهما” يشكل نقلة نوعية في الردع الاستراتيجي العربي – الإسلامي.

قد يهمك ايضاً:

سهام جودة: تعليقاً على ما تناوله “الإعلام…

وأشار إلى أن التحالف الجديد يعزز الاستقلال الاستراتيجي للسعودية وباكستان معاً، ويفتح الطريق أمام شراكات وتحالفات أوسع مع قوى إقليمية ودولية أخرى تشاركهما القلق من تراجع موثوقية المظلة الأميركية، وانكشاف هشاشة نظام الردع الدولي القائم.

وفي السياق نفسه، شدد على أن الغطرسة الإسرائيلية، وسياساتها التوسعية، وضربها المتكرر لمقومات السلام في المنطقة، كان لها دور مباشر في تسريع التوجه نحو تحالفات إقليمية جديدة. وقال: “لقد أثبتت الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قطر، والمجازر المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، أن إسرائيل تسعى لفرض هيمنة مطلقة على حساب الأمن الإقليمي والعربي، وأنها أحبطت كل الرهانات على صدقية نواياها السلمية.”

وأختتم تصريحه بالتأكيد على أن العالم يتجه بالفعل نحو نظام متعدد الأقطاب، وأن بناء التكتلات الإقليمية أصبح ضرورة وجودية لضمان الأمن والاستقرار. وقال: “التحالف السعودي – الباكستاني هو خطوة نوعية تعكس وعياً استراتيجياً متقدماً، وسنشهد قريباً المزيد من التحولات الكبرى في بنية الأمن الإقليمي، بما يفتح الباب أمام شرق أوسط أكثر توازناً وعدلاً.”